”إيناس عبد الدايم”.. سفيرة ”الفلوت” المصرية
الأكثر مشاهدة
يرتبط اسمها بدار الأوبرا المصرية، ويشكرها كل من وقف على خشبة المسرح العريق، هي الدكتورة إيناس عبد الدايم عازفة الفلوت ورئيسة دار الأوبرا، التي حسب لها أنها أخذت الموسيقى الشرقية إلى محلات الأوبرا العالمية، ومزجت بين الموسيقى الشرقية والموسيقى السمفونية.
تربت في بيت يعشق الموسيقى فقد علمها والدها عزف البيانو وهي ابنة الخمس سنوات، وتعلمت في هذا السن أيضَا قراءة النوتة الموسيقية رغم صعوباتها، كذلك كانت والدتها تعشق الغناء والموسيقى وأحبت أن تحترف هذا المجال لكن تقاليد وعادات والدها منعتها، فرغبت في إكمال ابنتيها درب الفن، تقول إيناس: "كنت لما أقعد أذاكر ساعتين تبقى مكافئتي ألعب على البيانو.. كنت بحبه جدًا".
التحقت بالمعهد العالي للموسيقى "كونسرفتوار" ونجحت في الالتحاق بقسم يدرس آلة البيانو، لكن وقتها كان المعهد يتوسع في أقسامه فتم ترشيحها للدراسة بقسم الفلوت، "وقتها أصريت أدرس بيانو.. وكان استثناء للمرة الأولى والأخيرة إن حد يدرس آلتين"، بعدها بـ 4 سنوات كان لابد أن تختار باتجهت إلى دراسة الفلوت.
مرحلة جديدة ظهرت في حياتها حين قدم للمعهد بعثة فرنسية للتدريس والتطوير، وبعد عودتهم لبلادهم طلبوا لتدرس بفرنسا، وشجعتها والدتها على تلك الخطوة الي مثلت مفاجأة كبيرة. ذهبت إيناس لتدرس في المدرسة العليا للموسيقى بباريس، واستطاعت الفتاة التي قررت أن تعود لبلادها بعد أول أسبوعين في الغربة، أن تستمر وتحصل على الماجستير ثم الدكتوراه، حققت هذا الإنجاز بعد معاناة في التأقلم مع زملائها والعادات الغربية والوحدة، وبعد الكثير من نظرات التقليل بأنها لا تستحق الدراسة بمدرسة عالمية كتلك.
ومن أصعب المواقف التي تتذكرها، كانت وقت اختبار نهائي في المدرسة وتطمح أن تحقق مركز في الأوائل، وتم الإعلان عن الاسم صاحب المركز الثالث ثم الثاني، وحدثت نفسها بأنها لن تكون من الأوائل، لتفاجئ باسمها يعلن كصاحبة المركز الأول مع تحية الممتحنين وهي تماثل مرتبة الشرف، وقتها قالت لها إحدى الزميلات: "إنتي تاخدي المركز الأول؟"، لكن إنجازها استطاع أن يداوي الاستعلاء التي واجهته.
عادت لمصر لتصبح مدرسة بالمعهد العالي للموسيقى، وفي وقت قصير استطاعت أن تصبح عميدة المعهد لمدة 6 سنوات، مع كونها مديرة أوركسترا القاهرة السيمفوني، ثم أصبحت نائبة رئيس أكاديمية الفنون، وتولت بعد ذلك رئيسة دار الأوبرا المصرية، ومازالت تحيي حفلاتها الموسيقية.
عام 1999، قامت بتأسيس فصل دراسي لتعليم آلة الفلوت للأطفال في سن مبكرة لتنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية، وهو ما جنت ثماره بعدما كبر هؤلاء الأطفال وأصبحوا فنانين عالميين يتم تكريمهم حول العالم.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٠١ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا