حكايات سعوديات كافحن من أجل ”القيادة”
الأكثر مشاهدة
سجل التاريخ أمس قرار الملك سلمان بن عبد العزيز بتعديل نظام المرور، بحيث تمنح رخص القيادة للرجال والنساء على حد سواء بدءًا من الـ23 من يونيو 2018.. هذا القرار الذي احتفلت به السعوديات كما لم يحتفلن من قبل، بعد سنوات من النضال من أجل حق تراه الدنيا كلها طبيعيًا.. ومن بين آلاف السعوديات اللاتي ناضلن من أجل هذا الحق نذكر..
- مظاهرة 1990
في الرابعة من عصر يوم الثلاثاء الموافق 6 نوفمبر عام 1990 كانت الشرارة الأولى، يومها تحركت 13 سيارة تحمل 47 امرأة في طريق الملك عبد العزيز، تظاهرن للمطالبة بحقهن في القيادة في مجتمع يعتبر الأمر من الخطوط الحمراء التي لا يجب تعديها.
النساء كن طالبات، معلمات، إداريات في المدارس وربات منزل وكذلك اثنين من سيدات الأعمال.
بعد حوالي عشر دقائق, أوقفتهم إحدى سيارات المرور وتقدم الشرطي منهن مندهشًا وطلب متهكمًا رخصة القيادة التي لا يحملنها، فأعطته إحداهن رخصتها الأمريكية فزادت حيرته.. وطلبت منه توصيل رسالة للأمير سلمان بن عبد العزيز الذي كان وقتها أمير الرياض، يشرحن فيها معاناتهن مع السائقين الأجانب ومع الأهل للذهاب للعمل أو المستشفيات أو الزيارات، وذكرن أنه لا مانع شرعي من قيادة المرأة للسيارة.
تأزم الموقف مع ظهور سيارة رجال الأمر بالمعروف، وترجل أفرادها وهم غاضبون على النساء اللاتي كن في كامل زيهن ومنتقبات وبدون أي مساحيق تجميل لتفويت الفرصة على رجال الهيئة وحتى تصل رسالتهن واضحة بدون تشتيت.. وقتها تدخلت الشرطة واقتادت سيارات النساء بمعرفة شرطي وفرد من هيئة الأمر بالمعروف لشرطة الحي العليا.
استدعت الشرطة أولياء الأمور من الأزواج والآباء والإخوة، وتم التحقيق مع النساء وولاة أمورهن، وأخلي سبيلهم فجر اليوم التالي بعد أخذ تعهدات عليهم جميعًا بعدم قيادة السيارات مرة أخرى.
لكن الأمر لم ينتهي هنا، فبعدها بفترة تم فصل جميع النساء المشاركات في القيادة من أعمالهن والطالبات من الجامعة، ومنعهن وذويهم من السفر خارج المملكة.. حتى عادت الطالبات بعد فصل عام كامل، وعادت العاملات إلى وظائفهن بعد 3 أعوام.
من إرهاصات الربيع العربي كانت حركتها "سأقود سيارتي بنفسي"، والتي تعرضت بسببها للأذى العام والشخصي فتم ضرب ابنها من قبل زملاؤه، وانتهكتها التهموالشائعات وقيل أنها عميلة لإيران، كل ذلك بسبب
قيادتها لسيارة في المجتمع السعودي.
دعت منال في حملتها النساء السعوديات إلى القيادة عام 2011، وقامت بتسجيل فيديو لها أثناء القيادة، وحقق مشاهدة مرتفع على يوتيوب وفيسبوك قدرت بـ 600 ألف مشاهدة، وانطلقت الشرارة وتم مهاجمة منال من قبل المتشددين وهيئة الأمر بالمعروف مما أدي لاعتقالها 9 أيام حتى لا تكرر فعلتها.
وقد غردت منال أمس في حسابها الرسمي على تويتر: "اليوم رد اعتبار كل سعودية من نساء 1990 حتى اللحظة.. قيادة المرأة للسيارة.. نكمل مشوارنا الثاني: سعوديات نطلب إسقاط الولاية."
- لجين الهذلول
ناشطة سعودية أخرى، تأثرت بحملات سابقيها، فقامت بقيادة سيارة والدها وهي عائدة من دراستها بالخارج، قادت السيارة من صالات مطار الملك خالد إلى منزل أسرتها وبثت مقطع الحدث على موقع "كيك" الاجتماعي. بعد ذلك استدعت الشرطة والدها من قبل الأجهزة الأمنية السعودية لتحرير تعهد بالالتزام بقوانين البلد.
موقفها الثاني كان في 2015 عندما قامت بقيادة السيارة على الحدود السعودية الإماراتية برخصة إماراتية فقام حرس الحدود السعودي باعتقالها واحتجزتها السلطات لمدة 73 يومًا.
دائمة الاشتباك مع قضايا المرأة داخل السعودية، فقد قامت الأستاذة الجامعية المتقاعدة من جامعة الملك سعود، بالاشتراك بحملة 26 أكتوبر 2013 للمطالبة بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة بنفسها، وتعرضت وقتها للتوقيف من قِبل الشرطة عام 2013 بعد خوضها تجربة قيادة السيارة بنفسها، "وقتها شعرت بالإهانة بعدما رفضت الشرطة إخلاء سبيلها إلا بعد تسليمها لولي أمرها.
- عالية فريد
هي عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المنطقة الشرقية بالمملكة، تعاني عالية من مرض مزمن يقتضي ذهابها للمستشفى في حالات طارئة لتلقي العلاج، وفي كل مرة كانت تذهب بنفسها وهي تقود سيارتها، كان يتم توقيفها من قبل الشرطة، وبعد مفاوضات يسمح لها بالذهاب لتلقي العلاج في المسشفى ثم يقتادوها لقسم الشرطة حتى يأتي ولي أمرها لاصطحابها.. وفي كل مرة كانت ترفض التوقيع على تعهد بالامنتاع عن القيادة لأنها مريضة ولأنه لا يوجد قوانين في المملكة تمنع النساء من القيادة.
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا