”ماري وبيير”.. قصة حب بالمعادلات والأرقام
الأكثر مشاهدة
كثير ما يعتقد الناس أن المشتغلين بالعلوم أشخاص جادون، لا يعرفون للمشاعر طريق، وهذا بالطبع غير صحيح بالمرة فحكاية حب "ماري وبيير" كانت ومازالت محط أنظار العشاق حول العالم فهما أحبا ونجحا معًا.
القصة بدأت بمانيا سلادوفسكي، المرأة المحطمة "للكلاشيهات" التي حرمت جمع النساء بين العلم و الاسرة في كل العصور فصارت رمزًا للمعادلة أو قل هي المعادلة بذاتها، حظت بحصانة علمية جعلتها رمزًا لكفاح وانجازات المرأة في كل العصور.
والتي ولدت العام 1867 الذي سجل فيه ألفريد نوبل اختراع الديناميت، الذي استخدمه الإنسان في القتل فندم نوبل وأوصى بمعظم ثروته كجائزة لمن يفيدون البشرية، والتي كانت منهم "مانيا" أول سيدة تحصل على جائزة نوبل ليس مرة واحدة ولكن مرتين.
ونشأت في ظروف احتلال الروس لبلدها بولندا وتعلمت مع البولنديات سرًا وأبت إلا أن يكون لها دور في تعليم أبناء وطنها الأميين سرًا وهو ما يعني جريمة من وجهة نظر الروس تستحق النفي إلي سيبيريا، وقد نجحت في مهمتها .
ثم سافرت إلى باريس لتدرس العلوم فتحول اسمها إلي مكافئه بالفرنسية "ماري
وكانت واحدة من ثلاث وعشرين امرأة ضمن أكثر من ألفي طالب في كلية العلوم، وذلك هو التحدي الأعظم في عصر كان الكتاب الأشهر به هو "الضعف العقلي الفيسيولوجي عند المرأة" .
عاشت ماري حياة متقشفة لتوفر المال لدراستها وفي غضون عامين أصبحت إحدى امرأتين فقط في الجامعة وكانت الأولى على من يدرسون العلوم كافة.
وأصرت علي استكمال الطريق فقادها العلم والبحث عن وظيفة لتجدت فرصة عمل في المختبر الذي كان يديره الفيزيائي بيير كوري ويجري فيه أبحاثه الفيزيائية حول "الحرارة" و"المغناطيسية". والذي كان يرى أن المرأة خلقت فقط لتعطيل الرجل لذلك حافظ على مسافة بينه وبين النساء إلى أن قابل ماري التي آسرته ولم تمض سوى فترة قليلة حتى ربطت عاطفة الحب بين الباحث الفرنسي والأستاذ في السوربون وبين الطالبة البولندية الوافدة. لتكللت تلك العلاقة بالزواج بعد أشهر قليلة..
توطيد العلاقة وتوحيد الأهداف أوصلهما ليكتشفا عنصري "الراديوم و البولونيوم" ويحصلا معًا على جائزة نوبل في الفيزياء."أم"
ومعًا أيضا استطاعت ماري تعلم المهارات المنزلية لكنها تعاملت معها كما المعادلات والأرقام بدقة متناهية إلى أن أصبحت الطالبة التي لم تعرف كيف تعد الحساء يوما قادرة على إدارة منزل كامل..
العالمان بيير وماري تشاركا تسجيل الملاحظات حول نمو ابنتهم الكبرى "إيرين" في دفتر وحساب حقائق مثل حجم رأسها وقدراتها المكتسبة كل يوم إلي أن كبرت إيرين وحصلت على جائزة نوبل مع زوجها أيضًا.
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا