”عزة” ترسم النوبة على المنتجات الجلدية في ”إجن”
الأكثر مشاهدة
ظلت "عزة عبد الوهاب" منذ طفولتها تجلس بجوار جدتها لتتعلم أصول الحرف اليدوية، تأتي بالخيوط والإبر المناسبة وتبدأ بعمل كوفيات وحقائب من الكروشيه أو التريكو، وكبرت ومعها حب الأشغال اليدوية فبدأت تحول الأقمشة القديمة و"البنطلونات" الجيز إلى حقائب متعددة الأشكال.
حب إعادة صياغة الأشياء القديمة وتحويلها لمنتجات جديدة مستخدمة تحوز إعجاب الجميع، وجهها نحو كلية التربية الفنية، التي ساهمت في تشكيل موهبة عزة من مادة خام تعمل بحس فطري، إلى موهبة قائمة على الدراسة ولها قواعد وأصول.
في السنة النهائية بالكلية، درست الفتاة العشرينية الصناعات الجلدية وقررت أن تتعامل معها بشكل احترافي لتصبح مشروعها القادم، قادها حب التعرف على أسس الصناعة لتتجول في أماكن شراء الخامات الجلدية وورش صناعتها، "اتعلمت بطريقة التجربة والخطأ.. ودرست السوق وتفاصيله"، وبعد تخرجها بسنتين دشنت صفحة مشروعها، عندما تأكدت من مناسبة أدواتها وخبرتها لسوق عمل الحقائب الجلد.
"سميت الصفحة إجن.. يعني جلد باللغة النوبية"، وهي في سنواتها الدراسية وقعت في حب "بلاد الدهب" وتراثها وألوانها، فاختارت أن تتخصص في التصميمات النوبية بدلا من الإسلامية أو القبطية والفرعونية الشائع استخدامها، "اخترت النوبة علشان أنا مجنونة ألوان".
استطاعت عزة أن تطور مشروعها بسرعة، وتبني ثقة مع عملائها، ومن خلال الدورات التعليمية التي تقدمها استطاعت أن تضم عدد من النساء لمساعدتها في صناعة الحقائب، "الشنطة الواحدة بتاخد وقت طويل علشان كده كان لازم يكون في حد بيساعدني.. علشان ألاحق الطلبات"، البداية كانت عندما قدمت دورة تدريبية للنساء المعيلات من أجل تأسيس مشروعهن الصغير، ومن هنا استطاعت ضم عدد منهن لمساعدتها.
تقول أن صعوبة عملها تأتي من أنه منتج بسعر عالي يخص طبقات بعينها نظرًا لارتفاع سعر الجلد الطبيعي والعمل اليدوي الذي يتطلب وقتًا ودقة، لكنها تركز حاليًا على ورش تعليم صناعة الجلد الطبيعي، والتي دخلتها لأنها وجدت "كتير مابيرضوش يقولوا للناس تفاصيل المهنة وبيعتبروها سر"، إلى جانب شعورها بأن التعليم مهم لأنها تفتح الباب أمام آخرين لعمل مشروعاتهم الخاصة، "في أكتر من 3 من اللي علمتهم عملوا مشروعاتهم الخاصة وبيبيعوا فعلًا".
تحلم عزة أن تتحول "إجن" إلى أكاديمية لتعليم صناعات الجلد، ونصيحتها لمن تريد أن تبدأ مشروعها: "كوني نفسك.. واعملي التصميم برؤيتك مش بطريقة حد تاني."
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٣٠ أغسطس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا