6 حكايات مفزعة عن إزهاق أرواح النساء بدعوى الشرف
الأكثر مشاهدة
إسراء غريب فتاة فلسطينية ذات 21 ربيعا، خرجت بصحبة خطيبها (أو من تقدم لخطبتها منذ شهور)، وكانت معهما شقيقته، لكن الأمر لم يمر، خاصة، بعد أن أعلنت اسرتها عن وفاتها يوم الخميس 28 أغسطس 2019 بسبب إصابتها بسكتة دماغية، لتنتشر الشائعات والأقاويل الراغبة في التعرف على السبب الحقيقي وراء رحيلها، واعتبارها واحدة من جرائم الشرف التي تزهق أرواح النساء العربيات بدم بارد.
مع تداول الاتهامات بين الجن وأسرة إسراء، التي كانت تعمل في أحد صالونات التجميل، وتقطن بلدة بيت ساحور في بيت لحم، ما زالت التحقيقات سارية، ولكن وفاتها أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد اتهام أخوتها بقتلها نتيجة عدم رضائهم عن هذه الخطبة، وترددت أقاويل أن السبب هو وشاية من ابنة عمها، في حين قالت الأسرة إنها توفيت فجأة بعد أن كانت تعاني من "جن" يجعلها تُقدم على تصرفات غير طبيعية.
داخل المجتمع الفلسطيني والعربي والعالمي أيضا، تبقى قضية إسراء غريب واحدة من جرائم الشرف التي استطاعت أن تحدث ضجة واسعة واستنكار عالمي، بينما هناك مئات وربما آلاف من الحكايات الأخرى التي تخص جرائم ذهبت في سبيلها الأرواح هباء بدعوى الحفاظ على "سمعة العائلة".
تعرفي على: كيف دمر الختان العلاقات بين الزوجين؟
جرائم الشرف
نستعرض معكم جرائم شرف تمت على أيدي الأخ أو الزوج أو الأب، واستطاعت أن تجد هذه الجرائم طريقها إلى الفضاء الإلكتروني وساحات السجال المجتمعي.
الطفلة مآب
في ديسمبر 2014، قام نوح علي اليمني ويعمل في بيع العقيق بإطلاق الرصاص على كفلته مآب، التي لم تتكن تتخطى العشر سنوات حينها، ثم ألقى بها فوق منحدر جبلي، ليجدها رعاة غنم في منطقة نقيل سمارة باليمن جثة هامدة، وكانت الطفلة تعيش وأخواتها مع الأب بعد انفصاله عن زوجته، التي تزوجت بآخر.
أحدثت الجريمة وقتها ضجة داخل المجتمع اليمني، وندد كثيرون بما أقدم عليه الأب بحق طفلة صغيرة، وادعى أن ما قام به بدافع "غسل العار"، في حين اعتبرته الأم انتقاما منها لزواجها بعد الانفصال عنه، وكانت الطفلة تعرضت للتعذيب والتشويه قبل وفاتها، وما زالت قضيتها تُنظر إلى الآن، ولكن في جلسات سرية.
سميحة الأسدي
قررت سميحة الأسدي أن تتخلص من القيد الذي يفرضه القانون، والذي يوجب وجود ولي لها يقضي في شأن زواجها، فاتجهت إلى المحكمة تطلب أن تؤول ولاية الزواج إلى القاضي، بسبب رفض والدها أن يعقد قرانها على أحد المتقدمين لها، وداخل قاعة المحكمة التي تنظر القضية في صنعاء باليمن، يوم 9 أبريل 2018، قام شقيقها بغرس سكين في رقبتها.
كان الأب هو من حرض ابنه ليقتل شقيقته، اعتبارا منهما أن ما فعلته تمرد على العادات والتقاليد، ورفض للمثول للولاية والقانون، وهو ما يعني، بالنسبة لهم، سوءا في سلوكها ورغبة منها في تلطيخ سمعة العائلة، ولكن أنصف القضاء اليمني سميحة الأسدي، وأصدرت المحكمة حكما بإعدام شقيقها يونس الأسدي.
ديانا أبو حسون
تتلخص قصة ديانا ابو حسون في أن التأخر لساعات عن المدرسة، جريمة قد تلحق العار بالعائلة، وتستحق الموت لأجلها، فالفتاة السورية قررت صبيحة يوم الثلاثاء 18 سبتمبر 2018، أن تذهب مع صديقتها إلى مشوار بدلا من مدرستها، أو قد تكون لها دوافعها الخاصة، فقررت إدارة المدرسة أن تتواصل مع الأسرة لتعرف سبب الغياب، أسرع الوالد إلى المدرسة.
بعد الدخول في مشادة كلامية، اتهمت فيها إدارة المدرسة الفتاة، التي كانت تدرس في الصف الحادي عشر بالسويداء في سوريا، السلوك والتربية والأخلاق التي نشات عليهم ديانا، مما جعل الأب يشتاط غضبا، وفور ظهور الطفلة، حتى جذبها من يديها، ودون التعرف على دوافعها خرج بها من ساحة المدرسة، ليجدوها بعد ساعات غارقة في دمائها بعد إطلاق الرصاص عليها من الأب، الذي حاولوا تبرئته فيما بعد متحججين أن الرصاصة خرجت من سلاحه دون قصد في أثناء تنظيفه له.
اقرئي أيضا: ميراث النساء في مصر حق أكله حلال
قنديل بلوش
"لست نادما على قتلها، في عاداتنا الفتيات مكانهم المنزل" قالها الأخ الذي يصغر أخته بخمس سنوات تقريبا، بعد أن قتلها غير عابيء بالنتائج، معتقدا أنه بذلك ينقذ عائلته من العار ويمحي عنهم تلطيخ السمعة، الذي رأى أن عارضة الأزياء قنديل بلوش تسعى إلى إفساده.
اسمها الحقيقي فوزية عظيم، من إقليم بنجاب الباكستاني، وكان عمرها لم يتخطَ الـ 26 عاما، كانت واحدة من نجمات مواقع التواصل الاجتماعي، فحسابها على موقع تويتر كان قد وصل متابعوه إلى نصف مليون شخص، وكانت تُعرف بـ "شبيهة كيم كارداشيان"، فتقوم بنشر صور جريئة لها، وهو ما أعده الأخ تطاول على التقاليد، فتجهز لقتلها وقام بخنقها حتى تلفظت أنفاسها الأخيرة يوم 17 يوليو 2016.
رشا بسيس
#اسراء_غريب#رشا_بسيس لو طبقنا مفهوم الشرف على الذكور كم من ذكر سيقتل؟ pic.twitter.com/LxEVyU9MhT
— MAKADI (@Makadi2020) August 31, 2019
"غسل عارك يا بشار" ليقوم على الفور بتفريغ رصاص بندقيته على أخته رشا بسيس المكومة إلى جوار الحائط، وتنظر له خائفة مرتعدة قلقة، وفي لحظات تُزهق روحها، ليرى العالم أجمع جريمة الأخ صوت وصورة منشورة في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، في أكتوبر 2018.
لم يعرف العالم ما هو العار الذي ارتكبته رشا، ذات الـ 18 عاما، ولكنه رأى أمام عينيه فتاة تُقتل على يد شخص يُرجح أنه أخيها، وصوت في الخلفية يطلب منه أن يغسل عاره، ويقال إن الواقعة تمت في مدينة جرابلس السورية الواقعة على الحدود التركية، والخاضعة لسيطرة المعارضة، بسبب الشك في سلوك الفتاة.
عائشة إبراهيم دوهولو
في 2008، حين كان عمر الطفلة الصومالية عائشة إبراهيم دوهولو لم يتخطَ الـ 13 عاما، تم اتهامها بالزنا وإقامة علاقات غير شرعية خارج إطار الزواج، وهي بعمر لا تعرف فيه سوى اللعب والأصدقاء، ولكن هذا لم يُقنع جماعة حركة الشباب المتطرفة في الصومال، وقامت برجمها حتى الموت علنا أمام آلاف من الحضور.
والأصل في الأمر أن أسرتها كانت تحاول الإبلاغ عن تعرض الابنة للاغتصاب التي باتت الجاني، من وجهة نظر الجماعة المتطرفة، بعد أن كانت المجني عليها، وفي 27 أكتوبر 2008 ببلدة كيسمايو رجمها ما يقرب الخمسين شخصا حتى الموت، لتفارق عائشة الحياة، ولكن تبقى سيرتها كواحدة من ضحايا جرائم الشرف المزعومة.
اقرئي أيضا: ضرب وأذى.. محاولات انتحار.. تحرش حكايات صامتة عن العنف الأسري
قوانين جرائم الشرف
يعتقد كثيرون أن السبب في انتشار جرائم القتل التي تتم بدعووى الحفاظ على الشرف، يأتي بسبب ثغرات القانون التي تبيح ذلك، ونستعرض هنا القوانين المعمول بها في العالم العربي تجاه جرائم الشرف، ففي مصر تقول المادة 237 من قانون العقوبات أن "من فاجأ زوجته حال تلبسها بالزنا وقتلها في الحال هي ومن يزني يعاقب بالحبس"، أي أنه لا يُعاقب وفق المواد الخاصة بالقتل العمد او الضرب المفضي إلى الموت، فلا تزيد مدة السجن عن ثلاث سنوات.
وفي الأردن، التي ينتشر بها القتل بدعوى غسل العار، وتعتبر أول البلدان العربية في قتل النساء على خلفية جرائم الشرف، بمعدل يصل غلى 20 جريمة في العام، كانت المادة الـ 98 من قانون العقوبات تقول إنه "يستفيد من العذر المخفف فاعل الجريمة الذي أقدم عليها بثورة غضب شديد ناتج عن عمل غير محق وعلى جانب من الخطورة اتجاه المجني عليه"، ولكن تم تعديلها في عام 2017، بغضافة فقرة ثانية توضح "أنه لا يستفيد من العذر المخفف فاعل الجريمة إذا وقع الفعل على أنثى بداعي المحافظة على السمعة والاعتبار".
وفي 2011، قام أيضا البرلمان اللبناني بإلغاء المادة 562 من قانون العقوبات، والتي كانت تنص على تخفيف الأحكام بحق الفراد الذين يقومون بجريمتهم بدعوى الحفاظ على الشرف، في حين تعتبر المادة 232 من قانون العقوبات اليمني أنه "إذا قتل الزوج زوجته هي ومن يزني بها حال تلبسهما بالزنا أو اعتدى عليهما اعتداء أفضى إلى موت أو عاهة، فلا قصاص في ذلك، وإنما يعزر الزوج بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بالغرامة"، واعتبرت المادة أن الحكم يسري على من يفاجا أصوله أو فروعه أو أخوته ملتبسات بالزنا.
تبقى قضية جرائم الشرف سكين تلم يغرسه الأقربون في قلوب نسائهم، وفي الحكايات التي لم تروى الكثير من التفاصيل الموجعة، فلا يفلت شهر من شهور السنة، دون السماع بقصة شابة أو زوجة أو أم رحلت على يد أحد أقاربها حماية للشرف والعرض.
اقرئي أيضا:
استقلال البنات في مصر تحدي قبلته كثيرات ليملكن حياتهن
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا