تأثير القولون العصبي على العلاقة الحميمة وعلاجه
الأكثر مشاهدة
تعوّدنا أن المشاكل التي توثر على العلاقة الحميمة غالبًا ما تكون ذات صلة بالأعضاء التناسلية مثل الجفاف المهبلي أو سرعة القذف وغيرها، أو أنها قد تتعلق بالأمراض الخطيرة المزمنة مثل مرض السكري، ولكن هذه المرة نحن نتحدث عن مرض يصيب نسبة كبيرة من الأشخاص حول العالم، من الرجال والنساء، وهو متلازمة القولون العصبي.
العديد من الدرسات والتجارب وحتى المرضى يؤكدون أن القولون العصبي للأسف يؤثر على كثير من الأنشطة التي يقوم بها الفرد في حياته بشكل عام، وتأثير سلبي بالتأكيد، ولكن ما كشفت عنه دراسات مؤخرة هو تأثيره على العلاقة الحميمة بشكل مباشر، الأمر الذي قد يصل لإصابة الرجال بضعف الانتصاب نتيجة للإصابة بالقولون العصبي، وسنحاول التعرف سويًا على تفاصيل الأمر وطرق علاجه.
القولون العصبي والعلاقة الحميمة
قبل أن نتعرف على تأثير القولون العصبي على العلاقة الحميمة يجب أن نتعرف أولًا على تأثير الهرمونات المفروزة أثناء العلاقة على حدة القولون العصبي، فهرومني الإستروجين والبروجيسترون لهم تأثير كبير على زيادة أو انخفاض أعراض متلازمة القولون العصبي، وهي:
الهضم: تتحكم الهرمونات الجنسية في العضلات الملساء بالأمعاء، والتي تتحكم في سرعة انتقال الطعام داخل الجهاز الهضمي، فبعد عمل بعض الدراسات على الحيوانات وُجِد أنها استغرقت وقتًا أطول لتفريغ معدتها عندما حصلت على كمية قليلة من الهرمونات، وهذا يفسر كيف لانخفاض مستويات الهرمونات الجنسية يمكن أن يتسبب في حدوث إمساك.
درجة الألم: تساعد الهرمونات الجنسية في هذه الحالة بطريقة إيجابية، فإفراز الإستروجين بدرجة كبيرة يتسبب في زيادة هرمون السعادة (السترونين) مما يقلل من إحساسك بألآم القولون العصبي.
الالتهاب: الهرمونات الجنسية تزيد من درجة الالتهاب في الجسد بأكمله، وهذا ما يجعل متلازمة القولون العصبي هي الأسوأ على الإطلاق، ولكن وجد بعض العلماء أن الهرمونات الجنسية الذكورية مثل التيستيرون ربما تساعد على التقليل من هذه الحالة، ولهذا فإن الرجال هم أقل عرضة للإصابة بالقولون العصبي.
اقرئي أيضًا: أماكن غير تقليدية للمارسة العلاقة الحميمة في المنزل
هل القولون العصبي يؤثر على العلاقة الزوجية
وبسبب وجود هذه العلاقة الوثيقة بين الهرمونات المفروزة أثناء العلاقة الحميمة والقولون العصبي، فإن هناك بالتأكيد علاقة عكسية، وهي تأثير القولون العصبي على الاستمتاع أو طريقة ممارسة العلاقة الحميمة وربما تؤثر كذلك على عدة مرات الممارسة.
يحكي العديد من مرضى القولون العصبي أن مشكلاتهم تتعلق بالألم الشديد الذي يتعرضون له في أوقات غير مناسبة إطلاقًا، هذا إلى جانب الرغبة الملحة في الذهاب إلى الحمام وعدم القدرة على السيطرة على الأمر، إلا في حالة عدم تناول الطعام تمامًا، وهو أمر شبه مستحيل.
المشكلة الثانية هي في الضغط النفسي والعصبي الذي قد يتعرضون له بشكل طبيعي مثل باقي البشر، سواء في العمل أو مع الأسرة، ولكن تأثيره عليهم يكون مختلف تمامًا، فيتسبب في زيادة الألم بالأمعاء وعدم القدرة على ممارسة العلاقة الحميمة بالتأكيد، أما مع من يمارسونها للمرة الأولى فالأمر مضاعف بالنسبة لهم، بالشعور بالقلق والتوتر في هذا الوقت يؤدي لألم لا ينتهي، فلا تعرف كيف تهدئ وتقلل من توترك في مثل هذه اللحظات حتى ينتهي الألم.
وفي دراسة نشرت في نوفمبر عام 2015، وُجد أن الرجال المصابون بمتلازمة القولون العصبي هم أكثر عرضة للإصابة بضعف الانتصاب مقارنة مع الرجال غير المصابون.
نصائح للتعامل مع القولون العصبي
بالتأكيد هي مشكلة صعبة، خاصة مع عدم وجود علاج نهائي لمتلازمة القولون العصبي وإلا فلن يوجد مشكلة من البداية، ولكن هناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكن لاتباعها أن يساعد في التعامل مع العلاقة الحميمة وممارستها بشكل أفضل مع الإصابة
اختيار الأوقات المناسبة وتحديدها
لا يميل الأزواج في العادة إلى وضع مواعيد محددة للممارسة العلاقة الحميمة، بالوقت واليوم، وهي ما يسميه البعض بـ "جدولة العلاقة الحميمة"، فيبدو الأمر ممل أو روتيني، ولكنه حل سحري للتعامل مع هذه المشكلة، فمع معرفة الوقت والتاريخ يمكن لكليكما أن يكون مستعد لأي مفاجأة، إلى جانب استعداد المريض نفسه في هذا اليوم، فسيحاول التقليل من تناول الطعام، أو الابتعاد عن الأطعمة المُضرة بالقولون وغيرها من الاستعدادات في اليوم السابق أو في نفس اليوم.
اقرئي أيضًا: كيف تتعاملين مع زوجك إذا كان يعاني من الضعف الجنسي
تعلم تقنيات الاسترخاء
الكثير من الأزواج يشعرون بالقلق والتوتر قبل ممارسة العلاقة الحميمة حتى وإن لم تكن المرة الأولى لهم، وكما ذكرنا قبلًا، فالموضوع أسوأ كثيرًا لمرضى القولون العصبي، ولهذا فإن تعلم تقنيات الاسترخاء والتنفس تساعدك على التخلص من هذا التوتر، وبالتالي عدم التعرض لكل الأعراض المؤلمة للقولون العصبي.
كذلك أحد الأمور التي تساعد في التقليل من التوتر هو إنشاء علاقة قوية ووجود رابط من الحب والألفة مع الشريك، فهذا يساعد المريض على تجاوز التوتر الذي يسبق الممارسة.
تحدث عن الأمر دون خجل
كما تحتاج العلاقة الحميمة شخصين، فإن أي مشكلة متعلقة بها يجب كذلك أن تتضمن الشخصين، فلا يمكن لشخص واحد أن يحمل الأمر داخله ويتحمل المشكلة بأكملها وحده لأن هذا سيتسبب له في توتر وألم مضاعفين، ولهذا يجب عليك التحدث مع شريكك بخصوص الأمر، وشرح كل ما تشعر به من ألم ومشكلات متعلقة بالإصابة، حتى يكون كلا منكما مستعد لأي أمر طارئ
أطلب المساعدة من مختص
سواء المشكلات النفسية المتعلقة بالشعور بانعدام الثقة بالنفس أو التوتر، أو حتى المشكلات العضوية المتسببة فيها الألم المزمن، فإنه يجب اللجوء إلى مختص للمساعدة في العلاج.
في النهاية، أهم ما يجب على المريض الانتباه له هو عدم الشعور بالخجل أو الإحراج في المواقف المتكررة التي يوضع فيها، فهي خارجة عن إرادته تمامًا، ويجب أن يكون الشريك متفهم لهذا كذلك.
اقرئي أيضًا:
أخطاء يقع فيها الزوج أثناء ممارسة العلاقة الحميمة
الكاتب
احكي
الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا