أهمية فريق العمل وأسباب النجاح والفشل

إنجاز المهام المطلوبة من أكثر الأشياء التي تشعرنا بالإنجاز، حتى وإن كان هذا الإنجاز بسيطًأ، ولكن العمل بشكل فردي قد يستغرق وقت طويلًا بل ومضاعف عن الذي يستغرقه العمل الجماعي لتحقيق نفس المهمة، فطوال السنوات الماضية كان اختيار التواجد  ضمن فريق عمل هو الاختيار الأنسب والأكثر عملية بالنسبة لي لإنجاز المهام المطلوبة، فما سنستطيع إنجازه بشكل فردي  في أسابيع على سبيل المثال قد يحققه العمل الجماعي في يوم أو يومين على الأكثر، لذلك فإن إنجاز المهام ضمن فريق عمل هو أمر ضروري ومهم.

ولكن تخيل معي، أن يكون فريق العمل الخاص بك يتميز بالأنانية!  أو أن يكون قائد فريقك غير واع بالدرجة الكافية بتطورات المهنة، أو أن يكون فريق العمل الخاص بك غير متعاونين على الإطلاق! فهل ستكون على درجة من الحماس لاستكمال مهامك.. لا أعتقد أن الأمر سيكون سهلًا، لذلك فإن العمل ضمن فريق كي يكون ناجحا فله مجموعة من المتطلبات والعوامل التي تضمنه، وهو ما سنتعرف عليه في السطور المقبلة.

ااقرأ أيضًا: عادات صحية ينصح بها رواد الأعمال

لا ينجح فريق عمل إلا إذا توافرت فيه مجموعة من العوامل، فجميعنا عمل في فرق عمل في أغلب الوظائف التي شغلناها، منها ما حقق أهدافه ومنها ما حقق نتائج عكسية نظرًا لعدم توافر عواملالنجاح به، لذلك فلكي ينجح أي فريق عمل لابد من توافر مجموعة من العوامل التي تؤهله لذلك ومنها:

•    مهارات الإدارة الأساسية، وهذه المهارات تتمثل في التنظيم والتوجيه والرقابة والتقييم، وهي مهارات أساسية يحتاجها أي فريق عمل مهما كانت طبيعة عمله والوظيفة التي يشغلها.

•    التخطيط، فبدون التخطيط لا يستطيع أي فريق عمل إنجاز مهامه، فمن الضروري وضع خطط واضحة لتحقيق الأهداف المطلوبة قصيرة أو طويلة أو متوسطة الأجل، فيساعد التخطيط على تحديد هذه الأهداف بدقة وتقسيم الأعمال والمهام على أعضاء الفريق كافة. ولا يقتصر التخطيط بالطبع على وضع الأهداف ولكن على وضع سبل لتخقيقها ونحديد الموارد وتوفيرها.

•    روح الفريق، فلا ينجح فريق عمل به أفراد تسعى لفرض سيطرتها أو تحقيق أهدافها الشخصية، فمن المهم أن يتفق أعضاء الفريق كافة على الهدف المطلوب ويدركون جميعًا أنهم يعملون لتحقيق هذا الهدف وليس أمجاد شخصية على حساب العدف الرئيسي.

•    المنافسة الشريفة:  بالطبع هناك كثير من الشركات التي تنافس شركتك، ولكن سعي الفريق ليجعل شركته تتفوق على الشركات المنافسة الأخرى يختلف تمامًا عن سعي الفريق لتدمير منافسه لتنفرد شركته بالسوق، وهنا يظهر الفرق واضحًا بين المنافسة الشريفة والتخطيط بشكل غير أخلاقي.

•    وضوح الرؤية،  فمن الضروري وجود رؤية واضحة لأي عمل يقوم به فرد أو جماعة وغياب الرؤية الواضحة يتسبب في إهدار للوقت والمجهود.

•    التعاون،  إذا حرص أفراد فريق العمل كافة على التعاون فيما بينهم فسيساعد ذلك على تحقيق نتائج أفضل عكس ما إذا حاول كل فرد في الإنفراد والظهور منفردًا.

•    لا يستطيع أي شخص أو جماعة تحقيق أهجاف مهنية، أو ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي وتحقيق إنجاز فيه إذا لم تتوافر البيئة الملائمة لذلك، فمناخ العمل المريح البعيد "نسبيًا" عن الرسميات يساعد أعضاء الفريق على الإبداع والرغبة في تحقيق إنجازات أكبر وتحقيق الأهداف المطلوبة.

ولكن، لكي تستطيع عوامل نجاح فريق العمل على تحقيق انجازاته، فلابد من توافر قائد للفريق أو رئيس له، يضمن سير العمل وفق الخطط المطلوبة ويراقب تنفيذها بشكل فعال، فهل أي شخص في الفريق يصلح لتولي القيادة، بالطبع لا، فهناك مجموعة من الصفات التي يجب توافرها في قائد فريق العمل.

 اقرئي أيضًا: بالصور .. 5 فروق بين المدير ”القائد” و ”الرئيس”

تخيل معي، أن يقود فريق العمل الخاص بك شخص متحيز، غير منصف، ليس لديه القدرة على إدارة الأمور بشكل جيد أو ليس على القدر الكافي من الذكاء للتعامل مع المشكلات التي تحدث في أثناء تحقيق الأعداف المطلوبة.. أو أن يكون غير ملم بتفاصيل مهنته من الأساس وما سطرأ عليها من مستجدات.. هل ستستطيع التواصل معه! هل ستكون لديك روح الحماس التي تدفعك لإنجاز مهامك بشكل قوي!.. لا أعتقد أن الإجابة ستكون بنعم فمن المؤكد أن قائد الفريق له دور أساسي في بث روح الحماس والنشاط بين أعضاء فريقه والعكس، وهو ما سينعكس بالطبع على تحقيق الأهداف والخطط المطلوبة.. لذلك فمن المهم التعرف على صفات قائد فريق العمل الناجح إذا نت ستعمل ضمن فريق ـو إذا كنت أنت نفسك ستصبح هذا القائد.. ومن هذه الصفات:

1.    الذكاء، وخاصة الذكاء الاجتماعي والعاطفي، فمن الضروري أن يتمتع قائد فريق العمل بالقدرة على فهم الطبائع البشرية لأعضاء فريقه، حيث سيمكنه هذا من فهم شهصيات أعضاء الفريق جيدًا وبالتالي إدارة الفريق بشكل فعال دون فهم خاطئ له أو تكليف شخص بمهام لن يستطيع انجازها.

2.    عدم الرضوخ للاحباط والفشل، غمن المحتمل  في  بعض الخطط أن يواجه أعضاء الفريق فشلًا في بعض الأوقات، وهنا يظهر دور قائد الفريق، فتخيل أن تعمل في فريق عمل يفقد قائده الأمل عند أول احباط، أو مشكلة تواجهه، بالطبع ستفقد حماسك وربما لن تحاول مرة أخرى وهو ما سيؤدي إلى عدم استكمال الخطة بنجاح أو تحقيق الأاهداف المطلوبة.

3.    الجمع بين الجدية وروح الدعابة، فالعمل مع قائد فريق يتميز بالصرامة الجمود طوال اليوم سيكون أمرًا ممل، والعكس، فإذا كان قائد الفريق يستمر في المرح والدعابة طوال الوقت فسيضيع كثير من الوقت دون تحقيق الهدف المطلوب، لذلك فمن المهم أن يجمع قائد الفريق بين روح الدعابة والجدية.

4.    تنمية الثقة بين أعضاء فريقه، من المهم أن يعمل قائد الفريق على بث روح الثقة بين أعضاء فريقه، فشعور الفريق بأنه يحقق انجاز حتى ولو صغير يعمل على تشجيعه ورغبته في انجاز المزيد، فمن الضروري أن يعمل قائد الفريق على الإشادة بمميزات كل شخص والحديث عن إنجازاته مهما كانت صغيرة، وشكر الفريق من وقت إلى آخر وعدم الاكتفاء بإعطائه الأوامر فقط.

5.    الدعم، قائد الفريق الناجح هو الذي يحرص على دعم فريقه وتقديم كافة المساعدات له دون التمييز بين شخص وآخر.

6.    تقبل النقد، قائد الفريق في النهاية هو بشر، له طباعه وأخطاءه التي قد لا يتفق الجميع عليها ويعترض عليها البعض أو يواجه أخرون مشكلة في التعامل معها، خاصة في طرق التواصل مع أعضاء الفريق، ومن صفات قائد الفريق الناجح الحرص على التعرف على مشكلات فريقه وتقبل النقد وكذلك المشورة.

7.    الرقابة، على قائد الفريق أن يكون قادرًا على مراقبة الأداء والخطوات التي يسير عليها أعضاء الفريق لمعرفة ما إذا كانت خطة فريقه لتحقيق الأهداف المطلوبة تسير بشكل صحيح أم أن هناك خلل يستوجب التعديل.

8.    تحمل المسئولية، فمن غير المنطقي أن يتنصل قائد الفريق من السلبيات ويكتفي بنسب الإنجازات له، فتحمل المسئولية يقضي بأن يكون القائد متحملًا للمسئئولية في جميع الأحوال والعمل على حل الأزمات.

اقرئي أيضًا: 5 سلوكيات للقائد الناجح عليك إتباعها

  

•    حاجة الموظف للانتماء، فأي موظف يسعى وراء الشعور الأمان والحماية والشعور بالتقدير واعتراف زملاء العمل بنجاحه، وكل هذا يمكن تحقيقه من خلال العمل ضمن فريق عمل ناجح.

الربط بين الفعاليات التي تستهدف تطوير المؤسسة وتحسين كفاءتها وفاعليتها.

•     تؤثر فرق العمل على سلوك الفرد، فقد يكون ضمن فريق عملك شخص يتمتع بصفات مزعجة قليلًا ، ولكن العمل ضمن فريق سيجبره على التأقلم معه والحرص على عدم إعطاء أي انطباع سلبي خاصة إذا كان فريق العمل يتميز بالروح الإيجابية.

•     تساعد فرق العمل على تعزيز الدعم والثقة والولاء والانتماء للشركات، من خلال إكساب الأفراد الخبرات والمهارات التي تحسن من آدائهم.

 في بعض الأوقات تعمل فرق العمل على فشل تحقيق الخطة وعدم إنجاحها وفقط لما هو مخطط له، ومن أهم أسباب فشل فرق العمل:

•    السيطرة، فوجود فرد واحد بين أعضاء فريق العمل يرغب في السيطرة على الأمور، يتسبب في خلق حالة من الغضب بين باقي أعضاء الفريق وبالتالي عدم قدرته على استكمال أهدافه.

•    الهروب من المسئولية، كأن يكون أعضاء الفري غير قادرين على تحمل المسئولية سواء في إنجاز الأهداف والمهام البسيطة، أو في الاعتراف بالأخطاء.

•    غياب المشاركة، كأن يكون كل فرد في الفريق حريصت على إنجاز مهامه بشكل فردي وليس تكاملي أو جماعي حتى في حالة تعارض هذه المهام أو آلية تنفيذها مع باقي أعضاء الفريق.

•    الزيادة المبالغ فيها لعدد أعضاء الفريق، فكلما كان العدد  محدود نسبيا كلما كانت مساحة التعاون بين أعضاء الفريق أهدأ وأكثر إنسيابية ولكن زيادة العدد عن المعدل الطبيعي له، يتسبب في زيادة المشكلات.

•    غياب الإلتزام، فعدم إلتزام الفريق بالوقت أو المهام المطلوبة منه يتسبب في فشله في تحقيق الأهداف وبالتالي فشل الفريق نفسه.

•    أنانية القائد، قائد الفريق هو العنصر الأهم في الفريق، وإذا كان هذا القائد يتمتع بالأنانية والرغبة في الإنفراد بنسب الإنجازات إليه فلن يحقق الفريق أي نتائج ملموسة.

  

اقرأ أيضًا: أفضل سبعة كتب عن القيادة.. لا تفوتيهم

بالطبع فإن عدد أفراد فريق العمل له دور فعال وقوي في  نجاح الفريق من عدمه، وما يحدد حجم الفريق هو طبيعة العمل، فالبعض يري أن فرق العمل الخماسية أو السداسية هي الأفضل، فهي تضمن التعبير الفردي عن النفس، وسهولة التفاعل والنقاش بين أعضاء الفريق وقائدهم وبينهم وبين المؤسسة ككل.

أما الفرق التي يصل عددها لـ12 شخص، فيعتبرها البعض أفضل في حالة صعوبة المهام أو كثرتها، وهنا سيكون من الأفضل أن يتخطى فريق العمل العشرة أفراد.

 أما الفرق التي تزيد عن 20 شخص، فقد تكون مناسبة للمهام الكثيرة، إلا أن لها نصيب الأسد من المشكلات، فمن الصعب كلما زاد العدد أن تكون هناك مساحة للتعبيرات الفردية أو مناقشة الكشكلات بالتفصيل، وهو ما سيؤثر بالطبع على تنفيذ الخطة وإنجاز المهام المطلوبة.

اقرئي أيضًا: أفضل 11 كتاب على رواد الأعمال قراءتهم

اقرئي أيضًا: 15 سمة لشخصية رواد الأعمال

اقرئي أيضًا: 10 أشياء ناجحة يعلمها لكِ الفشل