”الأميرة فتحية” نزع عنها لقب أميرة بسبب علاقتها بمسيحي
الأكثر مشاهدة

حكمت أسرة محمد عليّ باشا مصر من 1805 وحتى 1952، ذهبوا وبقيت قصورهم تشهد على مظاهر الأبهة والعظمة، فقد عاشت مصر خلال حكمهم فترات من رغد العيش لكنه كان حكرًا على طبقة محددة وتأسست على أيديهم مصر الحديثة لكنها أيضًا شهدت فسادًا ومكائد واحتلال من قبل المستعمر البريطاني، كل ذلك كانت هناك شاهدات عليه من نساء عشن في أروقة القصور الملكية وطرقها المعبدة وخلف ستائر الحرملك على مدار هذه الحقبة الزمنية، كان منهن من حظت بحب المصريين ومنهن من مرت كلمحٍ بالبصر ولم تترك أثرًا يذكر، سنحكي عنهن في حلقات متتابعة، حكايات من زمن الأميرات والحرملك..
ولدت الأميرة فتحية (أتي) كما كانت تُنادى في 17 ديسمبر من عام 1930، وهي الابنة الصغرى للملك فؤاد الأول والملكة نازلي، وقد كانت مدللة وقريبة من الملك فؤاد الأول.
الأميرة فتحية كانت صاحبة الحدث الجلل الذي هز عرش أخيها فاروق وكانت بداية هذا الحدث مع سفرها إلى أوروبا برفقة والدتها الملكة وشقيقتها الأميرة فائقة، لتقابل الملكة في مرسيليا "رياض غالي"، أمين المحفوظات بالقنصلية المصرية بمارسيليا ، وقد كلفته القنصلية المصرية ليكون في خدمة الملكة، ويكون مشرفًا على نقل حقائبها هي والأميرات، إلا إنه استطاع أن يتقرب بشكل كبير إلى الملكة، وظل ملازمًا لها ليل نهار، حتى عندما سافرت إلى سويسرا وفرنسا وإنجلترا كانت الملكة نازلي تصحبه معها، إلى أن استقر بها المقام في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن خلال توطد العلاقة بين رياض والملكة، تقرب إلى الأميرة فتحية التي رأت فيه فتى أحلامها وكانت العقبة في الارتباط به أنه يدين بالمسيحية، لكن الملكة نازلي شجعت هذا الحب بين رياض وفتحية، ووصلت الأنباء إلى مصر وعلم بها الملك فاروق وثار ثورة عارمة، ودعا مجلس البلاط الملكي إلى الانعقاد برئاسة الأمير محمد علي، وفيه تم اتخاذ إجراءات شديدة مثل حرمان الملكة نازلي والأميرة فتحية من كافة الألقاب الملكية بالإضافة إلى مصادرة جميع ممتلكاتهم في مصر.
وقد كان رد فعل الملكة تجاه تلك القرارات أنها عجلت بزواج الأميرة فتحية من رياض غالي، وتم بالفعل عقد الزواج المدني في سان فرانسسكو وقد كان ذلك في 10 مايو من عام 1950، وقد كان عمر فتحية آنذاك 20 عامًا.
فوضت كل من الملكة نازلي والأميرة فتحية، رياض في التصرف بأمولهم ولكنه خسر معظم تلك الأموال إلى أن أعلنت الملكة إفلاسها عام 1974 بعدما تراكمت عليها الديون.
وقد رفعت فتحية دعوى للانفصال الجسدي ضد رياض غالي قبل أن يطلق عليها النار ويقتلها عام 1976 وقد دفنت الأميرة بكنيسة كاثوليكية.
وحاول فؤاد الانتحار بعدها بإطلاق النار علي رأسه ولكن تم إنقاذه بصعوبه، ليحكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا ويعيش مشلول وأعمى بالسجن، وقد مات بعدها بثلاث سنوات تقريبًا.
أنجبت الأميرة فتحية من رياض غالي ثلاثة أبناء هم:
رفيق، رائد، رانيا.
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ١٨ أكتوبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا