”تكميم المعدة” غير حياة ”نهى”: ”ثقتي في نفسي بقت أضعاف”
الأكثر مشاهدة
"اتبهدلت كتير.. من دكاترة تخسيس، لأنظمة دايت، لأعشاب وأدوية" هكذا بدأت "نهى علي" حديثها عن المعاناة مع وزنها الزائد الذي اكتسبته على مدار سنوات من الحمل والإنجاب وعدم عيش الحياة بطريقة أكثر صحة والذي جعلها على شفا الإصابة بمرض السكري غير آلام العظام التي أصبحت ملازمة لها.
عانت نهى من مرارة التعليقات السلبية التي ظلت ملازمة لسمعها، وخصوصًا كلمة "بس" فكانت كل المجاملات والمديح الذي يقال لها يقترن بهذه الكلمة الهادمة لما قبلها، "كانوا بيقولولي إنتي حلوة وإيجابية وشاطرة بس لازم تخسي.. فكانت بس دي بتدمرني"، وكانت تستقبلها كلمة "مفيش مقاسك" في محلات الملابس قبل أن تفتح فمها فتضطر أحيانًا للرد "مش علشاني.".. "المليانة دي الناس بيحاسبوها إنها السبب في اللي هي فيه.. رغم إن في أسباب كتير للتخن منها النفسية السيئة وعدم الدعم".
تلك المعاناة النفسية مع كلمات الغرباء امتدت لتصبح عدم تقبل داخلي لشكلها، "كنت بهرب من الصور مع أصحابي.. ولما كنا نتصور وينزلوها كنت بزعل من شكلي"، وفي عملها كمصممة حُلي كانت لا تضع صورًا شخصية لها "ماكنتش بحب أظهر للناس"، فكانت تلك التعليقات بجانب تلميحات زوجها المتكررة عن عدم تقبله لشكلها، مع فشلها في إيجاد حمية غذائية تجعلها تخسر أكثر من 6 كيلوجرامات دون أن تكسبهم مرة أخرى، وازعًا لها لإجراء جراحة تكميم المعدة.. التي عرفت عنها من خلال إحدى صديقاتها اللاتي خضعن لها.
عامان قضتهم نهى في محاولة إقناع زوجها لتخضع لعملية تكميم المعدة، تضمنا الكثير من الدراسة والقراءة عن أنواع عمليات التخسيس والبحث عن أفضل طبيب للقيام بها.. لكن المشكلة كانت التعليقات السلبية ممن حولها، "طول الوقت كنت بسمع كلمة هتموتي.. وهيجرالك كذا وكذا"، وفي كل مرة كانت تقترب فيها من إقناع زوجها الرافض لزيادة وزنها كان يعترض في النهاية، "كان بيقولي إني السبب وإني ماعنديش إرادة أخس وحتى لو عملت العملية.. جالي اكتئاب". تلك الحالة النفسية ونفاذ صبرها من الحياة التي تعيشها جعلها تذهب للجراحة دون علم أحد سوى خالتها التي وقعت على إقرار المسؤولية.
"عملت العملية وتاني يوم روحت.. وقعدت فترة محدش يعرف حاجة"، مارست نهى حياتها بشكلها الطبيعي، وإن ظلت تسير على تعليمات الطبيب وحدها، فبعد العملية يختلف إتساع المعدة ويجب إتباع طريقة الـ 45 يوم التي تبدأ بأسبوعين من السوائل فقط، وبعدها أكلات معدة بطرق معينة حتى تعتاد المعدة على كميات الطعام.
"جوزي لاحظ لما لقاني بخس ونفسيتي بقت أحسن"، إنبهار زوجها بنتائج العملية جعله ينسى أنها لم تخبره بقرار إجراء العملية، "كل ما يدخل البيت يبقى مش مصدق اللي وصلتله.. خسيت حوالي 43 كيلو وحاليا باكل اللي عايزاه بشكل صحي".
العملية غيرت حياتها وجعلتها أكثر ثقة بنفسها وظهرت الطاقة والأمل في صوتها وهي تحكي عن حياتها التي اختلفت 180 درجة على كافة المستويات بشكل لم تصدقه هي، "الثقة في نفسي غيرت حياتي.. بقيت أخد كورسات وطورت من شغلي ومن تعاملي مع ولادي نفسهم، بقينا أصحاب"، كذلك كونت "جروب" مع من خضعوا للعملية يقدمون من خلاله الدعم والنصائح لمن يسيرون نفس طريقهم، وأصبحت تعد أشهر المأكولات لكن بطريقة أخف، فتحول الباشميل لـ"لايت" وتخرج "لايف" على فيسبوك لشرح الطريقة.
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا