مشروع ”درة”.. حلم نبيلة رضوان في عالم الأعمال
الأكثر مشاهدة
شابة في منتصف العشرينات مؤمنة بأهمية الاستقلال المادي وأن "تسعة أعشار الرزق في التجارة"، استقالت من عملها الروتيني وافتتحت مع أصدقائها "دُرة" لبيع منتجات متنوعة من الذرة، سافرت بفكرتها إلى مدينة دهب ثم عادت بها إلى القاهرة وما زالت تسعى لتطويرها وتوسيع دائرة زبائنها.
نبيلة تبدأ مشروع صغير بالمنزل
تخرجت نبيلة رضوان من كلية التجارة شعبة إدارة الأعمال، وعملت في فرع القاهرة من مدينة الأطفال الترفيهية العالمية "كيدزانيا"، كونت خبرة عملية وادخرت مبلغًا ماليًا مكنها من تحرير طاقتها والتفكير في مشروع مختلف، تقول: "من زمان ماكنتش مقتنعة بالشغل العادي وكان نفسي أعمل حاجة تخصني"، فكرت مع صديقها مدحت في عمل مشروع يوفر مغسلة سيارات "ديلفري" لكن التكلفة الكبيرة حالت دون التنفيذ، إلى أن لمعت الفكرة برأسها في إحدى الإجازات بمدينة دهب بجنوب سيناء، عندما وجدت أن المدينة السياحية تخلو من الذرة المشوي المتوفر في كل مكان بالقاهرة رغم كونه وجبة خفيفة صحية "في ناس كتير في دهب وخصوصًا الأجانب اللي بيفضلوا الأكل الخفيف بس ماكنش فيه درة"، اقتنعا الصديقان بالفكرة واشترك معهم صديق ثالث يقيم خارج مصر وبدأوا في دراسة المشروع.
اقرئي أيضًا.. ياسمين طايع.. من الطبخ كهواية إلى شيف مخترف
"الظروف صعبة بس فيه شغل واللي يفكر هيلاقي"
استفادت من دراستها للتجارة في عمل ميزانية المشروع وتحضير متطلباته، استوفت شروط استخراج الشهادة الصحية، وأجّرت مع شركائها محل صغير في دهب، وحسبت تكلفة المعدات وشراء المواد الخام، وقبل كل ذلك بحثت عن طرق مختلفة لتقديم الذرة، "بدأنا نشوف أفكار لبيع الدرة مع الطرق العادية زي المشوي والمسلوق والفشار، ودخلناه في حلويات وسلطات".
بالطبع لم يكن الطريق ممهدًا، فوالدها عارض فكرة عمل ابنته في مكان بعيد عن القاهرة، لكن تشجيع ودعم والدتها تمكنا من إقناعه في النهاية وهو ما تعتبره أفضل ما حدث لها، كما أن محدودية الموارد المالية دفعتها لعمل تشطيبات وديكورات المكان بنفسها واعتمدت لوني الذرة الأخضر والأصفر، "كل اللي بيعدي ويشوفني بشتغل بإيدي كان بيقولي الله ينور ياسطى".
ظلت في القاهرة فترة الإعداد وجمعت مبلغَا ماليًا من عملها ثم استقالت وغادرت إلى دهب لاستكمال باقي التجهيزات.
"أي حد حابب يعمل مشروع لازم يدرس الواقع قبل ما يطبق حلمه.. بكده هينجح"
تم افتتاح "دُرة" في نوفمبر 2016، ونظرًا لظروف دراسة أحد شركائها وسفر الآخر، كانت نبيلة مسئولة عن كل كبيرة وصغيرة في المكان، بداية من تحضير الوصفات في مكان إقامتها ونقله إلى المحل ثم استقبال الزبائن والحرص على إرضائهم إلى عمليات الإدارة والتنظيف. وفي تلك المرحلة أحبت الشابة العشرينية الطهي بعد أن كانت بعيدة عنه تمامًا، وتعاملت معه كفن يمكّنها من تصفية عقلها ويساعدها في تأسيس مستقبلها، كما عملت على تطوير منتجاتها من خلال البحث على الإنترنت في أكلات الثقافات الأخرى، واستمعت وجربت اقتراحات الزبائن وخصوصًا الأجانب والطهاة منهم.
حقق المحل شهرة مُرضية في فترة قصيرة، وانتشرت قائمة طعامه الصحية الخفيفة وسط زوار المدينة الذين عرفوا "دُرة" بسلطاته ذات اللمسات المكسيكية والإيطالية والهندية، وحلويات الذرة الحلوة وكرات الشوكولاتة وغيرها.
اقرئي أيضًا.. هدير ماهر تجوب العالم من أجل الإنسان
"لو أهلي ما وافقوش إني أسافر كان زماني محلك سر.. أنا دلوقتي عارفة إني أقدر أعمل كل حاجة"
بعد انقضاء موسم الصيف ثم إجازات منتصف العام مر المشروع بفترة صعبة، فالمدينة موسمية وسرعان ما وجدت نبيلة نفسها بدون زبائن، "كان في أوقات مابتلاقيش شخص على الممشى.. مفيش حد"، فقررت العودة إلى القاهرة ولم تخش تلك الخطوة ولا اعتبرتها انهيار للحلم، بل اقتنعت أنه من الأفضل نشر اسمها في العاصمة المزدحمة الممتلئة بالفرص، وصقل نفسها بمزيد من التعلم والتطوير لفكرتها، مع إبقاء الوعد بالعودة للمدينة الهادئة فيما بعد.
عادت إلى القاهرة في مايو 2017، وارتفاع أسعار الإيجارات حال دون امتلاكها محل، لكنها مستمرة في تقديم منتجاتها بالتواجد في التجمعات والـ"Events"ومن ثم التلاقي مع الجمهور ونشر فكرتها، ويساعدها في ذلك والدتها وأختها.
ولم تكتف بذلك بل التحقت بـ"كورس" تسويق بالجامعة الأمريكية، وحصلت على دورات أخرى في الإدارة من الصندوق الاجتماعي للتنمية، وتسعى حاليًا لتحقيق حلمها بتوفير مكان لـ"دُرة"، وتحلم أن يكن له فروع بالجامعات تقدم للطلبة طعامًا صحيًا يومًا ما.
اقرئي أيضًا..
سارة جمال أول حكم محجبة في كرة السلة
الكاتب
ندى بديوي
الأحد ٠١ أبريل ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا