قفازات حولت ”دانيل هنيكل” من لاجئة إلى مليونيرة
الأكثر مشاهدة
قصتها مثال عن البداية من الصفر بعد الحياة المستقرة، ثم الوصول للقمة رغم عثرات الطريق، هي "دانيل هنيكل" صاحبة إمبراطورية التجميل الكندية.
ولدت عام 1956 لأب ألماني -لم تره- وأم مغربية، أجبرتها والدتها على الزواج من مهندس جزائري، صديق لشقيقها الأكبر، وهي في سن الثامنة عشر، ولم تستطع الصمود والتمسك برفضها وتم الزواج في خلال أسبوعين.
انتقلت بعدها للجزائر، واستطاعت بفضل مكانة زوجها المهندس أن تترقى بسرعة في الوظائف في القنصلية الأمريكية وتصل لمنصب مستشارة سياسية واقتصادية، وتأقلمت على حياتها الجديدة وأنجبت 4 أبناء.
تلك الحياة المستقرة انقلبت رأسًا على عقب عام 1990، عندما كانت الجزائر تشهد مناوشات بين الحكومة العلمانية وجماعات إسلامية مختلفة، وكانت الجماعات الأخيرة تستهدف النساء في الشوارع، فخشت دانيل على بناتها وقررت الفرار مع زوجها واللجوء إلى كندا.
وككل أحلام أبناء الشرق وآمالهم المعلقة في بلاد الضباب والجليد، ظن الزوجان أنهما سيحصلان على عمل مناسب حين يضعون أقدامهم في كندا، وهو ما لم يحدث، فعندما وصلت الأسرة إلى مدينة مونتريال ظلت لفترة بلا مال، واضطروا إلى العمل في وظائف بسيطة لتوفير مأوى لهم من الطقس شديد السوء. عملت المغربية في وظائف مختلفة لمدة 7 سنوات، وظلت تتقاضى 75% أقل من راتبها في الجزائر، فيما كافح زوجها للحصول على عمل وفشل أن يستمر كمهندس، وعلى إثر الضغوط النفسية والاقتصادية تلك، فشل زواجه من "دانيل".
حانت لحظة الاستقرار حينما قررت عام 1997 البدء في عملها الخاص لبيع مستحضرات تجميل، واستطاعت أن تثبت نفسها في فترة قصيرة، لكن الانطلاقة لعالم الأعمال جاءت مع تبنيها فكرة إنتاج وتسويق قفازات استحمام شعبية تستخدم في المغرب والجزائر "الليفة المغربية" لإزالة الجلد الميت وتحسين تدفق الدورة الدموية.
وفي خلال عقدين، وسعت "دانيل" شركتها لتصبح إمبراطورية تنتج مستحضرات تجميل وأجهزة لعلاج البشرة، وأصبحت من أشهر سيدات الأعمال في إقليم كيبيك الكندي.
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا