”سارة عبد المحسن” بطلة حياتها بـ الرياضة والإرادة
الأكثر مشاهدة
بينما يحلم الأطفال بالألعاب والهدايا وجبال الحلوى كانت سارة تقضي وقتها تبكي لأن حلمها بارتداء حذاء يشبه ذلك الذي يزين قدما أختها ويعطي لفستانها شكلًا آخر، بعيد المنال بسبب وزنها الزائد ولأن المقاسات في المصانع تصنع مقاسات محددة ولا تراعي أصحاب الأوزان أو الأطوال.
عانت سارة لسنوات مع الوزن الزائد الذي أثر على صحتها وقيدها بحركة متثاقلة لكن المعاناة الأكبر كانت مع المجتمع، "أنا اتأذيت نفسيًا كتير..حتى في أبسط الحاجات"، حصار نظرات الشفقة أو السخرية في كل موضع كان يخنقها، فكانت تكره الخروج للمطاعم أو السينمات، الأولى لأن العيون تتابع حجم طلبها ولا تخجل من "الفرجة" عليها، والثانية لأن كراسي صالات السينما معدة لأوزان محددة.
في الطفولة والمراهقة طالتها أذية المجتمع وتراكمها سبب لها شللًا في القدمين، فقد كانت صدمتها في المرحلة الثانوية عندما قامت إحدى زميلتها بشكها بـ"دبوس" للتأكد من مدى إحساسها، "المشكلة إني لما اشتكيت للمدرس قالي إنتي هتعملي فيها بتحسي".
ورغم حداثة سنها، 23 عامًا، إلا أنها ظلت تسمع كلمات مثل "اركبي يا حجة" ومثيلاتها التي تصنفها في سن ضعف حقيقة عمرها.
كل تلك المعاناة لم تستمر عندما قررت سارة أن تحول من ألمها لأمل في حياة جديدة مليئة بالطاقة وكتبت تقول: "شكرًا لكل التريقة اللي سمعتها في حياتي وكل كلمة أذت قلبي، شكرًا لكل اللي قالوا مش هتكمل وحبة وهتوقف .. أنا لسه مكملة"، وذلك بعدما بدأت في التمارين ووجدت ضالتها في "كابتن هلال" الذي أصبح الوقود بالنسبة لإرادتها، وجدته بعد أن وصل وزنها لـ240 كيلو جرامًا وساعدها على تغيير نمط حياتها وتشجعيها لتكمل الطريق أو "الحرب" كما تصفها، تقول عنه: "أكتر واحد تعب معايا الكابتن اللي علمني يعني إيه أركز في هدفي ومبصش ورايا".
ورغم صعوبة التمارين والإرهاق الذي عانت منه خصوصًا في البداية حيث كانت لا تستطيع التنفس بطريقة طبيعية، وتعود للبيت ومطلوب منها أن تضبط شهيتها أمام الطعام الشهي المعد في المنزل لكنها كانت تضغط على نفسها وتقاومها من خلال تخيل حياتها وهي تستطيع أن ترتدي ما تريد، وتحقق رغبة والدتها بعيش حياة صحية.
خسرت سارة أكثر من 70 كيلو جرامًا حتى الآن، وساعدها في ذلك أنها تفهمت "إدمانها للطعام" واعترفت بذلك. وحاليًا تسجل لحظات حياتها في كل تجربة كانت ممنوعة عنها من قبل، فأصبحت تكتب مقاسات أحذيتها التي تنخفض تباعًا، والفساتين التي تستطيع ارتدائها، "كل لحظة وجع ودموع بتروح لما ألاقي نفسي لابسة فستان جديد"، تضع المكياج وتتبهى بجمالها بعد أن ظلت حبيسة غرفتها لسنوات، ولا تكف عن التصوير والتدوين بكلمة "أنا اللي بكرة هبقى" والاستمرار في طريقها الذي بدأته من أجل الوصول لوزن الـ 70 كيلو جرامًا.
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا