2016 عودة ”ذئاب الجبل” من جديد
الأكثر مشاهدة
"- الصالح أنك تهدمني وتهدم نفسك على كبر وتجلبنا العار.
- ما تجولش عار يا ولدي ده جواز على سنة الله ورسوله.
- لاااه عار عار في عرفنا وتقاليدنا عار ومنقدروش نخلصوا منه غير بالدم"
مشهد درامي في تسعينات القرن العشرين في الدراما الشهيرة "ذئاب الجبل"، أعادته لنا فتاة في العشرينات من عمرها "هوارية" – قبيلة كبيرة في صعيد مصر- عادت لحياتنا بشخوص حقيقية وواقع مظلم يطاردنا بوقاحة حاملًا ناقوس خطر على حياة العديد من البنات في صعيد مصر أو بنات القبائل تحديدًا ولكل من تُسوِل لها نفسها حق اختيار زوجها.
مذنبة لم تقترف أي ذنب فتقول "كل ذنبي اني اتولدت هوارية" وردة اليوم – نسبة لبطلة مسلسل ذئاب الجبل- أحبت شخص من خارج قبيلتها فطاردتها لعنة عادات وتقاليد القبيلة، برغم من موافقة أسرتها لكن كان للعائلة موقف آخر، فطاردتها محاولة اثناءها عن الزواج، لكنها صمدت حتى كتبت كتابها في نوفمبر الماضي، لكن منذ كتب الكتاب مُنعت من مقابلة زوجها، أو الخروج من قريتها وانهالت عليها تهديدات بالخطف والقتل، حتى صمم زوجها – وهو من قبيلة أخرى في الصعيد "الأشراف"- الجمعة الماضية على زيارتها ومعه أسرته ضاربًا بكل تلك التهديدات عرض الحائط ممارسًا حق انساني.
فرحة تملكت العروس المحرومة من زوجها، فرحة شابتها مشاعر خوف وترقب لكن انتصر الحب والشوق وفرحة اللقاء الذي تأخر، وبعد صلاة الجمعة تحول الفرح كما كان متوقع لمشهد - نحسبه نحن اندثر منذ زمن - لكنه مازال يهدد حياة بعض من بنات وأبناء الصعيد، حاصرتهم أصوات ضرب أعيرة نارية في الهواء ومحاولة لكسر وتحطيم باب المنزل، ولمدة ساعتين يستنجدون بالشرطة ولا تأتي، وبعد وصول الشرطة وعُمد القرى وكبار عائلات هوارة تم إخراج زوجها وأهله من بيتها، وعادت التهديدات تحاصرها بصورة أعنف وطالبوها بالطلاق من زوجها والزواج من ابن عمها الذي يصغرها بست سنوات، وعند رفضها، أصبحت مهددة بالقتل هى وزوجها وأهلها.
"وهوارة هيهملوك تدوس على تقاليدهم اللي من قديم الأزل هيهملوا واحد غريب ياخد بنتهم وعيالها يحملوا اسمه"
من أين تأتي أصول تلك العادات؟
يقول أمير الصراف، باحث في شئون الصعيد" إن منع اختلاط الأنساب بين القبائل "عادة غير مصرية"، وهي من النظام الاجتماعي لقبائل شبه الجزيرة العربية، ومع الفتح الإسلامي لمصر والهجرات لكثير من الأعراق والقبائل إلى مصر، وُفدت تلك العادة مع الوافدين، وأصبحت من العادات الاجتماعية التي تزال معمولا بها في عدد من المحافظات ومنها محافظات جنوب الصعيد. ويضيف نظرًا لأن مجتمع الصعيد منغلق علي ذاته، ولم يأخذ نصيبه الكافي من التنمية الثقافية والاقتصادية، فأنه تشيع فيه فكرة ( الزواج القبلي) ـ أي ارتباط الجنسين من داخل القبيلة وليس خارجها، وفي حالات أخري يكون السبب عدم تفتيت الملكية الزراعية للعائلة. وذلك لا يمنع وجود حالات تغرد خارج السرب خاصة مع أزمة ارتفاع سن الزواج عند الجنسين وتدني الحالة الاقتصادية.
أما زوجها أشرف المنتمي لقبيلة الأشراف وهي قبيلة أخرى من الصعيد، فيحاول الوصول لمسئولين من الدولة للتدخل لحل الأمر، والإفراج عن حبيبته وزوجته المحاصرة داخل منزلها بالسلاح والتهديدات، ورغم أنه لم يتلقى أي تهديدات بالقتل الا أنه لا يستبعدها، ولا يرى أن الطلاق حل وارد حتى الآن.
"- هعمل اللي بتقول عليه تقاليد هوارة.
- أنت متعلم يا ولدي.
- ده ملوش صالح بالعلام يابوي.
الكاتب
نيرة حشمت
الأحد ٢١ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا