حكايات عنها مع ”الحب والحصانة”
الأكثر مشاهدة
الحب.. هذا الإحساس الذي لا يعرف أحد ماهيته، من أين يبدأ وبأي سبب؟.. شعور مسيطر يجعل الدنيا تسير وفق هواه، عند فورته يذلل الصعاب ويمهد الطرق ويعبدها بالورود والأمنيات. هو من يضع شروطه فسطوته تسير على الجميع أيا كان سنهم أو منصبهم أو لونهم.. وهذه قاعدة لا شواذ لها..
في يوم الحب هذه حكايات أصحاب المقامات الرفيعة الذين وقعوا في الحب فجأة ولم يفرق بينهم سوا الموت..
- ممتاز محل
من ذا الذي لا يعرف هذا البناء الأبيض المبهر، يزوره ملايين البشر كل عام.. "تاج محل" الضريح الذي يعد أحد عجائب الدنيا السبع، والذي استخدم في بناءه الرخام النادر والمرمر الخالص وقبلهما أُساسات من الحب الهادر.
فيُحكي أن الإمبراطور المغولي "شاه جاهان" وقع في حب الفارسية التي كانت مضرب الأمثال في الحسن والجمال "ممتاز محل" وتزوجها ورغم أنها لم تكن الزوجة الأولى إلا أن مكانتها في قلبه لم ينازعها أحد، فكان يصطحبها معه أينما ذهب حتى في حروبه.. فكانت موضع سره ودرة قلبه.
مرور الأيام لم يزد الإمبراطور إلا تعلقًا بزوجته، إلى أن خطفها الموت منه فجأه وهي تلد طفلهم الرابع عشر، فاعتلت نفس الإمبراطور لفقد جوهرته وكان هذا في وقت ازدهار مملكته فأمر أن يُبنى لها ضريحًا يجعل سيرة حبهما حاضرة في الأذهان على مر الزمان وأن يوارى ثراه عندما يحين موعده ليرقد بجانب محبوبته إلى أن يشاء الله بزوال الدنيا.
- فرح ديبا "الشهبانو"
جميلة من جميلات بلاد فارس ولكنها من أسرة عادية، وهبها الخالق ذكاءًا وموهبه حلقا بها لتدرس في باريس وهناك تلتقي ابنة إمبراطور بلادها الذي يصادف أن يراها فتقع في نفسه وتأسره ابنة الـ21 عامًا وهو في أربعيناته حتى يحادثها فجأة في أمر الزواج فتوافقه على الفور وهو ما تذكره في مذاكراتها "لم يكن هناك ما يستدعي التفكير، ولم تكن لديّ تحفظات فقد أحببته، وكنت مستعدة لأن أتبعه، فقال لي: أيتها الملكة، ستكون أمامك مسؤوليات كثيرة تجاه الشعب الإيراني".
يتزوجها شاه إيران "محمد رضا بهلوي"، فتنجب له ولي عهد. وتعيش إمبراطورة عرش الطاووس والكل يُعزي الحب إلى المُلك والجاه وليس لمشاعرها تجاه زوجها حتى تقم الثورة الإيرانية عام 1979 وتتحول العائلة التي ترقد على ريش نعام لعائلة تطير في الجو تائهة لا تجد دولة تجيب طلبها للجوء من بطش الحشود الشعبية الغاضبة إلا مصر. هنا تزال الحُجب عن إخلاص فرح لزوجها فلا مال ولا جاه ههنا، وتتحلى الشابة التي ذاقت الترف بالصبر وتتخلى عن كُل شيء لتبقى بجواره في منفاه حتى وفاته ودفنه بمسجد الرفاعي. وتظل تزور مرقده سنة بعد سنة إخلاصًا لأوقاتها الجميلة بصحبته.
- جيهان صفوت
حكاية "جين" ست الحسن والجمال والعرق الإنجليزي والفتى الأسمر "أنور" الفلاح البسيط خريج السجون السياسية نضالًا ضد الاحتلال الإنجليزي.. حكاية ملخصها هذا المقطع من أغنية وردة الجزائرية "عمري ماشوفته ولا قابلته وياما ياما شاغلني طيفه.. وف يوم لاقيته هو اللي كنت بتمنى أشوفه.. نسيت الدنيا وجريت عليه سبقني هو وفتح إيديه".
فهذا بالضبط ما حدث، فقد كانت البنت المدللة تقضى وقت ببيت عمتها في الإسماعيلية وتسمع من زوجها حكايات أبطال مصريين يكرهون الاحتلال ويسعون للاستقلال الوطني.. أحبته جيهان قبل أن تراه ووضعته في خانة فتى الأحلام الأسطوري إلى أن قابلته بذات البيت وتأكدت أنه ليس كل "فتى أحلام" لابد أن يكون أسطوريًا.
نراهما في فيلم محمد خان "أيام السادات" في سلامهما الأول الذي أطلق عليه أنور "سلام الفواكه" لأن ارتباك جيهان ولهفتها لرؤيته جعلاها تنسى أن تغسل يدها من أثر المانجو.
نراه مرة أخرى يهديها في عيد ميلادها الـ15أغنية فريد الأطرش "يارتني طير وأنا أطير حواليك.. مطرح ماتروح عيوني عليك" مقلدًا أداء مطربها. هذه الـ"ياريت" التي تتكرر في الأغنية لم تدم طويلًا رغم أن كل المعطيات كان تنبأ بعكس ذلك.. فهي غنية وهو فقير، هي ماتزال مراهقة وهو رجل متزوج ويعول، أمها إنجليزية وهو يحارب لإخراجهم من مصر، هي بيضاء بملامح أوروبية وهو مصري أسمر منحوت من طين الأرض.. ورغم كل ذلك تزوجا وأنجبا واستمرا رغم الظروف المادية السيئة معًا حتى أصبح هو حاكم مصر وهي سيدتها الأولى
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا