”كلثوم ومريم”.. امرأتان في قصة صعود وهبوط عائلة نواز شريف
الأكثر مشاهدة
مرت عائلة رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف بمنحنيات صعود وهبوط ضخمة، صعود لأعلى منصب في الدولة ثم سجن ونفي، وعودة مرة أخرى لدوائر الحكم والسياسة.. ورغم ارتباط كل هذه الأحداث باسم نواز شريف إلا أنه هناك امرأتان كانتا في الكواليس ثم ظهرتا لميدان الضوء.. هن كلثوم نواز (67 عامًا) زوجته ومريم (44 عامًا) ابنته.
بداية الظهور كانت مع الولاية الثانية لنواز شريف في رئاسة الوزراء والتي امتدت من فبراير 1997 إلى 12 أكتوبر 1999 عندما أطيح به في انقلاب عسكري قاده برويز مشرف، ثم حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الخطف والإرهاب لأنه رفض السماح لطائرة تقل مشرف بالهبوط في باكستان، كما أدين بتهم تتعلق بالفساد، وقتها ظهرت كلثوم ومريم في الساحة فقامتا بقيادة مظاهرات تطالب بخروج نواز.
وبعد فترة استطاعت مريم وأمها عقد اتفاق مع الجنرال مشرف، خرج بمقتضاه نواز شريف من السجن، ونفيت العائلة إلى السعودية، وهناك ظلت العائلة في الظل حتى أصدرت المحكمة الدستورية العليا بإسلام آباد قرارا يسمح بعودته وأسرته للبلاد عام 2007.
قضت العائلة وقتًا في لملمة شتاتها، وعادت لرأس الساحة السياسية عام 2013 عندما تولى شريف رئاسة الوزراء للمرة الثالثة وظل فيها حتى يوليو الماضي، لكنه استقال من منصبه إثر أدانة المحكمة العليا إياه بتهم فساد متعلقة بتسريبات أوراق بنما والتهرب الضريبي، وتم الحكم بعدم أهليته للبقاء في منصبه.
وقتها ظلت كلثوم ومريم تحاربان من أجل رب الأسرة، ورفضتا الخضوع والاستسلام عند هذا الحد، فتم الإعلان في أغسطس الفائت أن زوجته ستخوض انتخابات لشغل مقعده البرلماني الذي أجبر على تركه، على أن تكون مرشحة حزب الرابطة الإسلامية/جناح نواز، والذي يمكن أن يؤهلها لأن تصبح رئيسة الحزب ومن ثم رئيسة وزراء البلاد.
وفي خضم الحملة الإنتخابية التي تقودها مريم ابنتها، توجهت كلثوم فجأة إلى لندن لتكتشف مرضها بالسرطان، وبحسب النتائج غير الرسمية للانتخابات التي تجري هذه الأيام فإن كلثوم حسمت المقعد لها.
وقالت مريم في كلمة أمام مؤيدي حزب الرابطة الإسلامية/جناح نواز بعد إعلان النتائج غير الرسمية، إن الفوز بمقعد أبيها في البرلمان عن دائرة لاهور أظهر أن الشعب يرفض قرار المحكمة العليا "غير العادل"، بتنحية أبيها عن منصبه.
والأيام القادمة ستكشف عن مصير عائلة شريف في دوائر الحكم والسياسة.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ١٨ سبتمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا