لمسة ”رؤى” الفنية تخفف عن أطفال ”57357”
الأكثر مشاهدة
هناك أشخاص وهبهم الله نعمة العطاء دون انتظار مقابل، وجعلهم قبس من نور رحمته للتخفيف عن عباده، "رؤى أحمد" واحدة من هؤلاء، فقضت حتى الآن 5 أعوام من عمرها الشاب في التطوع.
بدأت حكايتها مع الخدمة المجتمعية عندما التحقت بعامها الجامعي الأول، فبدأت من خلال نشاط "علشانك يا بلدي" الطلابي، وظلت لسنوات تُعلم أطفال المناطق الفقيرة القراءة والكتابة، ومنذ سنتين التحقت بفريق متطوعي مستشفى 57357. مهمتها في البداية كانت أخذ القادمين الجدد في جولة تعريفية بالمستشفى، وتوزيع الهدايا على الأطفال، وتقديم الدعم النفسي للأهل.
بعد فترة من تقديم الخدمات، أحبت أن تضيف وتطور بسبب عدم تجاوب بعض الأطفال الذي يحدث نتيجة العلاج، "الكيماوي بيجيبلهم اكتئاب وأحيانًا بيفقدوا حاسة التذوق وبيبعدوا عن الأكل وبيميلوا للوحدة"،
ففكرت في دمج الفن في طريقتها لصحبة الأطفال، ومن أجل تشجيعهم على المشاركة الفعالة.
"كان في طفلة مش حابة تتكلم أبدًا، بدأت أطلع ورق وألوان وأرسم، وأسألها أخد أي لون، واحدة واحدة بدأت تشارك وتتفاعل".
وبعدها انتبهت لأنها تريد أن تحاول في تغيير إدراك الأطفال للأدوات الطبية فلا تصبح مرادفًا للألم والخوف وفقط، فبدأت باستخدام القطن والشاش في عمل اللوحات الفنية، وكونت منهم سحبًا، وصنعته جليدًا في اللوحات، "كمان نفخت الجوانتي ولونته كسمكة، وخدنا الحقن علشان نسحب بيها الألوان المايه بعد ما بنرمي السن بتاعها".
ولأن الأطفال تمكث في المستشفى فترات طويلة، وبعضهم لا يبرح غرف العلاج على حسب حالته، فقد جعلت رؤى من غرفهم، معارض فنية عليها ما يقومون برسمه، وتصر أن يضيفوا توقيعهم وتاريخ صنع اللوحة على طريقة كبار الفنانين.. وظهرت نتيجتها على نفسيتهم، وكذلك ساعدت الأطباء في عملهم "دكتورة قالتلي المعرض اللي في الأوض بيساعدني أتكلم مع الأطفال عن الرسم وأفتح حوار وأقدر أكسر الجليد والخوف".
وكما أثرت رؤى في حياة الأطفال، نقشوا بصمتهم في روحها وإدراكها، "كنت رايحة أعلمهم، علموني،"في الأول كنت لاقيه صعوبة في دراسة العمارة فبدأت ادمج اللي بدرسه مع التطوع اللي بحبه وعملنا مجسم للمستشفي مع الأطفال وكل واحد أسس البيت اللي بيحلم بيه".. وكذلك ساعدتها المستشفى على تقبل الموت الذي أخذ منها والدها، فاعتبرته رحمة الله التي تتدخل لتوقف عناء من لم يجدي العلاج معهم نفعًا.
رؤى التي اقتطع عملها من وقت التطوع، تحاول توفير أجازتها من أجل إكمال دورها مع أطفال 57 والمستشفيات الأخرى التي تزورها، كما أنها أصبحت تلقي محاضرات عن التطوع والعلاج بالفن وذلك من أجل تحريك طاقات المجتمع المدني.
وبصوت خنقته العَبرة تأثرًا قالت: "أكتر حاجة بحبها لما بيجيلي مكالمة إن طفل خف".
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا