الرقص الشرقي تاريخه وتقنياته وأشهر أيقوناته
الأكثر مشاهدة
"طبلي وشد الدربُكة" حيث البلد التي يتقن نساؤها الرقص الشرقي دون احتراف، فمَنْ تشبع بالرقصات، التي لم يخل منها فيلم أو عمل فني قديم، على أنغام موسيقين كبار مثل محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي، وبوقع أقدام تحية كاريوكا وسامية جمال لن يعجز أن يقدم وصلة من الرقص الممتع، رغم ما قد يفوته من الأدبيات والأمور الفنية والجمالية الأخرى، ففي الأفلام المصرية القديمة، لم يكن العمل ليكتمل دون وصلة من الرقص وأغنية.
يبدو الرقص الشرقي من أقدم الفنون والرفصات في العالم، التي ما زالت لم تنل حقها في التوثيق والاهتمام، نظرا لوصمه في بعض الفترات باعتباره أداء حركي غرضه إثارة الشهوة، رغم أنه فن أثبتت من خلاله راقصات محترفات، كيف أمكنهن التحكم في عضلات وأجزاء أجسادهن من الكتف والبطن والقدم، والتميز بالحركة الخفيفة الواثقة المنضبطة مع الإيقاع الموسيقي، لتبدو الراقصة وكأنها توحدت مع النغمات، فعبرت عنها بإتقان.
تعرفي على: منديل كتب الكتاب تاريخه واشكاله وأماكن بيعه
تاريخ الرقص الشرقي
يشاع أنه في الحضارات القديمة ببلاد العراق وفارس والهند واليونان، ومصر بالتأكيد، كانت النساء تؤدين حركات راقصة كطريقة للتقرب من الآلهة، فكان الرقص طقس ديني تقوم به المرأة دون الرجل، كونها مثال للخصوبة والنمو، طالبة من الآلهة مزيد من الرخاء والنماء للشعوب، على أن يكون ذلك بإظهار البطن أو مكان الرحم.
وعلى جدران المعابد الفرعونية في مصر، تشير الرسومات إلى فتيات يقومن بأداء حركات راقصة أمام عازفين أو عازفات على الناي أو القيثارة، لتكون تلك البداية لريادة مصر في الرقص الشرقي، الذي لا يُذكر اسمه إلا وتأتي المحروسة كموطن أصلي له، لم تستطع السنوات أن تزيل عنها بساط سيطرتها عليه، فبقي الاستمتاع بوصلة من الرقص الشرقي أمر لن تجده إلا على أرض مصر.
ومع مرور السنوات، التي تلت الحضارة الفرعونية، واشتبكت مصر القديمة مع حضارات أخرى أخذت عنها وأضافت إليها، لم يكن الرقص الشرقي سوى وسيلة لإمتاع الملوك والحكام، ومع نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، وبسبب ظروف عاشتها دول أوروبا باتت كثير من السيدات اللاتي كن يوصفن بـ "الغجر" يهربن من بلادهن، ويرتحلن إلى الشرق، وفي مصر احترفت الغجريات الأوروبيات الرقص، وأصبح اسمهن "الغوازي"
اعتبر المجتمع حينها أن الراقصات من غير جنسية البلد غازيات على الرقص الشرقي، فهن يقمن بحركات غير متناسقة ولا تتوافق مع الموسيقى والإيقاع، بينما حاولت "العوالم" إثبات قدرتهن على الرقص بما يتناسق مع النغمات واللحن في مواجهة "الغوازي"، اللاتي ظل وجودهن محصور في الموالد الشعبية خاصة في دلتا وصعيد مصر، وكان وجودهن مصدر اهتمام للمستشرقين الأوروبيين.
اهتم المستشرقون الذين قدموا إلى مصر في سنوات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بوصف الرقص الشعبي أو الغجري الذي رأوه في مناسبات مختلفة، وظهر ذلك في لوحات بعضهم، وكان الرقص حينها يركز على منطقة البطن، فكان يسمى "رقص البطن"، وتم تسجيل فيديو مرئي دون صوت لوصلة رقص بطن لراقصة تدعى فاطمة جميل، رجح كثيرون أنها تعود لعام 1896، وكانت تُطلق على نفسها اسم Little Egypt، رغم اعتقاد كثيرين أنها سورية الجنسية.
قدمت فاطمة جميل عروض من الرقص أيضا في معرض شيكاغو العالمي الذي يُظهر جوانب من الشرق بعيون المستشرقين، ورغم أن ما قدمته فاطمة في الفيديو يعد أقرب إلى الرقص الغجري البعيد عن الإيقاع، يعد أيضا أول شكل من أشكال التوثيق للرقص الشرقي بصفة عامة.
وبات تواجد راقصة أو عالمة في حفلات الزفاف أمر ضروري ورمز للبهجة، فتضع الشمعدان فوق رأسها وترقص أمام المدعوين، ومع اختلاف طريقة راقصة وأخرى، ظل الرقص الذي يغفل الإيقاع والموسيقى مسيطرا، ولكن يرجع الفضل إلى الراقصة "شوق"، في القدرة على منح نظرة مختلفة للرقص الشرقي، بعد أن نقلته من شعبيته إلى قصور الأمراء والملوك.
كانت الراقصة شوق هي الوحيدة التي سُمح لها بالرقص في حفلات الطبقة العليا في مصر، وعندما افتتح الخديوي إسماعيل قناة السويس، أدت شوق وصلة من الرقص الشرقي الذي أمتع الحاضرين، ومن بينهم الإمبراطورة أوجيني، ولذلك حازت "شوق" على شهرة واسعة وعظيمة، وكان حضورها لإحياء أحد الأفراح لأسرة قبطية ثرية سببا في معرفة مصر والعالم العربي بواحدة من أشهر الراقصات المصريات وأكثرهن ثراءا وهي "شفيقة القبطية".
استطاعت راقصات أخريات أن يستحوذن على اهتمام الجماهير من ملوك وعامة، وبدأت صالات عرض الفنون في الانتشار بالقاهرة والإسكندرية، وكان أشهرهم "كازينو بديعة مصابني"، الفنانة الاستعراضية والمغنية والراقصة التي خرج من الكازينو الخاص بها أغلب نجوم الفن والتمثيل، فكان بمثابة أكاديمية خاصة تتلمذ بها إسماعيل يس، وزينات صدقي، وبشارة واكيم.. وغيرهم.
وبخلاف كازينو بديعة، ظهرت الفرق الفنية المتنافسة من نجيب الريحاني والكسار وغيرهم، ولكن فرقة بديعة مصابني كانت قادرة على أن تغير من شكل الرقص وتعمل على تطويره، فجمعت بين الأداء الحركي وليونته والقدرة على التمايل مع الإيقاع بانضباط والتعبير ببراعة، وتقول بديعة في أحد اللقاءات التلفزيونية "زمان كان كله رقص بطن، أنا نوعت الرقص ودخلت عليه الإسبانيولي والتركي والعجمي.. وأنا اللي دمجت المزيكا العربي مع الأفرنجي"، لتكون تلك مرحلة جديدة يؤرخ فيها لبداية الرقص الشرقي كما هو في شكله الحالي.
اتخذ بعدها الرقص الشرقي قيمة مختلفة، وبدأت نجماته تلمعن، خاصة، مع ظهورهن في السينما، وبدأ رقص الغوازي "رقص البطن"، أو الرقص الريفي والبدوي في الانحسار، ليحوز الرقص المعتمد على التعبير الصدارة، ويصبح مزج بين التمايل وحركة الجسد والقدرة على الحس وإيصال المشاعر.
وظلت السينما تحتفي بالراقصات، وبات وجود رقصة استعراضية أو أكثر أمر لا مفر منه، وأصبح للرقص الشرقي قواعده وأساسياته، كما بات لكل راقصة مدرستها الخاصة وقدراتها المتفردة، فظهرت أسماء لامعة منها تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف وزينات علوي.
وخلال الفترة من الأربعينات وحتى الستينات، كان الرقص الشرقي فن يقدره الجميع، ولكن مع أواخر الستينات وأول السبعينات بات الرقص الشرقي وصمة، لينتقل من "وهو عيب أن بنت خالتك تبقى رقاصة؟" التي قالتها زينات علوي في فيلم "الزوجة 13" عام 1962، إلى ما بعدها بعشر سنوات فقط، حين قالت سعاد حسني في فيلم "خلي بالك من زوزو" ما يعبر عن نظرة المجتمع حينها للرقص الشرقي "زينب ماشية شايلة وصمة نعيمة ألماظية أمها، ونعيمة ماشية شايلة وصمة الشارع اللي هي منه (شارع محمد علي)، والشارع مسكين شايل وصمن زمن راح وانقضى، زمن متخلف".
ينحسر بعدها الرقص الشرقي، ورغم ذلك، فعلى مدار العقود الماضية تمكنت راقصات مثل فيفي عبده ولوسي ودينا في تثبيت أقدامهن، قبل أن ينسحب البساط من تحت أقدام الراقصات المصريات، ويُفتن العالم الغربي ونسائه بالرقص الشرقي، ويبدأن في احترافه، بينما المصريات مبتعدات تاركات الساحة لهن، فلاحظنا وفود راقصات من أوكرانيا وروسيا والبرازيل أيضا، أشهرهن صوفينار وجوهرة.
اقرئي أيضا: أفضل مسلسلات نتفلكس الأصلية حتما ستبهرك متابعتها
أشهر الراقصات في التاريخ
وعلى مدى عقود انتشار الرقص الشرقي، وكذلك سنوات انتكاسه، كان هناك مجموعة من أكثر الراقصات احترافا وقدرة على إحداث نقلة في نوعية الرقص الذي يقدمونه، والعمل على الإتيان بروح جديدة ومختلفة، ومن أهمهن:
شفيقة القبطية
تعتبر شفيقة القبطية واحدة من أشهر فنانات الرقص الشرقي، وكانت صاحبة لقب "ملكة الرقص الأولى في العالم"، تتلمذت على يد الراقصة شوق، بعد أن هربت من أسرتها المسيحية وهي بعمر الـ 12 عاما، حتى تتعلم كيف تكون راقصة، كما نصحتها شوق عندما رأت رقصها في أحد الأفراح التي كانت تحييها.
بمنزل شوق في شارع محمد علي، الذي اشتهر بأنه مقصد الراقصات، تعلمت شفيقة وأتقنت الرقص الشرقي، وبدأت في البداية بالرقص في الموالد الشعبية، وكانت وفاة شوق بمثابة فرصة ذهبية لها، بعد أن لاتت الساحة خالية في انتظار راقصة موهوبة تحل محلها، وكانت شفيقة القبطية هي البديل المناسب.
اشتهرت شفيقة وأصبحت الملاهي الكبرى تتنافس من أجل التعاقد معها، وكان يحيط به المعجبون من الأثرياء، للدرجة التي جعلتهم يلقون بجنيهاتهم الذهبية تحت أرجلها، فور حضورها على المسرح، الأمر الذي أكسبها الثراء، الذي تزامن معه الإسراف الشديد، حتى توفيت معدمة في عام 1926، وكانت شفيقة القبطية تتمكن من الرقص وعلى بطنها منضدة صغيرة بها كوؤس مملؤة بالشربات دون أن تقع، وأحيانا تضع الشمعدان على جبينها أو فوق رأسها.
بمبة كشر
اسمها بمبة أحمد مصطفى كشر، ولكنها اشتهرت بـ "بمبة كشر" التي ولدت عام 1860 لأسرة ثرية، وفالدها أحد قراء القرآن الكريم وابنالسلطان مصطفى كشر، أحد أعيان القاهرة، ووالدتها كانت حفيدة أحد الشلاطين المماليك، وحملت بمبة كشر لقب "ست الكل"، كونها كانت راقصة الملوك والسلاطين، وكانت تعتبر منافسة وقوية لشفيقة القبطية.
كانت ترقص بمبة كشر وعلى رأسها أكواب من الذهب ملآنة، كطريقة لإفحام منافستها، وكان المعجبون يحيونها مهللين "يا بمبة كشر يا لوز مقشر"، كانت تنظم مهرجانات للرقص وكانت تطلق عليها حفلات الزار، واستطاعت أن تظهر في أواخر حياتها بفيلمين صامتين، هما "ليلى" عام 1927، و"بنت النيل" عام 1929، وظلت مستمرة على مزاولة مهنة الرقص حتى وصلت السبعين من عمرها، وتوفيت عام 1930.
ببا عز الدين
ببا عز الدين كانت واحدة من خريجات فرقة بديعة مصابني، اسمها الحقيقي فاطمة هانم عز الدين ولدت في 7 اكتوبر عام 1916، انفصلت عن فرقة بديعة، وافتتحت صالة خاصة باسمها في شارع عماد الدين، ثم امتلكت كازينو بديعة، وشاركت في 7 افلام سينمائية هي: ليالي الأنس، جحا والسبع بنات، أحلاهم، جمال ودلال، البيه المزيف، كدب في كدب، كله غلا كده، أنت فين والحب فين، عنتر ولبلب، وتوفيت في 5 فبراير عام 1952.
تحية كاريوكا
اسطورة الرقص الشرقي المصري والعربي والعالمي، التي استطاعت أن تجعل للرقص شخصية وروح متفردة، فمن يعرف الرقص الشرقي يعرف تحية كاريوكا، التي ولدت في الإسماعيلية 22 فبراير 1919، وكانت إحدى تلميذات بديعة مصابني، واسمها الحقيقي بدوية محمد علي النيداني.
شهرتها جاءت من أدائها المميز لرقصة الكاريوكا، واستطاعت أن تقدم لمحبي الرقص الشرقي متعة الاستمتاع من خلال التعبير الحركي الذي اعتمدت فيه على إنتاج الهرمونية الشرقية، كما شاركت في عدد كبير من الأفلام السينمائية، من بينها: أم العروسة، وشباب امرأة، ولعبة الست، وغيرها من الأعمال التي وصلت إلى أكثر من 100 فيلم، قدمت خلالهم عروض الرقص المميزة، والأداء التمثيلي المبهر، والشخصية المتفردة، التي رحلت في 30 سبتمبر 1999.
سامية جمال
استقرت سامية جمال مع أسرتها في القاهرة بعد القدوم من بني سويف، واسمها الحقيقي زينب خليل إبراهيم محفوظ، وبدات حياتها الفنية في كازينو بديعة مصابني، وكانت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية، ولكنها كانت تسعى إلى تطوير رقصها، ومزجت بين الشرقية والحركات الغربية، فكانت تعبر من خلال جسدها بداية من قدميها وحتى كتفيها.
اشتركت سامية جمال في عدد كبير من الأفلام السينمائية، منها: ست الحسن، الرجل الثاني، عفريتة هانم، أمير الانتقام، وكونت مع الفنان فريد الأطرش فني ناجح، فرقصت على أغنياته وموسيقاه، وتوفيت في الأول من ديسمبر 1994.
هاجر حمدي
فتحية السيد احمد النجار من مواليد 1924، عُرفت باسم "هاجر حمدي"، وتعتبر من ممثلات وراقصات السينما المصرية في الأربعينات، واعتزلت كل من التمثيل والرقص في أوائل الخمسينات بعد أن قدمت مجموعة من الأفلام من بينها: أحلام الشباب، حسن وحسن، الآنسة ماما، وحب في الظلام، ورحلت في نوفمبر 2008.
نعمت مختار
شاركت نعمت مختار في أكثر من 40 فيلم تقريبا، من بينها: ثرثرة فوق النيل، الحياة حلوة، عدوية، زقاق المدق، بين القصرين، وكانت قد ولت في افسكندرية في 16 نوفمبر 1932، ونشأت مع الفنانة نبوية سليم، التي كانت تدير فرقة استعراضية، ويعتبر فيلم فتاة السيرك اولى مشاركاتها التمثيلية، واعتبرها كثيرون واحدة من أفضل الراقصات في تاريخ الرقص الشرقي، وتوفيت في 9 نوفمبر عام 1989
زينات علوي
ولدت زينات علوي في 19 مايو 1930 بمحافظة الإسكندرية، انتقلت منها إلى القاهرة، واشتركت بفرقة بديعة مصابني، واستطاعت أن تتميز بأداء مختلف تفاعل معه الجمهور، وعملت على ابتكار رقصات جديدة، منها باستخدام العصا، ومزجت بين الرقص الشرقي والتحطيب، وعملت على تدشين نقابة للراقصات لحماية حقوقهن، وتوفيت عام 1988.
نعيمة عاكف
تعتبر نعيمة عاكف واحدة من أكثر الراقصات الاستعراضيات شهرة وتميزا، ولدت في 7 اكتوبر 1929، وكانت تعمل في سيرك والدها، وتقدم العروض الاستعراضية، وتعتبر ميزتها القدرة على الجمع بين الرقص الشرقي، وحركات السيرك البهلوانية، فكانت تقدم توليفة متفردة لم يسبقها لها أحد، ورغم عمرها الفني القصير تركت نعيمة عاكف بصمة لا يمكن إغفالها، وأعمال خالدة، ورحلت في أبريل 1966.
سهير زكي
عُرفت سهير زكي بأنها أول مَنْ رقصت على أغاني أم كلثوم، في جرأة تُحسب لها، وكانت بدايتها بالرقص في برنامج أضواء المسرح، وشاركت في أكثر من 50 من فيلم تقريبا، واستطاعت أن تتميز في وقت بداية انحسار كثير من الراقصات، وتمكنت من تحقيق شهرة واسعة، ورقصت في حفلات زفاف جميع أبناء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
نجوى فؤاد
ولدت عواطف محمد عجمي في الإسكندرية في 6 يناير 1943، واشتهرت باسم نجوى فؤاد، وكانت تعمل كراقصة ثم احترفت العمل في السينما، وأسست شركة إنتاج سينمائية قامت من خلالها بتقديم عدد من الأعمال السينمائية، واعتزلت الرقص في عام 1998.
فيفي عبدة
بدأ اسم فيفي عبدة يلمع كراقصة شرقية لها مميزاتها وتفردها مع عام 1965، واستطاعت أن تعمل في التمثيل والرقص معا، رغم اعتراض والديها من البداية، واستطاعت أن تكون ضمن الراقصات اللاتي أعدن للرقص الشرقي روحه مرة أخرى، ورغم اعتزالها ما زالت تحمل روح مرحة تطل من خلالها على الجمهور بفقرة راقصة من خلال مواقع السوشيال ميديا.
اقرئي أيضا: ألعاب جماعية استمتعوا بها على البحر بدبا من هواتفكم
لوسي
بدأت إنعام سعد محمد عبد الوهاب مشوارها الفني كراقصة شرقية، ثم اشتهرت باسم "لوسي"، وعملت بأدوار فنية صغيرة كممثلة أيضا، وقدمت عروض استعراضية لفوازير رمضان أيضا، واشتركت في كثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، منها: ليالي الحلمية، أرابيسك، على باب الوزير، كرسي في الكلوب.
دينا
تعتبر دينا واحدة من الراقصات اللاتي لهن خلفية دراسية عالية، فقد ولدت في روما بإيطاليا وبدأت في احتراف الرقص الاستعراضي بعد الانضمام لفرقة رضا الاستعراضية، وكان عمرها 15 عاما، درست الفلسفة بكلية الآداب وحصلت على درجة الماجيستير، وكان نشاطها الفني مع بداية تسعينات القرن العشرين، واستطاعت مع مرور السنوات أن تحافظ على موهبتها وتحفظ للرقص الشرقي المصري مكانته باستمرارها على الساحة الفنية، وكما أنها ممثلة اشتركت في كثير من الأعمال الفنية من مسلسلات وأفلام: منها: عش البلبل، البلياتشو، ابن عز، أهل الهوى، فريسكا.
بدل الرقص الشرقي
بدلة الرقص الشرقي، والزي الذي ترتديه الراقصة من أجل أن تقدم فقرة من الرقص تبرز تعبيراتها، مرت بمراحل تطور وتغيرات هي الأخرى، وكان لكل بدلة أو زي الاستخدام الذي يناسبها، وياقل إن البداية من الفراعنة، فاتخذت أشكال بدل الرقص الزي الفرعوني الذي يزين منطقة الصدر ويغطي المنطقة السفلية على أن يُظهر منطقة البطن كزي مناسب للرقص.
ويقال إنه في فترات ما بعد الحضارات الإسلامية، تم الاعتماد على تطريز القطعة التي تغطي منطقة الصدر بالخرز والسلاسل، كما كان ارتداء البنطلون المفتوح المصنوع من الشيفون أو الستان والمفتوح من الجانبين هو السائد، واحيانا كان يتم استخدام البرقع (وهو قطعة من القماش تغطي الوجه من الأنف وحتى الذقن)، ولكنه كان يُعد من أقمشة شفافة.
وفي مرحلة رقص الغجر والغوازي، كان التطور قد طال بدل الرقص نتيجة التأثر بملابس الراقصات القادمات من أحد قبائل الهند، فتم التخلي عن البنطلون واستخدام التنورة المزينة بالتطريز، ويعتبر الشكل الحالي الذي عرفه الناس عن بدلة الرقص هو السائد منذ الأربعينات مع بعض التغيرات الطفيفة التي أدخلتها في بعض الأحيان قيود وضوابط معينة.
وكانت الجلابية المفتوحة من الجانبين أيضا زي للراقصات، وتنوعت ما بين الجلابية الفلاحي أو الصعيدي أو الجلابية الإسكندراني، ومع بدلة الرقص التي تغطي منطقة الصدر وتتميز بتطريز جذاب، وكذلاك تغطي المنطقة السفلية بقطعة من الستان مع تنورة من الشيفون الشفاف، على أن تكون مفتوحة من الجانبين لتسحيل الحركة، ظهرت ضوابط تلزم الراقصات بتغطية منطقة البطن، فكان بعضهن يستخدم الوشاح الشيفون بتغطية هذه المنطقة.
وشهدنا في السنوات الأخيرة تعرض عدد من الراقصات للمساءلة القانونية بسبب ارتدائهن لبدل رقص وصفت بأنها فاحشة، وتم اعتبار الأمر دعوة للفسق والفجور، فبات عليهن تجنب الدخول في فخ بدلة الرقص غير الشرعية بمحايلات لها علاقة بارتداء بدلة رقص تشبه الفستان أكثر أو الجلباب البلدي.
وبخلاف بدل الرقص على تنوعها، كانت الإكسسوارات من الكردان والخلخال والأساور أيضا من الكماليات التي تزين الراقصة، وتعطي مدلول عن الرقصة أو الفقرة التي تقدمها.
التدريب على الرقص الشرقي
إتقان الرقص الشرقي، رغم أنه يبدو أمر فطري، وقدرة تولد بها أغلب فتيات مصر والشرق الأوسط، يحتاج احترافه إلى التدريب والتعلم، والقدرة على التحكم في الجسم والعضلات والتعبير من خلاله، فالأمر لا يتوقف عند مجرد هز عنيف للبطن والأرداف دون روح، ولكنه غمكانية التوحد معهن وافحساس بالإيقاع والموسيقى.
وعلى مدار تطور الرقص الشرقي في مصر، كان لكل راقصة تكنيكها الخاص، فتحية كاريوكا ملكة المتر الواحد تيتطيع أن ترقص فيه ولا تخرج عنه بكامل ليونتها وسحرها، مع تقديم أداء تعبيري مذهل، بينما كانت نعيمة عاكف ابنة السيرك تجوب صالة الرقص جيئة وذهابا، وتستخدم حتى تعبيرات وجهها في الرقص، فكانت تترجم اللحن والكلمات أيضا، واستطاعت أن تنفذ مهارة كاريوكا في الرقص بمنطقة واحدة كذلك.
سامية جمال كانت تنفرد عنهن بالتعبير عن الرقص بحركات تم وصفها بالمنغمة، فهي كانت تستغل المسرح كله للتعبير، وتستخدم في ذلك حركات يديها وكتفيها، وخطوات أقدامها وحتى أطراف أصابعها، ولذلك ام تكن الرقصات مجرد حركات تنشط فجأة في أدمغتهن ويقمن بتنفيذها مباشرة على المسرح، ولكن كان هناك مصممون للرقصات لتتناسب مع اللحن والكلمة وإيقاع الموسيقة والحالة العامة، ومدربون يركزون على ابتكار حركات جديدة، والعمل على تليين الجسم ومنحه المرونة.
ومن أشهر مدربي الرقص محمد حسن المعروف بـ " ظاظا"، وكان يعمل مدرب للرقص في مسرح البالون، وحصل على الدكتوراة في المسرح من جامعة السوربون بفرنسا، التي استقر بها وأسس مدرسة لتعليم الرقص الشرقي، ورغم أنه يرى أن الراقصات الأجنبيات لديهن قدرات بدنية عالية، وصف الراقصة المصرية بأنها "محدش يقدر يقف قصادها".
من مصادر الموضوع: معازف، منشور.
اقرئي أيضا:
مسرحيات عادل إمام لكوميديا وضحك من نوع خاص
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا