ندى الشيتي دكتورة ترتدي البالطو وتحمل الفرش والألوان
الأكثر مشاهدة
جمعت سر سعادتها في الدنيا، مع حبها للرسم والفرش والألوان في مشروع يحمل اسمي الإبداع والـ "هَنَا"، اسم ابنتها، لتستعيد الطبيبة ندى الشيتي حلما أجلته وموهبة غمرها الانشغال في روتين الحياة اليومية.
اعتادت ندى على الرسم والألوان، وإعادة استخدام الخامات الموجودة حولها منذ كانت في العاشرة من عمرها، وكانت والدتها تساعدها على تنمية موهبتها، وتجلب لها الكتب والأدوات التي تحتاجها، فخططت أن تكون دراستها للفنون التطبيقية أو الجميلة، ولكن مجموعها الكبير في الثانوية العامة عاندها، فكان تفوقها سبب البعد عن الألوان والرسم.
اقرئي أيضا: "مي وحميد" الخزف الألوان بيدي زوجين آمنا بالفن
لم ترض عائلتها أن تضيع الابنة جهدها وتخسر المجموع الكبير في دراسة الفنون، فكانت وجهتها كلية الطب، التي حاولت خلال سنوات دراستها الصعبة أن تحتفظ بموهبتها، وتشترك في المعارض الفنية بالجامعة كطريقة للهروب من ضغط تعلم الطب بفروعه المختلفة بواحدة من أصعب الجامعات المصرية، جامعة عين شمس.
ظلت الدكتورة تحاول أن تجمع بين التشريح والفن، فترسم بيد وتطبب الجرح باليد الأخرى، وبعد التخرج بدرجة جيد جدا، تخصصت ندى في أمراض الدم (باثولوجي إكلينيك)، وانشغلت في إثبات جدارتها، رغم أنها لم ترد من البداية أن تكون طبيبة لكنها قررت أن تبحث عن الجانب الإيجابي والإبداعي "أنا طالما التزمت بحاجة لازم أعملها كويس، وشفت في تكوين الإنسان إبداع وقدرة ربنا، وده خلاني أعرف أكمل للآخر".
تعرفي على: ياسمين القاضي مصممة أزياء الأعمال الدرامية
استطاعت ندى بسنوات عمرها التي لم تتعدى الـ 35 أن تحصل على درجة الماجيستير في أمراض الدم، إلى جانب تحضير الدبلومة والدراسات العليا في للماجيستير في إدارة المستشفيات، وجودة الرعاية الصحية، وتمكنت من الترقي حتى استطاعت أن تصل إلى منصب مساعد مدير أحد المستشفيات الحكومية لإدارة الجودة.
"كنت بدور على نص الكوباية المليان، وعلى متنفس أخرج بيه من الضغط اليومي" فوجدت ندى في موهبتها القديمة ملاذ للخلاص من ضغط يومي لا ينتهي في العمل لساعات طويلة مع المرضى والمناوبات، والعودة لمباشرة بيتها وابنتها ذات الأحد عشر عاما، فقررت ان تستعيد موهبتها بالتعلم.
رغم ضيق الوقت، التحقت بتدريبات متعلقة بالفن "في فروع كتير ظهرت وكنت محتاجة أطور نفسي"، فتعلمت الديكوباج ورسم البورتريه والرسم بالرصاص واستخدام الأحجار الكريمة والصلصال الحراري في صناعة
الإكسسوارات، وتمكنت من التفوق في هذه المجالات، للدرجة التي مكنتها من تعليم الاخرين، وخاصة الطلاب الراغبين في خوض امتحانات القدرات للالتحاق بكليات الفنون.
أنتجت ندى الهدايا والإكسسوارات للمحيطين بها، ولكنها وجدت الأفضل أن تجمعها في مشروع "لقيت الناس بتسأل عن الحاجات اللي بعملها، ففكرت أعمل الصفحة ولقيت الشغل فيها مناسب وهيكون من البيت"، فأنشأت منذ عام Hantivity، اسم يجمع بين اسم ابنتها هنا، والإبداع creativity.
تختلف منتجات ندى في قدرتها على دمج أكثر من مجال في منتج واحد، فتجمع النحاس مع الصلصال الحراري، وتكتب بكل فخر على منتجها "صنع في مصر"، وبمساعدة ابنتها تستطيع أن تستمر، فجاءت مثل والدتها تهوى الفن وتشكيل الخامات، ولكن لم يتركها الطب فهي تنوي الاستمرار في عملها لتقدم للمرضى رعاية صحية أفضل عبر استحداث أساليب ووسائل تسهل عليهم الحصول على الخدمة.
اقرئي أيضا: مريم جاليري عالم من الأحلام الملونة
وتستخدم ندى الأدوات الطبية مثل خافض الحرارة والسرنجات الطبية في عمل منتجات مشروعها، الذي ترى فيه طريقا للهروب من مشكلات وضغوط يومية تزاحمها، وتصر على أن تجد له الوقت رغم تكدس يومها بالأحداث "وأنا داخلة البيت وعارفة انه هبدأ أشتغل على مشروعي، بنسى كل همومي على باب البيت"، متمنية أن تمتلك مركزا متخصصل تعلم من خلاله الراغبين في تطوير مهاراتهم الفنية، وتعرض به منتجاتها.
اعرف عن: تصميمات سلمى صابر المختلفة للعبايات
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا