”أُنسي الحاج” ينضم لقائمة ”غادة السمان”
الأكثر مشاهدة
يبدو أن الأديبة السورية غادة السمان قد عذبت الكثير من رجال الوسط الثقافي وأحبت دور الفتاة الجميلة التي ينهار أمامها الرجال لتظهر بعد سنوات من وفاتهم وتبدأ في نشر رسائلهم إليها وكيف كانت ممتلئة بالهيام ومتخمة بالمشاعر، ففي العام 1993 نشرت غادة الرسائل التي كتبها الروائي الفلسطيني غسان كنفاني إليها والموقعة خلال العامين 1966 و1967 لتظهر علينا مرة أخرى أمس برسائل من الشاعر اللبناني أُنسي الحاج إليها، ولكن المقارنة بين رسائل كنفاني ورسائل الحاج غير منصفة فكنفاني هام عشقًا بها وبادلته هي حبًا "مبدئيًا" أما الحاج فكان حدثًا طارئًا بحسب الرسائل التي لم تلق جوابًا منها.
رسائل الحب تلك ممهورة بتاريخ 1963، جمعتها غادة في كتاب عنوانه "رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان" تكشف فيها قصة حب عابرة بين شاعر لامع ومتزوج وأب وهو في السادسة والعشرين وكاتبة تبدأ في الحبو بعالم الأدب وهي في مطلع العشرين.. ورغم أن الرسائل احتوت اعترافًا من أنسي بالحب أكثر من مرة إلا أن كتاباته لم تأت على ذكر غادة أبدًا.
غادة
أظن أنني كنتُ أحس بأنك منذورة لي. وكلما كنت أطالع خبراً عنك كان يتولاني شعور واضح بالغيرة والضيق والخوف. كنتُ أغار عليك من العالم. إنني أذكرك بلهجتي عندما كلمتك للمرة الأولى بالهاتف وكنتِ في دمشق. ألم تشعري بنبرات صوتي المليئة باللهفة؟ أم أنك نسبتها إلى المجاملة، أو إلى عادة كل رجل في التودد؟ على كل حال لم يكن هناك لديك أي سبب معقول لتفكري في أي شيء.
وحين رأيتُك للمرة الأولى ألم تلاحظي أنني لم أكن أقابل امرأة غريبة لا أعرفها وإنما امرأة كأنني عرفتها من عهد بعيد؟ ربما لم تلاحظي. أو لعلك لاحظتِ ولم تفكري في شيء.
(أفكر الآن أنك قد تكونين مريضة اليوم فلا أراك. أمس أيضاً لم أرك. أفكر ماذا سأفعل. هل ستكونين مريضة اليوم؟ هناك شيء رهيب يتآمر علي في الخفاء. إنني مصاب بسرطان الزمن والخيبة)....
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ٠٦ ديسمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا