يعني إيه مش عايزة تخلفي؟
الأكثر مشاهدة
خاضت النساء حربًا طويلة عبر العصور، لتثبت أنها ليست آداة للإنجاب فقط، وأنها تصلح للكثير من المهام الإنسانية الأخرى، بينما تهتم بأطفالها، ولطالما كانت الأعين المراقبة وعلامات التحذير ترفع في وجه الأمهات العاملات، لكي لا تسمح لحياتها العملية بالتأثير على ما يسمونه بوظيفتها الأساسية في الحياة، وهي الإنجاب، ولكن ماذا عن من لا تريد تلك الوظيفة أصلًا؟
تعرف كل عروس جديدة تلك النظرة المتفحصة، عندما تمسحها أعين نساء العائلة والصديقات، مستفمين عن "مفيش حاجة في السكة؟"، وإن قررت أن تتكلمي عن خططك لتأجيل الإنجاب في الوقت الحالي، فأنت ترحبين بوابل من الانتقادات والنصح والتخويف الديني والطبي، كل هذا للمؤجلات فقط، وليس لمن قررت ألا تصبح أمًا أبدًا.
بينما تعد أوروبا مثالًا يضرب دائمًا في الحريات والأفكار العملية، لازالت فكرة عدم الإنجاب نهائيًا مستحدثة ومجال للاستهجان والرفض من المجتمع، حيث نشرت الدايلي ميل الأسبوع الماضي، تقريرًا عن فتاة قررت تعقيم نفسها نهائيًا لعدم رغبتها في الإنجاب، وحاربت الأطباء لأربعة سنوات كاملة، حتى صرحت "خدمة الصحة الوطنية" بانجلترا أخيرًا إجراء عملية تعقيم كامل لها.
تقول "هولي بروكويل" الفتاة ذات الـ 30 عامًا، أنها لا تحلم أبدًا بالأمومة، ولا تريد أن تنجب طفلًا لا الآن ولا في المستقبل، الأمر الذي تسبب لها في الكثير من المشكلات، وتحكي للدايلي ميل عن أبرز التعليقات التي تلقتها، والتي تبدأ من "بكرا تندمي وتغيري رأيك" وتصل حتى "وما الفائدة من حياتك إذًا؟" وأيضًا "انت أنانية وستموتين وحيدة".
على الناحية الأخرى ترى "مريم" 23سنة، من مصر، أن الإنجاب مسئولية كبيرة جدًا، ويحتاج لدراسة الأم لقواعد التربية قبل الإنجاب وليس بعد ولادة الطفل، كما ترى أهمية وصول الزوجين لقاعدة كبيرة من التفاهم والراحة قبل التفكير في انجاب طفل.
تخفي "مريم" وزوجها عن العائلتين قصة تأجيل الانجاب تمامًا، وتكتفي بالرد على الأسئلة بـ "سايبين الموضوع على ربنا"، لأنها تعرف مسبقًا أنهم سيعارضون الفكرة بشده و"مش هيسيبونا في حالنا"، إلا أنها لم تسلم من دعواتهم الدائمة بالرزق، واقتراحات الجميع بضرورة زيارة طبيب من أجل الاطمئنان.
تواجه غير الراغبات في الانجاب العديد من الانتقادات قد لا تتوقف عند حدود الأهل والأصدقاء فقط، بل بعض الأطباء لا يسمح باستخدام وسيلة منع قبل الانجاب لمرة واحدة على الأقل، مرهبًا الفتاة باحتمالات تأثير الوسيلة على قدرتها الإنجابية، ودون حتى أن يقيم التحاليل اللازمة، الأسلوب ذاته الذي تتبعه الأسرة في ترهيب من تجهر بنية تأجيل الإنجاب، مما يبعد الفتيات عن زيارة الطبيب من الأساس.
الكاتب
ندى محسن
الثلاثاء ٢٤ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا