”صالح ومروى” حب بين ركام حلب المحاصرة
الأكثر مشاهدة

"وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ نَخِيلاَ..
ركام الحرب وأصوات الطائرات الروسية والقذائف تصبح لا شيء أمام فطرة البشر في البقاء، مشاهد الموت في حلب المحاصرة لم تمنع الزوجين من تخليد لحظتهم الصعبة على أحد جدران المدينة التي انكتب عليهم أن يغادروها ليفسح شبح الموت مكانًا للاغتراب في حياة مروى وصالح.
"راجعين يا هوا".. هي الجملة التي كتبها صالح (25 عامًاً) وهو يحتضن زوجته مروى (20 عامًا) بيد وباليد الأخرى يحمل بندقية لم تكن له.
ننقل قصتهما عن موقع هافينغتون بوست عربي، صالح يعمل في مجال تصوير الأفلام الوثائقية التقى مروى منذ عدة أشهر خلال تصويره لفيلم، التمسك بالحياة في مدينة الموت لم يقف حائلًا أمامه ليعجب بها ويطلب يدها للزواج، خلق المتعة بأقل الأشياء كان غاية السعادة لصالح ومروى فقد قررا في أولى أيام خطبتهم فأرادا الاحتفال وعمل كعك، لم يجدا سوى الدقيق واستعارا من الجيران بعض البيض واستبدلا الشوكولاتة بالتمر وأضفا لبن الأطفال على المزيج، واسمياه كعك الحصار.
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ
وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ..
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
تزامن زواج صالح ومروى مع الحملة التي شنتها قوات النظام السوري على أحياء حلب المحاصرة. وبعد إعلان الهدنة وتوقف القصف قررا الخروج وقررا أن يكتبا شيئًا يخلد وجودهما في المدينة التي احضنت حياتهم يقول صالح: "كانت معي علبة دهان بخاخ، قررت ومروى أن نترك شيئاً على جدران مدينتنا قبل الرحيل فكتبت راجعين وأضافت يا هوا وعلى جدار آخر كتبت لها إلى من شاركتني الحصار.. بحبك ثم رسمنا التاريخ المقرر لخروجنا الأخير من مدينة احتضنت سنوات حياتنا وكل ما نملك من ذكريات".
وَنَزْرَعُ حَيْثُ أَقمْنَا نَبَاتاً سَريعَ النُّمُوِّ , وَنَحْصدْ حَيْثُ أَقَمْنَا قَتِيلاَ
وَنَنْفُخُ فِي النَّايِ لَوْنَ البَعِيدِ البَعِيدِ , وَنَرْسُمُ فَوْقَ تُرابِ المَمَرَّ صَهِيلاَ
وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنَا حَجَراً ’ أَيُّهَا البَرْقُ أَوْضِحْ لَنَا اللَّيْلَ ’ أَوْضِحْ قَلِيلاَ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا..."
القصيدة لمحمود درويش
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ١٨ ديسمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا