في ذكراها.. جولة بصحبة رضوى عاشور من كتبها
الأكثر مشاهدة
غالبًا من يهاجمون الروايات معتقدين أنها مضيعة للوقت، لم يمروا على ما خطته رضوى بقلمها، مدادها مركبة تتجول بك في ثنايا التاريخ دون أن تفقد انبهار الزيارات الأولى، تقدم السيدة رضوى عاشور وجبة أدبية معلوماتية دون فلسفة، كتابتها يد دافئة تمسك بيدك وتصحبك من مكان لآخر ولا يسعك إلا أن تقول "كنت هنا من قبل" بعد أن تزور المكان حقيقةً.. بالطبع لا أجرؤ أن أقيم كتبها لكن يمكنني أن اقترح عليكم بعضها وبشكل كبير ستشاركوني الرأي، أو بالأحرى الحب.
ثلاثية غرناطة
ما رأيك أن تعيش بعض الوقت في غرناطة بعد سقوط الممالك الإسلامية في الأندلس، هنا ستتجول في أزقة البيازين وعين الدمع، ستفرح وتسكب الكثير من الدمع عن هؤلاء الذين وضعوا إيمانهم موضع الحشا،.. كتبت رضوى عن مأساة الأندلس فجعلتها حاضرة تقاوم النسيان.. هذه الثلاثية تقرأ ثم تقرأ مجددًا.
- الطنطورية
قصة رقية، البنت والشابة والعجوز الفلسطينية التي ضاع منها الوطن وتفرق الأبناء وبقى مفتاح الدار حول رقبتها معلقًا كالأمل في عودة الوطن المفقود، قصة أسرة تحكي همًا عربيًا كان وما يزال في الصدور.. روايتي المفضلة على الإطلاق وبلا منازع.
- فرج
رضوى مناضلة بلا ضجة، حروفها مظاهرة حاشدة رغم رقتها في وصف المشاعر الإنسانية، هذه المرة البطلة هي ندى، التي عايشت سجن أحبتها سياسيًا وتجرعت مرارة الفراق، أملًا في وطن حر.. إذا مررت بميدان التحرير يومًا ستجد فيك من ندى عبد القادر ولو جزءًا يسيرًا.
- قطعة من أوروبا
هل تحب شوارع وسط القاهرة؟!.. هنا ستعرف تاريخ أحجار شوارعها، أصبحت كلما أرى "جروبي" اتذكر حكايات اليهود المصريين التي قصتها عليّ رضوى يومًا في غرفتي.. رواية توثيقية أكثر من كونها عمل أدبي، ينصح بها لمحبي التفاصيل، التاريخ وعشاق رضوى الذين تبعث كتابتها فيهم الشجن والحنين.
- أثقل من رضوى – الصرخة
أنا ضمن هؤلاء الذين ينصحون بالقراءة لرضوى أولًا ثم عنها بعد ذلك.. أثقل من رضوى هو سيرتها الذاتية وسيرتنا الثورية، عن رضوى وصراعها بين الأسّرة البيضاء في المستشفيات، وعنا في يناير وما تلاها.. أما الصرخة فهو الكتاب الذي نُشر بعد وفاتها، سيجعلك مرتبط برضوى بعلاقة متينة كأنها صلة قرابة، هي بالنسبة لي جدتي.. أفتقدها كما جدتي الفعلية وأرغب في سماع المزيد من كلتيهما، هذه مسوداتها الأخيرة المكتوبة بخط يدها، وأفكارها غير المكتملة، ربما ستبكي شوقًا لمعرفة ما الذي كان يدور بخلدها عندما وضعت هذا العنوان.. هذا كتاب الوداع لدفئها وعنفوانها وجعبتها المليئة بالحكايا.. فسلام على الرضوى.
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا