بشرى حبالي مغربية نشأت في بلجيكا وتساعد الفنانين العرب
الأكثر مشاهدة
"الحياة معركة طويلة سواء هنا، أو في أي مكان آخر" في بلد آخر غير الذي تعود إليه جذورها، نشأت بشرى حبالي، وأصبحت جزءا من مجتمع جديد، استطاعت أن تُسهم فيه بما تحب.
بعد سفر والديها من المغرب إلى بلجيكا، استقرت بشرى في البلد الجديد واعتدتها موطنا لها، ولكنها لم تنس جذورها يوما، فكانت المغرب في ذهنها دوما، وتحاول بالطرق كافة التواصل معها، فاعتادت أن تذهب مع أسرتها في زيارة سنوية لها لمدة أسابيع تستمتع بأحد شواطئها، وتزو أجدادها.
تعرفي على حكاية الشيف سارة ومطبخها
من بلجيكا، تحدثت بشرى لـ "احكي"، عن عمرها الذي تخطى الخمسين بقليل، درست خلاله فقه اللغة والتاريخ الشرقي بجامعة بروكسل، لتجد في ذلك طريقا لتداوي نفسها بالتقرب إلى موطنها الأصلي من خلال دراسة تاريخ البلد الذي تنتمي إليه بالأساس، وإلى الثقافية العربية التي تحمل بداخله جزءا منها.
بحكم نشأتها في مملكة بلجيكا، لا تتقن بشرى سوى الفرنسية وقليل من الإنجليزية، ورغم عدم قدرتها على التحدث بالعربية، فإنها تقوم بمتابعة الأخبار التي تتناول العالم العربي، حرصا منها على البقاء على تواصل، فعرفت من خلال الدراسة تاريخ المغرب العربي والشرق الأوسط.
ميولها نحو الموسيقى كانت واضحة منذ البداية، فتعلمت العزف على الساكسفون وهي ما زالت في السابعة عشر من عمرها، وتعلمت الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز، وكانت تعمل على المزج بينهما، واشتركت مع عدد من الفرق الفنية، ولكنها اتجهت للعمل في مجال الإنتاج الموسيقي، فعملت على تطوير مشروعات الفرق الموسيقية ضمن مؤسسة ثقافية Met-X، عملت بها لتسع سنوات.
اقرئي عن مشوار هدير ماهر من الهند إلى فيتنام لأجل الإنسان
فكانت تعمل من خلال المؤسسة على دعم فناني المغرب المتواجدين في بلجيكا، وجعل مشروعاتهم الغنائية والثقافية مناسبة للوضع الثقافي في بلجيكا، مما جعلها تتجه لإنشاء مبادرتها الخاصة Zoart في 2009، التي تعمل من خلالها على التواصل مع فناني منطقة البحر المتوسط وأوروبا (الأورومتوسطية)، الذين يريدون لمشروعاتهم أن تنجح في بلجيكا.
من خلال مؤسستها، تساعد بشرى الفنانين المهاجرين والمغتربين الذين يقيمون في بلجيكا، عبر إفساح لهم المجال والمساحة لإقامة البروفات والتدريبات، وإمدادهم بالطريقة المناسبة لتطوير مشروعاتهم الفنية ووضع الإطار القانوني لها، الذي يسمح لها بالعمل باستمرارية واستقرار أكبر في بلجيكا، فتوفر لهم أيضا تعاون وشراكات مع فنانين آخرين.
وتكمن أهمية المبادرة التي تعمل عليها بشرى من تواجد عدد من الفنانيين المغاربة والمهاجرين، الذين لا تقنون لغة البلد الرئيسية (وهي الفرنسية)، فتكون معلوماتهم عن المؤسسات الثقافية محدودة، فتعينهم بشرى وفريق عملها على كتابة ورقة توصيف للفرق الفنية الخاصة بهم، ومساعدتهم في الوصول بها للجهات المعنية بصورة احترافية، كما تحيلهم نحو أوجه الحصول على تمويل لمشروعاتهم، كما تتيح لهم مكانا مجانيا لعمل بروفات العروض الفنية والإقامة أحيانا.
تفتحر بشرى أن مؤسستها واحدة من المؤسسات القليلة في بلجيكا التي تدعم الفنانين المهاجرين، فهي تعمل في هذا المجال منذ 20 عاما، واستطاعت ان تساعد كثير من الفرق والفنانين على هيكلة فرقهم بطريقة سليمة ، وهدفها أن تكون مبادرتها وسيلة لجمع ولقاء المبدعين والفنانين من العالم العربي وأوروبا، وتقديم منتج ثقافي مميز وثري يجمع بينهما.
اكتشفي قصة كابتن أوشا من كرة القدم إلى الجيم
لم تختر بشرى العمل في الموسيقى، ولكن يبدو أن الموسيقى هي التي اختارتها، فقررت أن يكون حبها للنغمات ليس مقتصرا على العزف، ولكنها سعت لمساعدة غيرها، متمنية أن يعمل كل شاب يريد الهجرة أن يكون لديه رؤية وطموح وحياة يستطيع أن يبني عليها حتى يتمكن من الاستمرار في بلد غريب، فلا ينتظر أن تقدم له البلد دون عمل أو جهد منه.
لدى بشرى ابنا عمره 23 عاما، يعزف البيانو من باب الهواية، ولكنه يدرس الهندسة.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا