”زينب” أسست مجتمعًا ”للفضفضة” النسائية.. ضد ”التابوهات”
الأكثر مشاهدة
كما في كل عمل، تبدأ زينب يومها بالتجمع الصباحي المعتاد، تتبادل تحيات الصباح والشكوى من الزحام المروري، وأثناء تناول القهوة تسرد يومياتها مع الزميلات.. أصبح هذا الطقس اليومي أكثر أهمية بعدما تزوجت ووجدت نفسها أمام صفات وطباع مختلفة لشخص آخر ويجب أن تتعامل معها، "كنا بنتشارك مشاكلنا.. ومرة واحدة صاحبتي عرفت من الحكايات الصباحية دي إن تلت تربع الجوازات فيها نفس المشاكل اللي هي عايزة تطلق بسببها دي"، من هنا جاءت فكرة "جروب سري" على فيسبوك يجمع الصديقات اللاتي فرقهن العمل فيما بعد، من أجل غرض واحد هو "الفضفضة".
"ماتحسبوش يا بنات إن الجواز راحة"، يمكن أن تنطبق هذه الجملة على دافع "زينب العشري"، التي تعمل في مجال الإعلانات والتسويق، في تأسيس "جروب اعترافات امرأة متزوجة" (Confession of a married woman) الذي دشنته ليصبح مساحة مفتوحة للنساء المتزوجات ليشاركن مشاكلهن ويبحثن عن حلول من نساء مثلهن، من دون معرفة الهوية وبعيدًا عن الحكم الأخلاقي، "بدأت الجروب من 3 سنين.. الستات بتبعت من غير ما اسمها يتعرف وكان سبب التأسيس إن الستات بتحب الفضفضة علشان بتخفف جزء من الألم".
ظهر احتياج المتزوجات لمساحة آمنة يشاركن من خلالها ما يمر بهن، في عدد "الجروب السري" الذي وصل إلا حوالي 80 ألف عضوة، واعتمدت زينب، التي تديره بمفردها، على تصفية طلبات الانضمام بنفسها، "لازم يكون ليكي صاحبة جوا علشان تعرفي تدخلي.. ومش الكل بيتقبل، في حوالي 4 آلاف ريكوست منتظرين الموافقة حاليًا"، لتلك المجموعة قوانين للحفاظ على الخصوصية والأمان، مثل أن تتعدى صاحبة الطلب الـ 21 عامًا، وتترشح من قبل صديقة لها، وتقوم زينب بالتأكد من "الحسابات المزيفة".
"اعترافات امرأة متزوجة" الذي تصفه زينب بـ "المجتمع المصغر"، أصبح متنفسًا إلكترونيًا للنساء، يتحدثن فيه بكامل حريتهن عن ما يظلله المجتمع بالأحمر أو يضعه تحت بند المحرمات، مثل الحديث عن العلاقة الحميمة، والعنف المنزلي، الختان والتحرش وغيرها من المشاكل، تقول زينب عن الأمر: "الست بتبقى مطمنة وهي بتحكي.. لو في مشكلة في العلاقة الحميمة مع جوزها مش هتقدر تتكلم عنها مع أمها ويمكن تتكسف من صاحبتها فبتحكي في الجروب بسرية".
تتلقى زينب الرسائل على "لينك الاستمارة" من الثانية عشر ظهرًا إلى التاسعة مساءً، وتكتب منها حوالي 50 رسالة يوميًا على الجروب، ثم تبدأ العضوات بالمشاركة بحلولهن أو طمئنتهن، أما اللاتي يتطاولن فمصيرهن الـ"بلوك"، ومن بين آلاف المشكلات والاعترافات كانت المفاجأة هي انتشار العنف المنزلي في الطبقات الاجتماعية العليا، "ستات كتير من عائلات بيتعرضوا لعنف بس مابيقدروش ينهوا العلاقة لإن مفيش مصدر دخل يعيشها في نفس المستوى"، لكن تحزنها أكثر الرسائل التي تأتي من نساء في أعمار كبيرة، "لما واحدة فوق الخمسين تبعت عن حياتها مع زوج خاين، وتبقى بتتكلم إن عمرها ضاع.. دي أكتر حاجة بتوجع".
تتطلب مهام إدارة "الجروب" توفير ساعات من وقت زينب الضيق بالأساس بسبب عملها ولأنها زوجة وأم، لكنها أخذت "الجروب" في اتجاه وقائي وتعليمي، بعدما قررت عمل ورش تقوم عليها طبيبة أمراض نساء للراغبات من العضوات في الحضور، وبدأت في بث مقاطع مصورة لمتخصصين في النفسية وأمراض النساء، بشوف إن لازم يكون فيه دورات تدريبية قبل الجواز خصوصًا، علشان يعرفوا هما داخلين على إيه"، كما دشنت صفحة عامة تابعة "للجروب" بسبب محاولات التقليد الكثيرة.
وتحلم الشابة العشرينية اأن يكون هناك مركز لمساعدة النساء على توفير مهن مناسبة لهن بعد الانفصال وألا تترك النساء فريسة لجملة "ومين هيصرف على ولادي" والتي تتحمل بسببها كثيرات الأذى النفسي والجسماني، و"يكون في كورسات قبل الجواز لأي اتنين زي ما بيحضروا الشقة، يحضروا نفسهم".
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٠٣ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا