أضرار السهر على الجسم والمخ والصحة النفسية
الأكثر مشاهدة
أحيانا نُحب السهر لوقت متأخر من الليل، ربما لكسر قواعد الروتين اليومي، أو لإنجاز بعض المهام، أو حتى للسهر فقط بدون هدف، خاصةً أيام الإجازات. ولكن بقدر ما هذا الأمر قد يكون مُمتعا أحيانا، إلا أنه يضر الصحة كثيرا. فالحصول على عدد ساعات كافي من النوم، يُعتبر مثل الوقود الذي يُحركنا ويجعلنا نبدأ اليوم بنشاط وحيوية. وهذا الشعور أعرفه جيدا، فقد اضطررت كثيرا للاستيقاظ للصباح للمذاكرة أو العمل، وقد شعرت في هذه الأيام أنني لا أُنجز شيئا. لذلك قررت أن أتحدث عن أضرار السهر التي قد لا نتخيلها أحيانا...
مراحل النوم وأوقاتها
ولكن قبل ذلك ما رأيك أن نتعرف أكثر على مراحل النوم، نعم فالنوم عملية مُعقدة أكثر مما تظنين. حيث يمر الجسم بخمس مراحل أثناء النوم، بداية من حركة العين السريعة، وحتى النوم العميق تماما. ويمر الجسم بهذه المراحل الخمس من أربع لست مرات أثناء النوم، ويستغرق حوالي 90 دقيقة في كل مرحلة.
كل مرحلة من هذه المراحل تخدم وظيفة مُعينة لإنعاش الجسم مرة أخرى في الصباح. بدايةً من علاج العضلات وتنظيم الهرمونات وتنشيط الذاكرة. مما يعني أن جسمك يحتاج دائما لأخذ قسط كافي وعدد ساعات معينة من النوم، للمرور بكل هذه المراحل. فبدون ليلة كاملة منتظمة من النوم، سيُحرم جسمك من الكثير من الطاقة والإيجابية التي يحصل عليها من النوم لاستكمال نشاطه في الصباح.
1- المرحلة الأولى
تُسمى أيضا مرحلة التحول أو النوم الخفيف، فهى بداية الدخول في النوم. حيث تجدين حركة العين سريعة وأنتِ بين النوم والاستيقاظ. تبدين مستيقظة ولكن عقلك بدأ يدخل في مرحلة النوم وتفقدين التركيز. في هذه المرحلة تشعرين برعشة عضلاتك واسترخائها، ثُم تشعرين وكأن جسدك يسقط حيث يميل رأسك أو تسقط يدك مما يدفعك للاستيقاظ مرة أخرى.
2- المرحلة الثانية
تقريبا حوالي 50% من أوقات النوم نقضيها في المرحلة الثانية. وهى مرحلة تُعتبر من أخف مراحل النوم، ولكن فيها ينخفض معدل ضربات القلب وتقل درجة حرارة الجسم. وفي هذه المرحلة أيضا تتوقف العين عن الحركة وتبدأ موجات الدماغ تُصبح بطئية.
اقرئي أيضا: طرق التغلب على صعوبة الاستيقاظ مبكرا
3- المرحلة الثالثة والرابعة
هاتين المرحلتين هما الأعمق في مراحل النوم، حيث يصعب معهم الاستيقاظ. في هذه المراحل يُصبح الجسم في حالة سكون، لا حركة للعين، التنفس أعمق وابطأ، ويقل ضغط الدم. وهذه هى المراحل التي يجب الوصول لها أثناء النوم للحصول على الراحة.
4- المرحلة الخمسة
أما هذه المرحلة فهى العودة بشكل جزئي للوعي مرة أخرى، وهى مرحلة الأحلام أيضا. فالجسم يبدأ في استعادة وعيه وترتفع درجة حرارته لتهيئه لاستقبال يوم جديد.
لذلك يُصبح النوم ضرورة حتمية لصحة أفضل. فما هى الأضرار التي يُسببها السهر؟
أضرار السهر النفسية
السهر أو عدم النوم ليلا عموما يُسبب الكثير من المشاكل النفسية للشخص. فالجهاز العصبي للجسم يتغذى على النوم والراحة، لذلك فالأشخاص الذين يسهرون كثيرا مُعرضون لـ
1- الاكتئاب
نعم، فمع كثرة السهر قد يشعر الشخص بالضيق الذي قد يصل للاكتئاب. لأن النوم يُحافظ على سلامة كيمياء المخ وتوازن الهرمونات. وراحة الجهاز العصبي بشكل عام.
2- العصبية
قلة النوم والسهر المستمر تجعل الشخص عصبي جدا، لأن جسمه لم يرتاح، ولم يعطِ فرصة للمخ لأخذ الراحة الكافية أثناء الليل. لذلك فالشخص الذي يبدأ يومه بلا نوم، يكون عصبي وسىء المزاج وينزعج لحدوث أي شىء.
اقرئي أيضا: تخلصي من الكسل وشجعي نفسك بهذه النصائح
3- الأرق
التعود على السهر يؤدي للأرق، وهو أن المخ يجد صعوبة في الاستسلام للنوم ليلا حتى بالرغم من إجهاده. وهذه المشكلة يُعاني منها الكثير من الناس وتؤثر بشكل حقيقي على ممارستهم لأنشطتهم اليومية.
4- انعدام الرغبة في فعل شىء
النوم يمنحنا الطاقة لإنجاز الكثير من الأشياء، لذلك يُعرضنا السهر للشعور بالخمول وانعدام الرغبة في فعل أي شىء. فقط الجلوس وعدم الحركة. ومع الوقت يتأثر الجسم بهذا الكسل ونشعر بالضيق والعزلة.
أضرار السهر على المخ
المخ من أكثر الأعضاء التي تتأثر بالنوم، فالنوم فرصة لراحة المخ واستعادة نشاطه لأنه الترس المُحرك للجسم كله. ومع استمرار السهر وقلة النوم تضعف خلايا المخ وتُصبح مُرهقة مما يؤدي لـ
1- النسيان
كما لاحظنا في مراحل النوم أن النوم يُنشط الذاكرة أثناء الليل، لذلك فالسهر يؤدي للنسيان المستمر. وهو ما يجعل تفسير النسيان للطلبة أو الأشخاص الذي يعملون لوقت متأخر منطقي، فالسهر لا يُساعدهم أبدا على الإنجاز.
2- عدم التركيز
وهذا بديهي جدا، فالشخص الذي يسهر كثيرا ولا يعطي لمخه فرصة للراحة والاستمتاع بمراحل النوم مكتملة، يفقد تركيزه تدريجيا ويواجه صعوبة في الانتباه والتعلم وحفظ الأشياء.
3- تراجع القدرات الذهنية
نلاحظ هذه النقطة كثيرا في الأشخاص الذين يسهرون كثيرا لإتمام مذاكرة أو العمل على شىء. بعد مرور وقت قصير تتأثر قدراتهم الذهنية وقدرتهم على الاستيعاب والتعلم. كما يجدون مشكلة في حل عمليات بسيطة وسهلة. لأن المخ يفتقد للطاقة التي يستمدها من النوم.
اقرئي أيضا: تمارين التنفس وفوائده في الحد من التوتر والأرق
أضرار السهر على الجسم
النوم فرصة يومية لاسترخاء الجسم واستعادة طاقته، لذلك يؤثر السهر بشكل سلبي جدا على أعضاء الجسم المختلفة ومنها...
1- العضلات
أثناء النوم يتم معالجة العضلات المُرهقة وتحصل على فترة استرخاء مناسبة تجعلها تعمل بشكل أفضل في اليوم التالي. لذلك قد يشعر الإنسان بألم في العضلات والمفاصل نتيجة السهر وقلة النوم.
2- العين
تتأثر العين يوميا بالضوء وشاشات التليفزيون والكمبيوتر والموبايل، وبالتالي تجد في النوم فرصة ذهبية للراحة. أما السهر، فقد يؤدي لمشاكل في البصر فقد يتعرض الشخص لجفاف العين، والزغللة. وقد يشعر بحكة في عينيه واحمرار العين نتيجة عدم النوم.
3- ضغط الدم
يكون ضغط الدم منخفض أثناء النوم حيث يهدأ الجسم ويكون في وضع ساكن. ليعود ضغط الدم لمستواه الطبيعي صباحا. وقلة النوم والسهر تؤدي لارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ.
4- الدماغ
لا تتأثر خلايا المخ وقدراته الذهنية فقط بالسهر وقلة النوم، ولكن يشعر الشخص بالصداع أيضا. مما يؤثر على عينيه وحالته البدنية عموما خلال اليوم.
5- الهرمونات
يعمل النوم على توازن الهرمونات في الجسم. أما السهر فيؤدي لخللها ويُقلل من هرمون الكورتيزول في الدم مما يضعف جهاز المناعة ويؤثر على الهضم وضغط الدم.
أضرار السهر على القلب
يؤثر السهر على صحة القلب وكفاءته، فالدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين يعملون ليلا ويسهرون كثيرا أكثر عُرضة للإصابة بتصلب الشرايين والجلطة والسكتات القلبية. لأن الساعة البيولوجية للجسم مُصممة لتستيقظ نهارا وتنام ليلا أي خلل في هذا النظام يكون له مُضاعفات. كما أن السهر ليلا يجعل العبء أكبر على عضلة القلب لأنه يعمل بنفس كفاءة النهار ليضخ الدم في كل أنحاء الجسم الذي مازال يعمل بدون راحة.
علاج السهر
أسباب السهر متعددة، ولكن لتُعالجين هذه المشكلة يجب أنتستعدي جيدا للنوم كل ليلة بهذه الطرق...
- حددي وقت ثابت للنوم يوميا واذهبي للسرير كل يوم في نفس الوقت.
- لا تُغيري مكان نومك، عليكِ النوم يوميا في نفس المكان لكي يعتاد جسمك على ذلك.
- قومي بإطفاء الأنوار لراحة العين والاستغراق في النوم.
- حاولي تهيئة المكان الذي تنامين فيه، مثل ترتيب السرير، إضافة رائحة مُهدئة وعطرة وهكذا.
- جربي الاسترخاء قبل النوم والتفكير في شىء إيجابي أو تخيل منظر جميل.
- قومي بالاستحمام بماء دافىء لأنه يُساعد على الاسترخاء وتهدئة عضلات الجسم، مما يجعلك تستعدين للنوم.
- اشربي أعشاب مُهدئة أو حليب دافىء قبل النوم.
- توقفي عن تناول الطعام قبل النوم بساعتين على الأقل.
- مارسي رياضة يوميا حتى إذا كانت المشي لنصف ساعة.
- لا تنامي بغرفة بها تليفزيون وموبايل حاولي الابتعاد عن كل هذه الأجهزة لنوم مُريح وهادىء.
اقرئي أيضا: ما هى أسباب كثرة النوم وآثاره السلبية وطرق الحد منه
الكاتب
دينا خليل
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا