”حلم الفتيات بالسفر”... بين رفض الأهل وإصرارهن
الأكثر مشاهدة
حوار داخلي يتحول إلى صراع داخل العديد من الفتيات بين رغباتهن في تحقيق الحلم، ووقوف الضغط المجتمعي أمام طموحهن، وتأتي رغبة الفتيات بدءاً من الاغتراب الداخلي وانتقالا للسفر إلى بلاد العالم المختلفة، من أهم التحديات التي تواجه بعض الفتيات لاقتناص هذا الحق، وتختلف الفتيات عن بعضهن فمنهن من يرضخ إلى الدفن داخل الكهف المجتمعي و "كلام الناس"، ومنهن من تستخدم سلاح التحدي من أجل الحصول على تذكرة عبور إلى القارات المختلفة.
الاغتراب الداخلي بين حلم الفتيات وضغط الأهل
"الاغتراب الداخلي، طريق تختريه بنفسك، وتسير فيه بمفردك" بهذه الكلمات بدأت الفتاة العشرينية ابنة محافظة المنوفية " فاطمة إبراهيم"، بسرد تجربتها وبُعدها عن بلدتها عقب نتيجة الثانوية العامة، والتحاقها بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ووصفت تجربة "الاغتراب الداخلي" بالتجربة التي تقتحمها ولا تعرف هل تصمد فيها أم تعيدها إلى الصفر،" فقط أنت تطرق الباب وتدخل ولا تعلم أي شيء عن الطريق "مساره – نهايته – ما يوجد على جانبيه – من تقابله عليه".
وقالت أنها عندما قدمت للقاهرة للدراسة لم تكن تتوقع أن تستمر في تلك العاصمة التي تختلف كليا عن قريتها الهادئة الصغيرة، ولكنها تمكنت من العمل في عدة وظائف إلى أن استقرت في وظيفتها الحالية "صحفية".
وانتقلت " فاطمة " إلى موقف الأهل من اغترابها ولفتت إلى أن أهلها وافقوا على مضض للعمل بالقاهرة، واعتبروا منذ أول يوم للدراسة لها بالقاهرة أنها لم تعد ابنتهم التي اعتادوا عليها :"إن كان الجرح لا يزال ينزف كلما زرتهم أسبوعيا، ولا ينفكوا عن نصح الآباء والأمهات بألا يوافقوا على دراسة أبنائهم بالعاصمة ففي اليوم الذي يوصلونهم فيه لمحطة القطار لبدء الدراسة فهم يوصلونهم تقريبا للنهاية والغربة التي لن تنتهي".
وصارعت "فاطمة" مع الأهل بسبب الاغتراب وسبب وظيفة "البحث عن المتاعب" وقالت :"لأن تلك المهنة تحتاج كما يقولون لأن تنفق عليها كالطفل، فهذا ما جعل والدي يعيدان النظر في استمراري في ".
ويظل شبح الخوف الذي يلازم أهل "فاطمة" دائما منذ انتقالها إلى القاهرة هو "الزواج"، وقالت أن والدها لا يبخل بالموافقة على أي شيء يمكن أن يرفع منها، ولكن يخاف شديداً من أن "يفوتها قطار الزواج".
"أمي الغارقة في بحر التخوفات والهم حول مصيري كفتاة تريد أن تطمئن على مستقبلي أو بمعنى أصح "نهايتي" مع زوج تبدأ معه تلك الدورة الحياتية التي لا تنتهي إلا بدخول القبر، مرورا بالإنجاب وتربية الأبناء وهم الأبناء وأبناء الأبناء إن كان في العمر بقية" واختتمت "فاطمة" بهذه الكلمات رحلتها مع الاغتراب الداخلي.
استعداد البنات للتضحية من أجل تحقيق حلم السفر
في حالة آخري وقف الأهل أمام حلم ابنتهم ، وقضوا على حلمها بسلاح العادات والتقاليد وكلام الناس " أنا شايفة أن أهلي هما العائق مش بس كخوف عليا وكده لا، أهلي ممكن يخافوا عليا 30% و بخافوا من كلام الناس 70 %" تحدثت "نهلة السيد" المترجمة في إحدى دور النشر بصوت حزين، ولفتت إلا أنها لو لم تكن كليتها بالقاهرة وهي من ساكني العاصمة ، لم يوافق أهلها نهائيا للانتقال خارج حدود المحافظة بل امتد الأمر للاشتراط عليها في اختيار الجامعة القريبة من منزلها بمحافظة الجيزة.
"بس دلوقتي وبما إني في السن ده كبيرة كفاية إني أخد قراراتي بنفسي ممكن أعملها وأسافر لو جتلي فرصة مضمونة، وساعتها هيبقي حاجة كبيرة عندي زي الهروب الكبير كده ومش عارفة لما ارجع هيبقي ايه موقفهم مني"، تحدثت متمنية أن يأتي لها فرصة خارج مصر وتذهب إليها دون أن تخبر أهلها، ولكنها عبرت عن تخوفاتها الناتجة عن هذا التصرف، وأن يلحق الضرر بأهلها.
" يعني هم مش بس بيحرمونا من أحلامنا، هم كمان دخلونا دوامة الخوف والأحساس بالذنب".
تأخر سن الزواج سلاح الأهل للقضاء على أحلام البنات
"بنتي دلوقتي وصلت لـ 38 سنة، بس سافرت من وهي 22 بعد ما اتخرجت على طول عشان تعمل دراسات عليا في بريطانيا، وهي الوحيدة إللي كملت في سلك التعليم للمرحلة دي من بين اخواتها الـ6"، بدأت أحد الأمهات تحكي قصة ابنتها، ويسيطر عليها مشاعر الحزن، راجعة بالذاكرة إلى الخلف.
واستطردت في الحديث قائلة، رغم أن الجد هو من قام بحجز تذكرة السفر لابنتها، ولكنها الآن، تنهي أي حديث يتم ذكر ابنتها فيه، لافته إلى أنها لا تتمنى عودة ابنتها بحجة أنها لا تستطيع المعيشة مرة آخرى هنا، بينما السبب الحقيقي، هو خوفها الشديد، خاصة بعد أن تمردت ابنتها عن الحجاب و"خلعته".
مؤسسة Teens club نظمت افنت "التذكرة" للعبور إلى الحلم
نظمت مؤسسة Teens club غير الهادفة للربح محاضرات من هذه النوعية تحت عنوان "التذكرة" في الجريك كامبس بالحرم الجامعي القديم للجامعة الأمريكية، واستغرق الحدث يوميان، حضر الحدث أكثر من1500 شاب مصري، تراوحت أعمارهم بين 16 و30 عامًا، وفقا لما قالته الصحفية بموقع أصوات مصرية " مها صلاح الدين" لموقع (احكي) بعد حضورها في الافنت.
وعرف الحدث بالتالي:" التذكرة هي البوابة الرئيسية إللي بتفصل بينك وبين كل أحلامك و هي المرحلة الاولى في رحلة تحقيق حلم السفر، ومجرد الوصول ليها هو إللي هيضمنلك قصة جديدة في حياتك قصة "أنت" لوحدك بس البطل بتاعها".
وقالت "مها" أن نسبة البنات مثلت أكثر من 40% من الحاضرين، ودارت اسئلة البنات حول المنح الدراسية، وما هي الدول التي لا تحتاج إلى (فيزا)، وكان عنصر الآمان من أكثر الأشياء التي أثير حولها العديد من الأسئلة، باللإضافة إلى الوصول إلى سكن بأرخص الأسعا.
صفحة "SheTravels" التي تحمل شعار "السفر مش صعب مش مكلف"
( السفر مش مكلف – السفر مش صعب – ممكن تسافري كل الأماكن إللي نفسك فيها ) ترد صفحة "SheTravels"، بهذه الكلمات البسيطة على أحلام الكثير من البنات اللائي يردن السفر إلى الخارج، وترد هذه الصفحة التي يتخطى عدد متابعي الصفحة 50 ألف متابع، عن جميع الاسئلة المتعلقة بالسفر وعرض العديد من تجارب سفر البنات إلى الخارج.
المسئولة عن هذه الصفحة "منى شاهين"، التي تعمل دكتورة صيدلانية في إحدى الشركات الدولية، وبدأت اكتشاف العالم منذ عام 2013، وزارت حتى الآن 15 بلدًا و24 مدينة، وتقدم صفحتها أرخص الأسعار للمواصلات الداخلية في البلدان المختلفة، بالإضافة إلى أنسب الأماكن بأقل الأسعار.
وعرضت خلال صفحتها المعوقات التي تواجه البنات مثل (موافقة الاهل، نظرة المجتمع، الخوف وعدم الجرأة، توفر المبلغ المالي المطلوب للسفر، وأخيرا تعطيلها عن المهمة الرسمية في حياتها وهي البحث عن العريس إللى هتسافر معاه ومن المفترض أنه هيحققلها كل أحلامها) حسبما ورد بالصفحة.
"لو مش عارفة تسافري علشان الفيزا، في أماكن كتير مش محتاجة فيزا زي جنوب افريقيا أو ماليزيا او جورجيا مثلا رخيصة جدا وفيها طبيعة خلابة" قدمت هذه النصيحة للفتيات
الكاتب
سمر حسن
الخميس ٢٢ سبتمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا