”مها طه”.. لكل ”برواز” حكاية
الأكثر مشاهدة
شابة سكندرية تهوى إضافة لمستها الخاصة على الأشياء، ولا ترضى بما هو عادي، وتأبى إلا أن تضع ختمها على كل ما يقع تحت يديها فتعرف أنها مرت من هنا، هي "مها طه" التي بدأت في تنسيق الأشياء واللمسات الجمالية في سن صغيرة، أهلتها تلك الهبة الإلهية للالتحاق بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية.
بدأت رحلتها العملية جنبًا إلى جنب مع سنوات الدراسة، فعملت في مكاتب ديكور مختلفة، وكونت "سمعة" جيدة في أواسط الأهل والمعارف والعملاء حتى أنها عملت بشكل احترافي فور تخرجها في قسم الديكور، بعدها بفترة تزوجت وانتقلت للعيش في القاهرة ومن هنا عانت "مها" في البداية من أجل تكوين خبرة عملية من جديد في العاصمة "كنت في إسكندرية عارفة العمال والورش، باخد تقييمات من صحابي، الخبرة اللي كونتها في التعامل هناك ماكنتش موجودة في القاهرة.. ببتدي من الأول".
حاولت أن تعيد بناء قواعد عملها لكنها رزقت بمولودتها الأولى فاكتفت بالعمل الحر من حين لآخر، ثم حولت نشاطها المهني لفترة بأن عملت كمدرسة للغة الإنجليزية في الحضانة التي ترتادها ابنتها، وبالرغم من ذلك ظلت فكرة الديكور والفن تراودها، فكانت على فترات تحاول الدخول للمجال وفي كل مرة تعوقها الظروف الأسرية عن الاستمرارية.
"يشمك سيوي" هو مفتاح البداية الحقيقية بالنسبة لمها، فبدأت في اقتناء قطع فنية متنوعة ووضعها في "براويز" بشكل جمالي، يدوي، يضمن أن تلك القطعة مميزة ولا يوجد مثلها.. من هنا أخذت مها العمل في فن صناعة البراويز بشكل ثابت واحترافي وشرعت في توسعته من خلال إنشاء صفحة على موقع "فيسبوك" تعرض فيها تصميماتها وتكون وسيلتها للتواصل مع الجمهور.
"البراويز بالنسبالي مش حاجة على الحيطة أو بتكمل الديكور، دي قطعة فنية وراها حكايات.. برواز اليشمك كأن في ست قاعدة جواه ليها حكايات وقصص".
الزجاج والخشب هما العناصر الوحيدة الثابتة التي تعرف من أين تأتي بهم، أما باقي ما تعتمد عليه لتكوين العمل الفني فيأتي من قبيل الصدفة بأن تجد قطعة تسلب عقلها فتشتريها، "مابحبش استخدم الحاجة في الاستخدام المعروف لها.. يعني لما نزلت اشتري ستاير لبيتي جبت جزء من قماش سواريه.. علشان كده مفيش مكان معين اشتري منه اللي جوا البرواز.. باشتري اللي بلاقيه حلو بالصدفة".
كذلك تحب أن تصطحب معها جزء من كل مكان تزوره وتكوّن من خلاله لوحة بها من روح المكان وحكاياته فتجد لديها قطعة من سيوة وأخرى من سيناء تستغلها في عملها بعد أن تحدد ما يليق بها ويبرزها، مها تأخذ وقت وتتأنى في عملها خصوصًا إذا لم تكن مرتبطة بموعد للتسليم وأحيانًا يمكن أن تعمل على قطع واحدة شهور حتى ترضى عن شكلها النهائي وتتطرحها للعرض.
أفكارها متجددة وتحمل لمسة إبداعية دائمة، فآخر مجموعة أطلقتها كانت باسم "صندوق الذكريات"، دعت متابعيها إلي جمع ذكرياتهم لتحولها لقطعة مميزة يمكنها أن ترسم ابتسامة رضا على ووجههم كلما نظروا إليها.. فكتبت على صفحتها: "جمع شوية القصاقيص، علي حبة الكراكيب اللي محتفظ بيهم من 15-20 سنة علي كام صورة واحكي حكايتك في برواز". كذلك يمكنها أن تتهديك "برواز" يضم أجمل لحظات حياتك من خلال وضع صورك المحببة وإنجازاتك والتكريمات الخاصة بك.
مها شاركت في معارض متنوعة، وما زالت تخطو خطوات واسعة من أجل عرض منتجها الفني في أماكن عدة، وينمو بداخلها الحلم الذي ستحققه يومًا بدأبها في الوصول إلى التصدير للخارج ليصبح اسمها ماركة عالمية، فهي ترى الجمال في كل ما هو استثنائي وفريد وغير مكرر، وكل ما يُصنع خصيصًا لشخص بعينه في عصر يغلب عليه الإنتاج الضخم المتشابه والقوالب الجاهزة.
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ٠٤ أبريل ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا