”شامية”.. على ”نصبة” فول وطعمية الصبح ومحامية آخر اليوم
الأكثر مشاهدة
يبدأ يومها قبل أن تجد خيوط النور دربها في السماء، تستيقظ من الثالثة فجرًا وتأتي مع والدتها لمكان "النصبة" بالسبتية، يقمن بإعداد عجينة الطعمية والتأكد من نضوج الفول، والبدء في إعداد السلطة وخلطات الجبن وسلق البيض، وغيرها من المهام التي يتطلبها عملهم. اسمها "شامية" وملامحها مصرية، يعرفها سكان المنطقة والمارين بها، من عمال الورش المجاورة إلى العاملين بأفخم الفنادق ونزلائها أيضًا، فوجباتها الشهية البسيطة هي سر بداية اليوم وطاقته، أو يمكن تسميتها "إصطباحة اليوم".
نزلت إلى العمل بعدما تزوج والدها على أمها وتركهم من دون مال، فأبت والدتها إلا أن تبدأ عمل خاص مع بناتها الثلاث، فاخترن تقديم "ساندويتشات" الفول والطعمية لكونها وجبة شعبية بسيطة التكلفة، وفي خلال أكثر من 5 سنوات أصبحت "شامية" وعائلتها ذائعات الصيت اعتمادًا على جودة و"طعامة" بضاعتهن، "الكل بياكل من عندي، غني وفقير، وزبون بيجيب زبون"، ولا تعتمدن على تسعيره محدده للطعام بل يدفع كل شخص حسب مقدرته.
"بيمر عليا السكران والمبرشم.. وبتعامل وبتعدي" بهذه الكلمات وصفت أصعب ما يمر بها، لكنها مستمرة في العمل لأنه وفر لها ولأسرتها حياة كريمة، "مفيش حاجة محتاجينها.. بقى عندنا كل حاجة الحمد لله"، وتوسعن في عملهن من خلال وجود محل صغير يقمن فيه بإعداد الطعام وتخزينه، تبقى "النصبة" من أجل البيع.
لم تكتف بعملها ولم تأخذها ساعاته التي تنتهي عصر كل يوم من إكمال تعليمها، فالتحقت بكلية الحقوق، وأصبحت رؤيتها تحمل كتابًا منتهزة فرصة غياب الزحام، مشهدًا مألوفًا للزبائن. وترى مستقبلها خارج حدود "النصبة" فتطور من نفسها وتحسن من مهاراتها، وتحكي أنها ما إن استطاعت ادخار ألف جنيه، حتى ذهبت لتتعلم اللغة الإنجليزية ومن بعدها الصينية، وتخطط لأن تتدرب لدى مكتب محاماة، وتؤمن أن سعادة المرأة في "إنها تصرف على نفسها.. وقتها هتحس بقوتها وهتبقى سعيدة".
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ٠٢ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا