قطعة من كبد ”كيبي” أحيت ”أحمد” ووصلت الشرق بالغرب
الأكثر مشاهدة
مقطع فيديو تجلت فيه معاني الإنسانية والعطاء التي فطرنا الله عليها، يصور مقابلة سيدة أمريكية تبرعت بجزء من كبدها لطفل عربي لا تعرفه، أنقذت به حياته وأحيت قلب أسرته، لتعطي مثلًا عن الخير الذي يستمر أثره حتى قيام الساعة، ويصيبها جزء من كل فعل خيّر سيقدم الطفل أحمد على فعله يومًا ما..
مقابلة دبرها القدر بين الأمريكية "بيكي كيبل" التي تعيش في غرب نيويورك، والطفل أحمد العقاد المقيم بدبي بالإمارات العربية المتحدة، فكانت بيكي تخطط لإنقاذ أحد أصدقائها المقربين بجزء من كبدها، وسجلت نفسها على قائمة المتبرعين بالأعضاء، وحينها كان والدا أحمد يتنقلون بين الأطباء بطفلهم الذي ظهرت عليه أعراض مرض وراثي نادر يسمى "الركود الصفراوي"، والذي أدى لتدهور حالة كبده وبالتالي تراكم السموم في دمه.
ووصل سعي بيكي وعائلة أحمد إلى ذروته في نفس الوقت، ففي حين علمت بيكي أن حالة صديقها الصحية تدهورت بشكل لا يسمح بعملية نقل الأعضاء، كانت أسرة أحمد تتلقى رد أخصائيين عيادة كليفلاند بأبو ظبي، أن طفلهما سيموت إذا لم تتم عملية زراعة كبد بسرعة، وهو الشيء الذي يقضي بعض الناس بسببه سنوات من عمرهم على قوائم الانتظار بحثًا عن متطوع مناسب.
هنا غيّر قرار بيكي مسار الأمور، حيث أصرت أن تكمل ما بدأته وتتبرع بالجزء الذي حددته من كبدها لأي شخص يحتاجه، وقد كان من نصيب أحمد، الذي عادت أمه لتتنفس من جديد بعد أن أبلغت مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة، فرعها بأبو ظبي أن هناك متبرع متاح، وقالت آية والدة أحمد: "كان الأمر صعبًا، ولم يكن بوسعنا عمل شيء لأحمد.. لكن حين عرفنا أن هناك متبرع، كنت في غاية السعادة لأن ابني ستكون لديه فرصة لعيش الحياة في صحة جيدة".
حلق "أحمد" مع أسرته في رحلة استمرت لـ22 ساعة، ووصلت "بيكي" للمستشفى بعد ساعتين من القيادة، ثم قام فريق المستشفى العالمي بإجراء العملية بعد أن تم التأكد أن الكبد مطابق تمامًا، ونجحوا في إزالة كبد الطفل وزراعة العشرون بالمئة المأخوذة من كبد السيدة الأمريكية.
بعد العملية وصفت آية حياة ابنها قائلة: "إنه لا يريد أن ينام بتاتًا، يريد فقط أن يلعب.. وفي كل مرة أراه يمشي، يركض أو يلعب أفكر في بيكي وأريد أن أشكرها".
وقد نظمت المستشفى لقاءً بين "بيكي" وأسرة "أحمد" في أكتوبر الماضي، وهو اللقاء الأول بينهما وجهًا لوجه، وكان ممتلئ بمشاعر الحب والكثير من الدموع الممتنة، وعبرت آية عن إحساسها وقتها بتلك الكلمات: "حين رأيت بيكي، كنت أريد فقط أن أعانقها، فكيف يمكن أن أشكرها على هديتها التي لا تقدر بثمن؟.. كرمها أنقذ حياة ابني".
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا