منتجات ”نوّار”.. جلد طبيعي ”هاند ميد” وبسعر معقول
الأكثر مشاهدة
شبّت على حب الفنون، واتخذت منها طريقًا للتعبير عن ذاتها وما يمر بها، وجدت فيها الملاذ الآمن والبهجة فظلت تستغل كل فرصة متاحة لتجلس بين أدوات الرسم والألوان في المدرسة، إلى أن أتى اليوم الذي حصدت فيه نتيجة شغفها وعملت في المجال الأحب إليها، فأصبحت "نوّار أحمد" واحدة من سفراء الأشغال اليدوية والفلكلور المصري عن طريق المنتجات الجلدية التي تصنعها يديها.
ظل شغف "نوّار" بالفنون ملازم لها منذ طفولتها، حتى جاءت لحظة الاختيار بعد الثانوية العامة، فقررت الالتحاق بكلية التربية الفنية وليس الفنون الجميلة لأنها أحبت أن تتعلم شيء عن كل شيء أكثر من أن تتخصص في مجال واحد طوال سنوات الدراسة وهو ما يوفره نظام كلية التربية الفنية.. تقول: "أول يوم شوفت فيه طين الخزف.. أخدت حتة وخليتها عندي سنين.. كنت مبسوطة".
عام 2011 تخرجت من الكلية وهي ضمن الأوائل بها، ورغم تنوع ما تعلمته بين النسيج والطباعة والإكسسوارات وغير ذلك إلا أنها وقعت في غرام الصناعات الجلدية، بدأت برسم تصميمات وتنفيذها على الجلد الصناعي لارتفاع سعر نظيره الطبيعي وبعد فترة خطت نحو الطبيعي لكن من بقايا الجلود الحيوانية، إلا أن استقرت على شراء جلود طبيعية كاملة بعدما نمت موهبتها وصقلتها بالتعلم والخبرة.
تم تعينها عام 2012، لكونها ضمن أوائل الخريجين، في وزارة الثقافة بقطاع الفنون التشكيلية وتحديدًا مراكز الإنتاج الفني التي تنتج أعمال من التراث المصري يتم بيعها للجمهور. عملها في قطاع حكومي أتاح لها التعلم بشكل كبير من خلال الزملاء والحرفيين الذين تشربوا "الصنعة" منذ طفولتهم، فأخذت عنهم أسرار التقنيات وساعدها ذلك كثيرًا في تكوين منتجها المستقل، كذلك الراتب الثابت ساعدها في تأسيس ورشة صغيرة في بيتها "من كل مرتب كنت باشتري أدوات جديدة وأجيب خامات".
طوال فترة التطور تلك اقتصرت "نوّار" في مبيعاتها على الأقارب والمعارف أو من يسمعون عنها، إلى أن قررت تغيير المسار من خلال إنشاء صفحة على موقع فيسبوك تروج لمنتجاتها من خلالها "بدأتها من سنة ونص علشان أثبت نفسي كاسم في الصناعة، وأخدت الخطوة وأنا درسها كويسة ودرست كورس تسويق مخصوص علشان أعرف اتعامل صح".
منتجاتها وجدت طريقة بالصدفة نحو صاحبة مركز "كورسات" فنون يدوية، التي دعت "نوّار" لتعلم الراغبين فن صناعة الجلود، فبدأت تنظم ورشات عمل طويلة المدة لنتقل خبرتها للراغبين، وترجع لهذه الورش فضل في تعلمها الشخصي لطرق مختلفة أو "تكات" جديدة من أصحاب الخبرة السابقة من المتدربين. الورش هذه تبدأ من الصفر وحتى جولة أخيرة للتعريف بأماكن شراء الخامات والأدوات والتي تتوافر بمنطقة باب الشعرية، بالإضافة إلى نصائح اختيار جلود الحيوانات الأفضل.
تحاول حاليًا دراسة التوسع في مشروعها من خلال إيجاد مساعد لها لتنتج بشكل أكبر. أسعار منتجاتها مقبولة بالنسبة لمتوسطات المنتجات الطبيعية المصنوعة يدويًا، والسبب: "درست الأسعار في السوق لكن حبيت تكون الأسعار معقولة علشان انشر شغل الهاند ميد في الطبقة المتوسطة وإن الناس تحس إن الحاجة معمولة مخصوص ليه بس سعرها كويس.. دي كانت نصيحة مهمة من صديقة". والمصوغات التي تخرج من يدها تعتمد بشكل أساسي على الفلكلور بأنواعه الأربعة، الفرعوني والقبطي والإسلامي والشعبي.
نصيحة "نوّار" لكل من تريد بداية مشروعها، أن تتعلم أكثر وتكون "ثقافة بصرية" من خلال التعرض لجديد الفن الذي تعمل فيه، وترشح موقع "Pinterest" في هذا الشأن. بالإضافة إلى دراسة السوق ومعرفة السعر المناسب للجمهور والتسويق للمنتج من خلال منصات التواصل الاجتماعي في البداية.
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا