”ثقوبة” تجمع بين الجامعة الألمانية والبطاطا
الأكثر مشاهدة
في مساحة مفتوحة من أحد المجمعات الشهيرة في المعادي، تجد كراسي خشبية تقليدية ملونة بشكل يبعث على البهجة، وبجوارها عربة تحمل نقوش شعبية مصرية مكتوب عليها "ثقوبة"، تنبعث منها رائحة شهية للبطاطا المشوية وخلطة حمص الشام و"الشطة" الحارة، وراء هذا المشروع تقف "فريدة ثاقب" الطالبة بالجامعة الألمانية والتي قررت أن تفتتح مشروعها الخاص وتخطو خطوتها الأولى نحو الاستقلال المادي.
نبعت فكرتها من رائحة ذرة مشوية داهمتها في يوم شتوي بارد، كانت الشابة العشرينية تجلس في فراشها حتى وصلتها الرائحة الذكية من الشارع وجعلتها تفكر في مشروع تقدم من خلاله وجبات خفيفة تجلب الدفء في الشتاء. طرحت فكرتها على أسرتها فشجعوها على المضي فيها، فجلست أيامًا تخطط للمشروع، لتعرف من أين تحصل على عربة وكيف تجددها، تتعلم طريقة إعداد حمص الشام والبطاطا بطرق مختلفة وجديدة، وتحدد في أي مكان يمكنها أن تقف، التكاليف والأسعار.. وفي خضم تلك التفاصيل كانت والدتها عونًا كبيرًا لها، فقد ساعدتها في شراء عربة فول قديمة، واشتركت معها في الرسم عليها وتجهيزها، وكانت رفيقتها في مشوار "درب البرابرة" لشراء الخامات كذلك.
اختارت اسم "ثقوبة" لمشروعها ليمثل إعتزازها بعائلتها "ثاقب"، وافتتحت مشروعها في "كورت يارد" بالمعادي في يناير 2017. "المنيو" الذي أعدته تقدم به بطاطا بنكهات مختلفة، يمكن أن تضيف "صوص الكراميلا، النوتيلا، أو الأيس كريم"، ولا تكتفي ببيع بطاطا مسلوقة أو مشوية فقط، بل تحاول عمل طبق حلو متكامل كما في المطاعم فتجمع بين النكهات وتضيف طبقة من المكسرات لتعزيز متعة الأكل.. كما أنها تصنع أطباقًا حسب "طلب الزبون".. وكذلك تبيع حمص الشام وأنواع مختلفة من الشوربة مع الشاي والقهوة، وتدرك أن "زبونها" شخص يريد وجبة سريعة بسعر بسيط.
تجمع فريدة بين دراستها وعملها، وبسببهما تخلت عن دفء "البطانية" لكنها سعيدة بعيش الخطوة الأولى في حلمها، وتقوم حاليًا بإسناد المسئولية لشخص يساعدها أثناء فترات الاختبارات والدوام الجامعي، وتحلم أن تقدر على افتتاح فروع أخرى لـ"ثقوبة" يومًا ما.
الكاتب
ندى بديوي
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا