”آية وسمر وسناء” يواجهن الانتقام بتشويه الملامح في ”قبل آخر صورة”
الأكثر مشاهدة
ماذا لو قال لك أحدهم: "يا إما تبقي معايا يا إما هخليكي ماتسويش"، وتحول تهديده لواقع فألقى على وجهك مادة حارقة شوهتك معنويًا قبل أن تشوه جلدك، وفي لحظة واحدة حول أوقاتك القادمة لرحلة مستمرة بين أسرة المستشفيات وغرف العمليات.. هذا ما حدث لـ "سمر وسناء" اللاتي تعرضتا لحادث حرق بمادة كميائية انتقاما، ليتكلف الجاني بضع سنوات في السجن ويخرج لاستكمال حياته بطبيعية، ويتكلفن حياتهن كلها في محاولة تكوين وجه جديد بدلًا من ذاك الذي أصبح ذكرى تنزوي يومًا بعد يوم.
صدفة قادت المونتيرة ومعدة الأفلام والبرامج الوثائقية "آية الله يوسف" لتتعرف على "سمر" الشابة التي تعرضت لإلقاء مادة حارقة على وجهها من قبل طليقها، وقت أن كانت تستعد للمشاركة بمسابقة "صناع الأمل" بدبي، وتبحث عمن يعد "فيديو" لمبادرتها، حيث استطاعت سمر رغم معاناتها الاستفادة من خبرتها في دروب التعافي لتقدم الدعم لحالات ما زالت في بداية الطريق. تحمست "آية" لمشاركتها وبدأت إعداد الفيديو الذي قربها من صاحبته وحكايتها، "اتحمست جدًا للموضوع لما قربت منهم وسمر عرفتني على سناء.. وقولتلهم إني حابة أعمل وثائقي عنهم" تقول آية عن بداية فكرة فيلم "قبل الصورة الأخيرة"، ورغم توتر علاقة سمر بالإعلام "ماكنش حد بيقدملها حاجة، بيقعدوا يتفرجوا عليها وخلاص"، إلا أنها وافقت على تصوير وثائقي عن رحلتها وسناء بعد أن وجدت في آية جدية تقديم سبل المساعدة.
بدأت آية التصوير ولم تزل ترافق الشابتين في خطواتهن حتى الآن، واقتربت أكثر من سمر كما فعلت مع سناء، التي تعرضت للحرق عام 2009 عندما كانت ماتزال في الـ13 من عمرها بعد أن طلبها ابن عمها للزواج إلا أنها تمت خطبتها لآخر، فقرر أن يغير مجرى حياتها بالكامل بتشويه وجه طفلة كانت في بداية تفتحها، "كأن الحادثة دي وقفتها عند السن ده، حياتها من يومها في المستشفيات بس.. تجاربها في الحياة كلها في أوض العمليات" هكذا تصفها آية وتستطرد عن معاناتهن في الانتظار لقرارات العلاج على نفقة الدولة، وتكرار فشل عمليات بسيطة أكثر من مرة، "علشان يخلوا تجويف العين أعمق ويستقبل العين الصناعية اتعملت في مصر 3 مرات وفي الآخر راحت عملتها في دبي".
اختارت آية اسم فيلمها لأن حياة بطلتيها تجري بين عمليات لتكوين وبناء وجه جديد، تركيب عيون صناعية، وزراعة جلد، وبعد كل مرة يصبحن في شكل جديد، يعشن بين أمل نجاح العملية وتقبل الفشل بمرارته كجزء من التجربة، "طول الوقت هما محتاجين عمليات، طول الوقت مفيش مرحلة أخيرة مفيش آخر صور، دايمًا هي قبل آخر صورة".
حاليًا ومع دخول "سمر وسناء" مرحلة معقد من العلاج في الخارج، تحتاج آية دعم مادي لتغطي نفقات السفر إلى دبي ومتابعة تصوير العمليات المتبقية واستكمال فيلمها الأول من أجل خروج حكاية رفيقتيها للنور، وبالفعل بدأت حملة لاستقبال الدعم المادي من خلال صفحة الفيلم على فيسبوك وكتبت فيها: "أنا خلصت تصوير نص الفيلم ومحتاجة مساعدتكم جدا عشان نقدر نكمل باقي الفيلم".
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا