”دُكان زمان”ورحلة توصيل الفن التشكيلي للمنازل
الأكثر مشاهدة
هل يمكنك أن تقضي ساعات طويلة منكبًا على عملك- الذي يحتاج تفاصيل دقيقة- دون أن تمل؟، هذا ما تفعله "إيمان قطب" حين تعكف على رسم قطعة من أعمالها الفنية، تركز كثيرًا وتحذف وتضيف حتى تكون راضية عن ما أنجزته، تهوى الألوان وتعشق التراث، لذلك يمكنها أن تتجول بك في دروب الماضي من خلال منتجات مشروعها "دكان زمان" المتنوعة.
من الجميل أن يعرف الإنسان شغفه، لكن الأجمل أن يعرف كيف يتعامل مع هذا الشغف ويوظفه في حياته.. هكذا فعلت "إيمان" رغم أن طريقها لم يكن مفروشًا بالورود، فعندما كانت ما تزال طالبة بالثانوية العامة ركزت جهودها على تلقي كورس متعلق بالفنون لأنها وضعت نصب عينيها كلية الفنون الجميلة لكنها لم توفق لتلتحق بها، حينها تساوت لديها كل الطرق فانضمت لكلية الآداب قسم المكتبات وتخرجت فيها ومازال حلم الألوان والتصاميم يراودها.
لم تستسلم لما فرضه عليها مكتب التنسيق، فدرست 6 شهور كدراسات حرة في كلية الفنون الجميلة، وكانت استفادتها الكبرى هي تكوين معارف وصداقات جعلتها متواجدة في الورش والندوات الفنية بدار الأوبرا وغيرها من المراكز الثقافية. تجربة التعلم الذاتي ساعدتها في بناء شخصيتها الفنية ومنها كونت جمعيتين لتنظيم الفاعليات الفنية والمعارض، لكن ظلت المشكلة في كونها لا تحمل اسم "فنانة تشكيلية" وهو ما حققته بانضمامها لنقابة الفنانين التشكيلين بعد تحقيقها للشروط المطلوبة، وهي أن يكون لها 7 معارض فنية، وقد اجتازت ذلك محققة 11 معرضًا في السنة. رحلتها التعليمية لم تقف عند المسمى الوظيفي، فاتجهت لأكاديمية الفنون ودرست دبلومة في التذوق الفني، وبعدها ركزت على تعلم تصميم الأزياء.
"مكملتش في تصميم الأزياء وحسيت إني محتاجة أعرف أنا عايزة إيه وفين شغفي" لذلك قررت بشجاعة التوقف عن كل أنشطتها الفنية لفترة، لتعرف أين تقف وما الذي تريده، وتوصلت إلى أنها واقعة في حب الفن التشكيلي لكنه يحتاج لأساس مادي يستند عليه، " كنت عايزة أجمع بين إحساس الشغف وإني أكسب من شغلي"، ومن هنا خرجت فكرة "دكان زمان" على أساس موهبتها وبتشجيع من صديقتها المقربة بدأت "إيمان" مشروعها وهي تأمل أن تنقل فنها التشكيلي من لوحات على جدران معارض النخبة، إلى أشياء بسيطة قد تصل ليد جدة أو "ست بيت" مثل المجات أو فناجين القهوة والحقائب وغيرها، وقررت وقتها أن تصبح منتجاتها في متناول كل الطبقات "حبيت إن شغلي يكون منتشر، وينافس الصيني والمستورد بجودته وسعره"، وأن تستغل كل تلك الخبرة التي جمعتها على مدى سنوات وتقدمها للعميل في قطعة فنية جذابة.
"مج بـ65 جنيه ممكن يكون مبلغ تافه لحد بس هو حصيلة مشاعري وجهدي ورؤيتي.. جزء مني" هكذا تعبر عن أحد المنتجات التي تقدمها للجمهور، والذي يتطلب عمله مراحل عديدة تبدأ بشراء الخامات من المج والألوان التي تواجه صعوبة في توافرها نظرًا لكونها مستوردة ومرتفعة السعر وغير متوفرة بعد تعويم الجنيه، ثم تنظفه وتبدأ عملية الرسم التي قد تأخذ وقت من 3 إلى 7 ساعات حسب التصميم، بعدها تنتظر حتى تجف الألوان وتدخلها فرن لمدة 35 دقيقة حتى تثبت الألوان ولا تتأثر بعمليات الغسيل.. منتج آخر مثل الـ "Notebook" تحتاج في رسم تصميمه لحوالي 6 ساعات على التابلت قبل أن تبدأ عمليات الطباعة.
وعن نصائحها لمن ترغب في بدء مشروعها الخاص "أي بنت عايزة تبدأ مشروعها لازم تاخد خطوة وتتعلم وتتفرج على شغل الناس طالما عندها موهبة، مهم تكوّن ذاكرة بصرية ويكون عندها انفتاح على الفنون، ولازم تاخد بالها إن ده مش وقت الأسعار الغالية ومحدش هيشتري بسعر مبالغ فيه مع ارتفاع أسعار كل حاجة علشان دي مهما كان سلع كمالية".
تحلم "إيمان" أن يصبح "دكان زمان"، دكانًا على أرض الواقع وتحوله لفروع تنتشر في كل مكان، وتتوسع في التصدير الذي بدأته بالفعل لدول مختلفة مثل أمريكا وبعض الدول الأوروبية.
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٠٣ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا