خيوط ”نماء” تحيي الأقمشة ببهجة التطريز اليدوي
الأكثر مشاهدة
تقضي ساعات بصحبة الخيوط الملونة التي تحب، تستمتع بعمل التطريزات ودقة التفاصيل، يغمرها الرضا في النهاية عندما تجد قطعتها الفنية التي ولدت على يديها.. نماء، شابة في الثامنة والعشرين من عمرها، تهوى فن التطريز، الذي يلاقى رواجًا في موضة الربيع والصيف هذا العام، لكن تطريزاتها تختلف، فهي تمنح عملائها قطعة يدوية 100% بها جزء من حياتها وروحها يتمثل في وقتها وشغفها بما تفعل.
تخرجت نماء، عام 2011 من كلية التربية الفنية، حلمت من صغرها بعالم الفنون والإبداع، "كنت بحب الحاجات اللي ليها علاقة بالأزياء.. بس مانفعش اشتغل فيه"، تزوجت وأنجبت وظل هناك الكثير من الوقت، فجربت أن تستثمر ما تعلمت في الكلية لتخرج طاقتها الإبداعية فيه، فذهبت إلى التطريز وأحبته من أول قطعة.
بدأت تجرب إضافة التطريز على حقائبها، تصنع قطعًا لديكور منزلها بإضافة لمسة من الخيوط المبهجة، "بقى كل اللي يجي البيت يقولي حلو أوي، إزاي مش عاملة مشروع!.. بس فضلت اشتغل تطريز علشان بستمتع بيه بس".
بعد عام كامل وصلها أول طلب بمقابل مادي، وكان غلاف مطرز لمصحف، وقتها فكرت في تحويله إلى مشروع بشكل فعلي، في خطوة إيجابية زادتها إقبالًا على عملها، وفي كل مرة تتلقى فيها إشادة بما صنعته يدها تزداد تعلقًا وشغفًا بما تفعل.. زوجها هو الداعم الأول وتقول عنه أنه "الممول الأول" أيضَا.
أسست صفحة على موقع "فيسبوك" لعرض منتجاتها وتلقي الطلبات والمقترحات من العملاء، أحبت التنويع في الأشكال المستخدمة والطرز الفنية، وقررت التطوير من موهبتها وصقلها بالتعلم، فحصلت على "كورس" في الخياطة كي تصنع منتجها من الألف إلى الياء. وعرفت كيف تشتري الخامات وأصبح لها طريقتها في الشراء من الموسكي والغورية والأزهر. القطع التي تقدمها تتنوع بين أغلفة المصاحف والحقائب، والسكارف، والـBookmarks، وتنوي إضافة ديكورات المنزل إلى القائمة.
جمال القطع الفنية التي تعمل عليها قادها لبدء ورشة لتعليم فن التطريز، بعد أن وصلتها طلبات ترغب في التعلم فقررت أن تجرب، "كنت خايفة منها في البداية لكن جربت ونجحت الحمد لله".
تحلم بتأسيس مكانها المتخصص في تعليم هذا الفن، وأن تستطيع توظيف أشخاص يعملون معها لتزيد المنتجات المعروضة "اتعرض عليا أطرز بمكنة بس رفضت لأنه اللي بيرسم لوحة غير اللي بيصورها.. الشغل بالإيد بيضيف روح"، بالإضافة لتمنيها امتلاك "جاليري" لعرض المنتجات.
تنصح نماء من تتمتع بالموهبة ألا تخشى الدخول إلى السوق طالما أنها واثقة من أدواتها، وتؤكد على أهمية التعلم والإطلاع على التطورات في مجالها، وألا تغفل آراء الناس واقتراحاتهم، وأن تدرس السوق ورغبات الجمهور ولا تستلم إلى إحباط البدايات والخطوات الأولى البسيطة.. وفي النهاية أن تضع بصماتها ولا تسير في طريق التقليد.
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ٢٥ مايو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا