6 أشياء يمكنك فعلها لمحاربة الذكورية السامة
الأكثر مشاهدة
إذا كنت تعتقد أن الذكورية تضر النساء فقط وتعتدي على حقوقهم فأنت مخطئ، وكذلك إذا اعتقد أنها طريقة تفكير يحتكرها الذكور فقط، فأنت مخطئ للمرة الثانية.. الذكورية "فكر" وليست نوع، لذلك نجد هناك إناث يحملون أفكارًا ذكورية سامة تجاه الآخرين، سواء كانوا إناثً أو ذكور. ومصطلح الذكورية السامة يشير إلى بعض الأفكار التي تضع الذكور في قالب ضيق وجامد، فلا يصح لهم التعبير عن مشاعرهم أو إظهار أي عواطف أخرى غير الغضب، أو البكاء أو الاعتراف بالضعف حتى وإلا يتم سحب صفة "الرجال" منهم، مما يضع الكثير من الأعباء على كاهلهم النفسي، ويجعلهم يتعاملون بأقنعة تضرهم وتضر النساء اللاتي يصنفن أقل بسبب تلك المشاعر وطريقة التعبير عنها. ولذلك في هذا الموضوع سنتحدث معًا عن طرق يمكنك اعتمادها لمحاربة الذكورية السامة.
1-قف في وجه تلك الأفكار
لا تختر الطريق الأسهل وتسير خلف ما يريده المجتمع منك، لأن ذلك يضرك في المقام الأول ويضر الآخرين، وكل مرة تصمت فيها ولا تأخذ خطوة لمواجهة الأمر، فإنك تسمح بتمريره لأشخاص آخرين. لذلك في كل مرة يحاول أقاربك أو أصدقائك التسخيف من معاناتك واستخدام عبارات مثل "كن رجل" أو "النساء فقط يبكين" وكل تلك المقاولات، قف في وجههم وأخبرهم أن المشاعر أمر إنساني والتعبير عنها لا ينتقص من المرء شيء من رجولته بل يجعله شخصيًا طبيعيًا بدون تعقيدات اجتماعية لا أساس لها من الصحة. نعم في البداية ستكون هناك مقاومة صعبة أحيانًا، لكن بعد ذلك سيتعلمون الدرس ويتأثرون بشكل أو بآخر.
2-ربي طفلك بشكل سليم
التربية هي الأساس الذي يبنى عليهم المجتمع، والذكورية السامة غالبًا ما يتم زراعة بذورها في الأطفال منذ طفولتهم، لأنهم يخلقون بدون تحيزات ثم تبدأ سلوكيات المحيطين بهم في التأثير عليهم. لذلك سواء كنت أب أو أم، يجب أن تركز على تربية طفلك ليكبر بشكل صحي ومحمي من تلك الأفكار التي تؤثر على الجنسين. علم ابنك وابنتك أن التعبير عن مشاعرهم بشكل صحي، والضعف والحاجته للمساعدة أمر طبيعي لأننا جميعًا نحتاج يد العون، وأن هذا لا يتعارض مع القوة والاستقلالية أبدًا لكليهما.
3-لا تمرر تلك الأفكار كنكتة
أصبحت "الميمز" أو تلك النكت المصورة جزءًا رئيسيًا من حياتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالطبع كلنا نحبها ونشاركها للتندر والسخرية من كل ما يحيط بنا وهذا بالطبع أمر جيد. لكن المشكلة تبدأ حينما يتم استخدام تلك السخرية لتمرير أفكار سامة بدعوى أنها "ساخرة" ولا تستحق التدقيق و"ماتكبروش الموضوع بنهزر"، وذلك لأن "الميمز" طريقة ثقافية وجزء أصيل من التعبير ونقل الأفكار، لذلك لا يجب أن تحتوي على أفكار مثل الذكورية السامة أو يتم التسامح مع نشرها وتناقلها لأنها ساخرة. لا تمرر النكات الذكورية التي تهين المرأة أو تنتقص من قدرها أو تستخدم العنف ضد النساء (الاغتصاب والتحرش مثلا) كوسيلة للضحك أو التقليل من رجل للتعبير عن مشاعره.
4-كن واعيًا بالهجوم
للأسف يستخدم الناس القولبة والتعميم كوسيلة دفاعية بدلًا من استخدام النقاش الجاد المثمر، فمثلًا عندما تدخل امرأة نقاشًا مع شخص ذكوري (رجل أو امرأة) عن بعض الحقوق والواجبات والمساواة بين الجنسين، يمكن أن يختار تصنيفها على أنها "نسوية" متطرفة في آرائها وتكره الرجال ومعقدة وووو والكثير من الصور النمطية والقوالب الجاهزة ويستخدم هذا التصنيف كتهمة. وذلك بدلًا من مشاركة الحجة والرأي. ويمكن أن يتعرض رجل لنفس التصنيف، وهنا يجب أن تكون واعيًا بطريقة الهجوم تلك حتى لا تؤثر عليك أو تجعلك تتخذ موقفًا دفاعيًا عن معتقداتك التي هي ليست تهمة على الإطلاق.
5-شارك مشاعرك
تجرأ على أن تكون عرضة للضعف أحيانًا. ابكي لو وددت أن تفعل. افعل ذلك مع يقين أنك إنسان وكل البشر يمرون بمشاكل وصعوبات ويحتاجون للتنفيس. تقبل نفسك واسمح لها بالتعبير، وكذلك كن شخصًا متقبلًا لأصدقائه وشارك تلك المساحة معهم ومع الوقت ستتسع الدائرة وتكبر ويقل الضغط عن كاهل الجميع وتصبح الأفكار أكثر صحية وبالتالي ينعكس ذلك على المجتمع.
6-تعلم أكثر
الجهل من أكبر المعوقات التي تتسبب في المشاكل التي تعاني منها النساء، مثل العنف ضد المرأة بكل أشكاله، لأن الكثير من المجتمعات تربي ذكورها على أن النساء أقل منهم وبالتالي تعطيهم السلطة للتحكم في حياتهن والتقرير عنهن أو بسبب الجهل بمدى تفشي تلك الظواهر من الأساس. وعندما تريد مواجهة تلك الكارثة، يجب أن تتعلم أكثر عن المشاكل التي تواجه النساء في العالم عمومًا ومجتمعك خصوصًا، وكيف يمكنك المشاركة في التصدي لها بوعي.
ودائمًا تذكر أن الأمر ليس سهلًا ويحتاج لقوة وصبر ومحاولات من أجل التأثير في السلوك العام للمجتمع ومحاولة تغييره إلى الأفضل للتخلص من تلك الأفكار السامة والبالية التي تؤثر على الجميع سلبًا.. وكذلك اهتم أولًا بالتغيير من نفسك ثم محيطك وهذا بدوره سينعكس على المجتمع مع الوقت.
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ١٩ يوليو ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا