”سكسولوجي”.. منصة كسرت ”تابوه الجنس” بالعلم
الأكثر مشاهدة
"الجنس ليس خطاً أحمر" شعاراً حملته صفحة على "فيسبوك"، محاولة كسر تابوهًا محظورًا من قبل المجتمع، معتمدة على العلم في مواجهة "الخزعبلات"، وإرث العادات والتقاليد، التي وصل إلى حد التزييف، فكان مواجهة المسكوت عنه والمصنف في خانة " المحرمات" هدفاً بغرض الوصول بالإنسان إلى المعرفة الممنهجة القائمة على العلم، فتعاون طبيب مصري وباحث مهتم بعلم النفس والجنس، لتأسيس أول منصة علمية تنفي المغلوط عن "الجنس" وتقديم مادة بلغة سلسة تحقق معادلة الدمج بين الجانب العلمي والنفسي، وتعتمد مقالاتها على خلاصة الدراسات والأبحاث العلمية الحيادية، حاملة رسالة "في النهاية نحن لا نرجو منكم الثقة لتصديق ما نكتبه، ولا نُلزمكم بممارسة أو تنفيذ أي شئ مما ننشره، نحن نؤمن ابتداءاً بحقك في اختيار سلوكك الشخصي، وقد تعلمنا من الفلسفة العلمية بأن الدليل والحجّة هي ذات الشأن الأصوب في اكتساب المصداقية والاحترام، ولذلك فإن العلم هو ما نُلزم أنفسنا به فقط".
"سكسولوجي" منصة للتوعية الجنسية
بدأ "محمد الجلالي" الطالب في السنة النهائية بكلية الحقوق وأحد مؤسسي المشروع حديثه مع "احكي" بإنهاء اللبس لدى بعض مهاجمي المشروع، مشيرا إلى أن الهدف منه، هو ( كل ما يتصل بالأنشطة الجنسية للأفراد )، بغرض نشر التوعية الجنسية وإتاحة مُحتوي موسوعي للأفراد حول كافة الأنشطة والمفاهيم الجنسية والإجابة علي جميع الإستفسارات والتساؤلات باللغة العربية، ليتمكن القارئ العربي من تغيير قناعاته الشخصية عن جسده والجنس بشكل عام.
"أنا ومنصور كنا شغالين بشكل فردي في تقديم المعرفة العلمية عن الجنس علي حساباتنا الشخصية، والإجابة علي الاستفسارات الجنسية وبعدها كلمت منصور في أننا نحول الموضوع لمشروع"، وضح "الجلالي" النواة الأولى للمشروع التي خرجت بالتعاون مع زميله الطبيب "أحمد منصور"، ثم تحولت في 21 نوفمبر 2014 إلى صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وبعدها بتسعة أشهر تم تدشين موقع "سكسكولوجي" بحيث يصبح قاعدة بيانات لسكسولوجي وموسوعة بحثية للأفراد فيما بعد.
وأردف " الجلالي " المُهتم بالبحث في علم النفس وعلم الجنس، قائلا أن المشروع سمي بهذا الاسم نظراً لبساطته وقوته الدلالية للربط بين اسم المشروع والمنهج الذي نتّبعه، ووضح أنه تتطور حاليًا من حيث المحتوى وبدأ في تقديم سلسلة التوعية بـ( الأمراض المنتقلة عبر الأتصال الجنسي ) او ما تُعرف بـ STDs والتي هي اختصار لـ( Sexual transmitted diseases )، وكان مرض "السيلان" هو الموضوع الأول نظرا لكونه المرض الأكثر إنتشاراً عالمياً، والذي تصل إصابته إلى 106 ملايين إصابة سنوياً "طبقاً لأحصائيات منظمة الصحة العالمية"- وفقًا لقوله.
الإناث الأكثر متابعة لـ "سكسولوجي"
"الجنس مبقاش تابوه، والصفحة أخدت وقت بسيط نوعاً ما للإنتشار"، فبين "الجلالي" أن وصول الصفحة إلى 78 ألف متابع عقب إطلاقاها بعامين فقط، يعد دليل على كسر تابوه الجنس في المنطقة العربية، وخاصة أن زوار الصفحة يصلون إلى 200 ألف من مصر بشكل خاص، وباقي العالم العربي خاصة من (السعودية والعراق وسوريا والمغرب وتونس والجزائر)، وأيضاً من جنوب افريقيا، وبعض العرب المقيمين بالخارج (ألمانيا وامريكا وكندا ).
فضلا عن ذلك، لفت إلى الصعوبات التي تعرضت لها الصفحة مثل " البلاغات " بشكل ممنهج ضد الصفحة من قبل الأفراد الخائفين من التحدث عن الجنس، ووصل الحال إلى غلق الحسابات الشخصية للقائمين على المشروع، وفقدان مقالات عديدة، وهذا ما دفعهم إلى تدشين موقع علي الانترنت كأرشيف موسوعي مُحدث بإستمرار بالمزيد من المقالات.
وفيما يتعلق بمتابعي الصفحة فأكد "الجلالي"، أن فئة الإناث هن الأكثر متابعة للصفحة، ولكنهن يرسلن الاستفسارات على رسائل الصفحة الخاصة التي تصل إلى 10 آلاف رسالة، وبرر ذلك بأن الإناث الفئة المهمشة فكرياً وثقافياً وحقوقياً في المجتمع،و "سكسولوجي" تعادل التوازن بأحقية النساء في المعرفة الجنسية، وهذا بدوره يكسب النساء القوة والمعرفة، التي تمكنهم من إدراك إجسادهن، ووضح أن التفاعل الأكثر من قبل الأفراد من سن 18 - 24 ويليهم الأفراد من سن 25 - 34 سنة.
وأضاف أن أكثر الموضوعات التي يتم طلب مناقاشتها من قبل الإناث، هي الآليات الحديثة في الأوضاع الجنسية ، والتربية الجنسية ، وأضطراب الهوية والميول الجنسية من زوار الصفحة بشكل عام.
وحصل تقييم الصفحة من قبل الزوار على 5 نجوم، وكانت نسبة الإناث في التقييم متساوية مع نسبة الذكور أو أكثر، فقالت ساندي غالي "لقد تعلمت الكثير من هذه الصفحة"، بينما أثنت "ماجدة ممدوح" مجهود الصفحة من بث معلومات تفيدها هي والشريك قائلة "شكرا على كل حاجة، على كل معلومه مكنتش أعرفها عني أو عن الشريك"، كما وصفت "إسراء كردي" المشروع بالعمل العظيم، وتمنت "سارة جودة" انتشار المشروع إلى أكبر فئة ممكنة.
"سكسولوجي"..علمياً وليس دينياً
"في آخر سنتين، الجنس بيتم تفكيكه وتحليله بشكل مباشر بإسلوب جيد ومنظم جداً"، انتقل الجلالي بالحديث على دور سكسولوجي في كسر تابوه الجنس، بواسطة وضع الأفكار والمصطلحات في لغويات وعقول الأفراد، التي غيرت بشكل واضح نمط تفكير فئة كبيرة من البشر ليصبحوا مجتمعات أكثر نضجاً ووعياً.
أكد "الجلالي" بلغة قاطعة أن المشروع علمي بحت، فهو يهتم بالجانب البحثي، وزميله الطبيب "أحمد منصور" قائم على الجانب الطبي، ودلل بذلك من اختيار الاسم ( Sexology ) والذي يعني ( علم الجنس ) ليكون اسمًا له، "مما يعني أننا لا نلتزم سوي بالمعرفة العلمية المُنقحة والمُنزهة عن كافة القناعات الشخصية للأفراد والثوابت الجماعية للمُجتمعات".
"علم الجنس هو علم مكوّن من مجموعة متداخلة من مجالات العلوم المختلفة، كل تلك المجالات قائمة علي منهج قويم استطاع أن يتشكل بمرور الزمن لكي يصل إلي ما نُطلق عليه الآن مصطلح علم – Science " رد "الجلالي" بهذه الكلمات عن المصادر التي تعتمد عليها الموضوعات التي يتناولها الموقع، موضحا أن "منظمة الصحة العالمية- WHO"، "جمعية علم النفس الأمريكية- American Psychological Association) ، والعديد من المواقع البحثية مثل موقع " WebMD"؛ أهم المصادر البحثية التي يلجأوا أليها.
ليؤكد على أن كل ما يتناولونه، هو خُلاصة دراسات وأبحاث وإحصائيات وتحليلات علمية موضوعية وحيادية تماماً، ذاكراً بأن المنهج العلمي هو الفلسفة الوحيدة القادرة علي البحث عن الحقيقية بأسلوب منظم وأيضاً علي ايجادها مُستشهداً علي صحة استنتاجاته بأدلة وبراهين منطقية سليمة- حسبما قال-، ووضح أن علم الجنس هو علم حديث نسبياً، بدأ ظهوره بشكل منظم من أقل من 70 سنة كتجميع لعدة علوم اخري وهي ؛ علم النفس وعلم الإجرام والصيدلة وعلم الإجتماع والطب.
المشاكل الجنسية أساسها العزل الاجتماعي والحل المناهج العلمية
الجهل الجنسي والعزل الاجتماعي، لخص الجلالي المشاكل الجنسية في هذين السببين، وعرف الجهل الجنسي، بأنه التزييف والتشويه الممنهج لمعرفة الأفراد بالجنس وبأجسادهم، أما العزل الإجتماعي، فهو الفصل القمعي بين الجنسين في المراحل الأساسية من حياتهم.
وأردف متحدثا أن الحل الوحيد، هو تأهيل الشخص نفسياً وذهنياً للتعامل بشكل طبيعي مع الجنس، وأكد على أن حيوات العديد من الأفراد تتحسن بالمعرفة الجنسية، وأكد على أهمية التوعية الجنسية ، ويجب أن تبدأ من سن 12، وتكون في البداية عبارة عن تشريح مُبسط لشكل جسد الذكر والأنثي والتغيرات الطارئة بالبلوغ، ويعقبها تحديد فكرة التناسل بشكل عام فيما بعد، ووضح أن هذا لا يكن رأيه الشخصي، بل بالفعل تم الإستقرار علي أهمية التوعية الجنسية بشكل عام علي صحة الأفراد النفسية والجنسية، وهو ما يتم تطبيقه في دول أوروبا وأمريكا منذ سنوات.
"مؤسسة مختصة بعلم الجنس باللغة العربية"..حلم سكسولجي
"أول مؤسسة مختصة بعلم الجنس باللغة العربية بدون تزييف أو تحريف للمعرفة العلمية او تشكيلها لتناسب القناعات الخاصة للبشر أو تصورتهم الإجتماعية"، واستكمالا لذلك، عبر "الجلالي" عن حلمه بأن يصبح "سكسولوجي" مؤسسة توعية جنسية علي تواصل بكافة التخصصات الطبية المرتبطة بالصحة الجنسية، تقدم خدمتها المعرفية للناس وتنشأ كوادر يتنقلوا إلى جميع أنحاء الدول من خلال مقراتها في المدن الأساسية في الدول، وكشف بأن هناك بوادر تفاهم مع مؤسسات ناشئة في علم الجنس من دول أخرى مثل تونس، ولكن المشاكل القانونية هي الأزمة حالياً.
الكاتب
سمر حسن
الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا