لمسة ”أسماء كراوية”.. فن بمقادير هندسية
الأكثر مشاهدة
الديكور ليس مجرد قطع أثاث موضوعة بجانب بعضها، ودهان ألوان متناسقة على الحوائط وفقط، بل يحتاج دراسة ومعرفة والأهم بذرة الموهبة والذوق ليمنحك مكانًا أجمل تعيش به، هذه المقومات اجتمعت في "أسماء كراوية" التي حلمت بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة إلى أن تحول حلمها لواقع وتخرجت فيها لتصبح أول مهندسة ديكور في بلدها الصغير الواقع على ضفاف نهر النيل بمحافظة البحيرة.
شبّت أسماء على حب الفنون وخصوصًا الرسم والألوان واعتبرتهم متنفسها ورفاق دربها، وحتى بعدما قررت ارتداء النقاب لم تتخل عن كونه ملونًا يحمل تفاصيل مبهجة وقريبة من قلبها، هذا الحب جعلها تتعلق بكلية الفنون الجميلة وتصبو لأن تصبح مهندسة الديكور الأولى في بلدها المحمودية، "أول ما دخلت الفيسبوك عملت صورة وكتبت اسمي وقبله Decorist وكتبت قريبًا إن شاء الله.. لغاية ما اتخرجت وفتحت مكتب وما اترددتش اسميه Dicorista".
دخلت مجال العمل وهي لا تزال في سنواتها الدراسية من خلال تدريس "كورسات" فنية للطلبة، وبدأت بتطبيق عملي لما تعلمته في قسم الديكور عندما وضعت تصميم شقة الزوجية التي زُفت إليه بعد تخرجها بفترة قصيرة، "لما عملت شقتي نشرت الصور على النت وكانت التعليقات إيجابية جدًا وشجعتني أكمل".
بعد فترة من زواجها فكرت: "ليه ما أنزلش أشتغل.. وأبقى أول حد يتخصص في المجال ده في بلدي"، بدأت الفتاة العشرينية العمل عن طريق الإنترنت فكانت تتلقى الطلبات "أونلاين" وتعمل على تنفيذها، ظل الأمر مقتصرًا على الأقارب والأصدقاء ومعارفهم حتى اقنرحوا عليها تحويل عملها لمكتب على الأرض لتنتشر الفكرة أكثر، فافتتحت مكتبها العام الماضي.
تواجه أسماء بعض الصعوبات لكونها زوجة وأم لطفلة لم تكمل عامها الثالث بعد وتؤكد أن لولا دعم زوجها الطبيب لم يكن شيء ليكتمل، "ساعات كان بيقولي روحي الشغل ويرجع من العيادة يقعد بالبنت"، كذلك التعامل مع "الصنايعية" في البداية واجهت صعوبة في التفاهم والسيطرة، لكن العمل المستمر والاحترام المتبادل أوصلها لطريقة التفاهم المثلى وإنجاز العمل بالشكل الذي تريد.
"باخد الشقة ع الطوب، أسلمها ع المفتاح.. بشارك في السباكة والكهربا والنقاشة والموبيليا وكل تفصيلة في البيت"، العمل في الديكور يتطلب اهتمام وملاحظة كبيرة لتفاصيل المكان ومدى التناسق الموجود بين عناصره مع إرضاء ذوق العميل في نفس الوقت، وأكثر عمل تعتز به "لما جه زبون قالي أنا عملت الشقة مرتين وهدتها.. وبدأت اشتغل فيها وفعلًا عجبته"
تفضل أسماء البدء من خلال مناقشة العميل في تفضيلاته، "ساعات بيكونوا حابين حاجات ماتنفعش في المساحة أو الألوان.. لغاية ما بنتفق بس لازم يكون في الشقة ذوقهم ورؤيتهم والاستايل اللي بيفضلوه"، تتصور شكل التصميم كاملًا وتبدأ في خطه على الورق بعد أن تضع ابنتها في الفراش وتصطحب كوب الشاي معها، إلى أن تبدأ تحويل البناء الأسمنتي إلى مكان جميل يناسب ذوق ساكنيه ويجعلهم أكثر راحة.
تعتمد في تطوير عملها على الإطلاع الدائم وتكوين ذاكرة بصرية متنوعة، "أحيانًا بخرج علشان أتفرج على الأماكن مش علشان اتفسح، ده بيخلني أعرف أكتر وبيوسع التخيل"، وتحلم أن يصبح مكتبها الأهم في بلدها.
"مهم إن يكون عندك هدف، مش أي كلية وأي شغل، لهدف أهم حاجة وإنك تشتغل علشان بتحب شغلك.. ده بيعمل النجاح".
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ١٦ أغسطس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا