”فرح ديبا” .. أصبحت إمبراطورة إيران بـ”دعوة عشاء”
الأكثر مشاهدة
كما في حواديت "كان ياما كان"، وحكايا أفلام "ديزني"، البنت الصغيرة الفقيرة التي يعجب بها الأمير ويتزوجها ليحيا في "تبات ونبات" لآخر العمر، هكذا بدأت حكاية فرح ديبا لكن تلك لم تكن نهايتها.
ولدت فرح لأسرة إيرانية متوسطة الحال، لأب يعمل كضابط في الجيش، تلقت تعليمها بغحدى المدارس الفرنسية بطهران ومن ثم حلّقت لباريس لتدرس العمارة، فجمعها القدر بصداقة ابنة الشاه "محمد رضا بهلوي" من زوجته المصرية الأميرة "فوزية"، وخلال عشاء للشاه في باريس ببيت ابنته "شاهيناز" تحديدًا، تقدم بعرض زواج إلى صاحبة الجمال اللافت "فرح" بعد سنوات من طلاق زوجته الثانية "ثريا"، كانت حينها الطالبة في الحادية والعشرين من عمرها بينما الشاه في الأربعين.
حظت فرح بلقاء ساسة العالم وحكامه كما لم تحظ امرأة بعدها، فطوال عقدين من الزمن حكمت فيهم الإمبراطورة بجانب زوجها قابلت الكثير والكثير من حكام العالم وأباطرته وخصوصًا في حفل عام 1971 الأسطوري الذي أقيم بمناسبة 25 قرن على تأسيس إمبراطورية فارس، فكان من ضمن الحضور الأمير رينييه والأميرة جريس كيلي من موناكو، والسيدة إيميلدا ماركوس من الفلبين، وجوزيف تيتو رئيس يوغسلافيا، والملك حسين من الأردن، وإمبراطور إثيوبيا هيلا سيلاسي، والأمير فيليب والأميرة لتمثيل بريطانايا، كذلك الطاغية الروماني نيكولاي تشاوشيسكو الذي أعدم بالرصاص بعد ذلك.
كان هذا الحفل الذي أطلقت عليه الصحف العالمية "حفل القرن"، بداية النهاية، ففي الوقت الذي نعم فيه ضيوف الشاه بملذات حفل تكلف 1.5 مليار جنيه إسترليني وقتها، وشهد استيراد 50 ألف طائر لتغرد بصوت لطيف، وقدم للصحفيين المشاركين بتغطيته الماء في أكواب من ذهب كما قال أنيس منصور بكتابه "أعجب الرحلات في التاريخ"، كانت المعارضة الإيرانية في قمة غضبها تعد ما سينهي حكم "ملك الملوك" بعد ثماني سنوات من هذا التاريخ.
لتنتهي حياة "فرح" المترفة داخل أروقة القصر الإمبراطوري في بلاد فارس، الذي أنججبت فيه أبنائها الأربعة، بتلك الثورة ضد حكم الشاه عام 1979 والتي تحولت فيها العائلة التي ترقد على ريش النعام وتأكل بآنية الذهب والفضة وطرقها معبدة بالألماس، لعائلة تطير في الجو تائهة لا تجد دولة تجيب طلبها للجوء من بطش الحشود الشعبية الغاضبة، فقد رفض كل حلفاء الشاه السابقين استقباله حتى أمريكا التي قامت الثورة ضده كون نظامه أصبح دمية أمريكية في المنطقة، إلى أن وافق الرئيس السادات على استضافت عائلة بهلوي بمصر، التي تحمل رفات الشاه بمسجد الرفاعي والتي تأتي "فرح"، التي تبلغ من العمر 77 عامًا وتعش بين فرنسا وأمريكا، لزيارة قبره سنويًا بعدما تركت القاهرة عقب اغتيال السادات.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٠٥ سبتمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا