رحلة ”نورا تميم” بين قارتين في 190 يوم
الأكثر مشاهدة
كتبت: مونيكا عبد الملك وندى بديوي
جعلها السفر شخص أقوى وهي ما تزال في الـ22 من العمر، تعلمت منه عدم الحكم على الناس بمظهرهم الخارجي، وعرفت كيف تتلمس الأعذار للآخرين، وأصبحت قادرة على احترام الاختلاف والتأقلم مع الظروف والرضا في كل الأحوال.
أثر فيها كتاب "حول العالم في 200 يوم" كما أثر في ملايين غيرها، وشجعها للقيام بمغامرة صغيرة هي انتقالها للعيش بالقاهرة بدلًا من محافظتها الإسماعيلية، جاءت كدارسة للصحافة بكلية الإعلام ولديها حلم أن تكتب نموذج لكتاب أنيس منصور لكن في أنحاء المحروسة.. الدراسة في جامعة القاهرة والاشتراك في الأنشطة الطلابية فتح لها باب مغامرة جديدة هي رحلة لإندونيسيا بغرض تعليم أطفال اللغة العربية.
مع وصولها تفاجئت بالاختلاف الكبير، بدايةً من أنواع الأكل وحتي المعتقدات، فاستضافتها أسرة إندونسية من الطبقة المتوسطة مع زميلتها الروسية لتقضي بينهم شهر ونصف، وكانت تتواصل معهم عن طريق ابنتهم التي تتحدث الإنجليزية.
التحدي كان في الاستمرارية والتأقلم على حياة مختلفة بالكلية، من اللغة إلى الطعام وحتى أنها لم تكن تتوقع أن يكون بالعالم شكل آخر للوسائد غير ذاك المستطيل وهذا ما استغربته أيضًا الأسرة المضيفة لأنهم لا يعرفوا سوى الشكل الإسطواني، "أنا كنت فاكرة إن كل الناس شبهنا بس طلع لأ"، كذلك تعرضها لحادث سرقة أصيبت بسببه بكسر في العظام ولكنها أصرت على إكمال ما بدأت.
بعد قضائها شهرين في إندونسيا أحبت الذهاب إلى ماليزيا كسائحة لقربها من إندونيسيا وإمكانية دخولها دون فيزا، وهنا أدركت الفرق بين السفر من أجل العمل والسياحة، ففي ماليزيا اختلفت طريقة التعامل ولم تحتك بالشعب كتجربتها في إندونيسيا، وعرفت أن السفر مع الأهل أو الأصدقاء لن يؤدي إلى النتيجة المرجوة، لأن الشخص سيظل في منطقة راحته ولكن لأنها وحدها اتيحت لها فرصة معرفة الآخرين.
عادت لمصر وشغف السفر يلاحقها وظلت تبحث عن فرصة جديدة للانطلاق حول العالم، أتت الفرصة في العام الجامعي الثاني عندما حصلت على منحة للولايات المتحدة الأمريكية تقوم على العمل في مقابل التعرف على البلد وثقافته، وهي المنحة التي ضمت جنسيات متنوعة، لذا في خلال أربعة أشهر تعاملت مع بشر من شتى بقاع الأرض متعددة من خلال سكنها معهم وعملها في مدينة ملاهي، فكانت تجربة مختلفة وممتعة خرجت منها واضعة معيار جديد لاختيار وجهتها في السفر بألا تذهب لبلد منغلقة علي نفسها، وتنحاز للاختلاف والتنوع.
نورا، التي عانت في البداية مع موافقة الأهل حتى أقنعتهم، تؤمن بأهمية السفر لذلك تشجع الجميع على خوض التجربة، وترى أن الأهل يجب عليهم اتاحة الفرصة لابنتهم لتتعلم "البنت لو كانت هتعمل حاجة غلط كان ممكن تعمله في مصر"، أما الخوف فيمكن التغلب عليه تدريجيًا، واقترحت البدء بالسفر داخل مصر في البداية ثم خوض التجربة خارجها في بلاد قريبة من حيث الثقافة، وإذا كنتِ غير قادرة على التكاليف، ابحثي عن المنح.
في خلال عامين سافرت نورا 3 دول في قارتين مختلفتين، وتريد أن تدون مغامرتها في قارتي آسيا وأمريكا من خلال مجموعة قصصية صغيرة على درب أنيس منصور.
"أنا لو سافرت مع حد التجربة راحت، بحب السفر لوحدي".
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٣٠ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا