”من الألم جئت”.. صرخة توثيقية ضد ”تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية”
الأكثر مشاهدة
مشهد: "دقات على الدف، تشبه طبول الزار غير أنها تنذر بقدوم الأرواح الشريرة لا طردها.. ثم لقطة لطفلة يتم اختطافها من بين ألعابها ليباعدوا بين فخذيها وتحدث الجريمة."
هكذا يبدأ فيلم "من الألم جئت" الذي يسرد قصص 3 نساء مع "تشويه الأعضاء التناسلية للإناث" والمعروف بالختان أو الطهارة، والذي أنتجته مؤسسة Raise your Voice" - عليّ صوتك" لمخرجاته الثلاث، روزانا ناجح وندى عبد الرحمن وهاجر محمود، ويتم عرضه في سلسلة فاعليات آخرها كان بـ "جمعية تنمية السياحة" بدهشور.
مشهد: "بنت لا تظهر ملامحها، تحكي عما حدث لها يوم قررت أمها أن تضع ختم الشرف عليها، وصفت مراحل البتر ورؤيتها للدم وشعورها بالانتهاك.. وبكت."
جاءت فكرة الفيلم ضمن ورشة "عليّ صوتك" لتعليم صناعة وإنتاج الأفلام، بعد أن تناقشت صانعاته في عدة أفكار أخرى لكنهم استقروا في النهاية على "الختان".
وكذلك المعالجة احتاجت وقت حتى تخرج في شكلها النهائي، لكنهم قرروا الابتعاد تمامًا عن الشكل المعتاد "الستات أقل ناس بيتكلموا عن اللي حصلهم .. دايمًا في دكتور وشيخ وقسيس ورجل قانون"، تقول روزانا إحدى المخرجات -23 عامًا-، وتستطرد: "الست لما بتتكلم بتوصل إحساسها الشخصي اللي بيأثر لأنه بيخبط في إحساس واحدة تانية مرت بنفس التجربة".
واجهت مخرجات الفيلم صعوبة في إيجاد من يستطعن الحكي في بداية الأمر إلى أن وجدن النساء الثلاث، ليتم تصوير الفيلم ويعرضنه في عدة أماكن وفاعليات، منها المهرجان القومي للمرأة وضمن حملات التوعية ضد هذه الممارسة التي نجحت في إعلان 4 قرى بلا ختان.
مشهد: "تحكي رانيا عن اليوم الذي أخبروها فيه أنها ذاهبة لعملية (اللوز) لتفيق بعد المخدر وما زالت (سوستة البنطلون) مفتوحة تخبرها بما حدث.. وتظل طوال عمرها تتذكر هذه الخديعة وتعاني من مطاردتها لها."
شجع الفيلم نساء دهشور الحاضرات في ندوة عرض الفيلم على مشاركة تجاربهن، "كنت هقوم من الوجع.. لأن ده اللي حصل معايا" عبرت إحدهن، بينما نقلت الآخرى كلمة جاءت على لسان إحدى البطلات "أنا بقيت زي الكرسي حقيقي" مشيرة إلى أثر الختان على علاقتها الخاصة بزوجها.
مشهد: "سيدة خمسينية، يلعب بجوارها أحفادها غير أنها لا تزال تذكر ما حدث لها.. وكيف أنها قررت ألا تفعل بأبنائها ما ارتكب بحقها."
أرادت صانعات "من الألم جئت" التنويع في المراحل العمرية، فاخترن شابتين بين أوائل وأواخر العشرينات مع السيدة الخمسينية، ليؤكدن "إن الستات مابتنساش وإن رغم العمر الألم لسه موجود"، وتؤكد روزانا "ذاكرة الألم مابتتمحيش .. والستات لما بيلاقوا حد مهتم بألمهم بيتكلموا".
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا