علامات الاحتراق الوظيفي بسبب العمل وكيفية التخلص منه
الأكثر مشاهدة
شعور دائم بالقلق والتوتر، وفقدان السيطرة على انفلات أعصابك، مع فقدان تام للطاقة، رغم محاولاتك المضنية في مقاومة الإنهاك، والصراع مع نفسك كل يوم صباحا من أجل الذهاب إلى العمل، فالوهن والتعب يعوقان كل محاولاتك، ويبدو أن الاحتراق الوظيفي قد أصابك.
من الممكن أن يكون واحد من علامات الاكتئاب وفقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة، وقد يؤدي إهماله إلى الإصابة الفعلية بالاكتئاب، وإن كان كثيرون يعتبرونه وضع نفسي مختلف، وله أعراضه ومراحله، وفي كل الأحوال، هو حالة نفسية يُصاب بها الأشخاص الذين يتعرضون إلى ضغوط شديدة في عملهم، مما يؤدي بهم إلى مرحلة من الشعور بالإحباط والإرهاق الذهني والبدني.
يقال إن 80% من المصابين بالاحتراق الوظيفي من السيدات، وقد يكون ذلك بسبب الضغوط التي تقع على عاتقهن من أجل إثبات مهاراتهن في أداء العمل أو الوظيفة، خاصة، في ظل التواجد بمجتمع ضاغط يقلل من قدرات النساء ويهمش من دورهن، مع محاولاتهن المستمرة من الاستماتة في العمل والقبول بأوضاع وظيفية صعبة، تصل بهن في النهاية لحالة من الشعور بالوهن والضعف والإرهاق، وفقدان القدرة على العطاء
تعرفي على: متى يجب تقديم الاستقالة مكع عدم وجود بديل
ما هو الاحتراق الوظيفي
من الممكن تلخيص مفهوم الاحتراقي الوظيفي في أنه فترة طويلة من الشعور بالإرهاق الذهني والتعب البدني، كنتيجة من ضغوط العمل المستمرة، مما يؤثر على الأداء الوظيفي والتقدم في العمل، فيفقد معه الشخص القدرة على الاستمتاع بالحياة أو الشعور بالإنجاز، وينتابه الشعور بأنه مستنفز، وكأن كل طاقته قد نفدت ولم يعد لديه ما يقدمه.
في الغالب، يهاجم الاحتراق الوظيفي الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة، قد تتخطى الـ 48 ساعة أسبوعيا، ومَنْ يعملون مع مؤسسات لا تحترم خصوصياتهم، وتعتبرهم متاحين طوال الوقت، فتتواصل معهم حتى في أيام العطلات الأسبوعية والرسمية من أجل إنجاز مهام تخص العمل، وفي البداية يتحمس الموظف لذلك كنوع من إثبات الذات، ليجد نفسه يحترق ولا يملك القدرة على المقاومة.
تفاني الموظف في العمل قد يكون عاملا مميزا له في البداية، لكن مع مرور الوقت، يتحول الأمر إلى مأساة، عندما تبدأ مهام العمل في التكالب عليه دون تقدير فمكانياته أو متطلباته الشخصية، ويعبر من التفاني إلى القلق والتوتر حتى الإنهاك وفقدان السيطرة على الأمور، فتخور قواه ويفقد طاقته، ويصبح غير قادر على العمل، وهنا تخسره الشركة التي كان من الممكن أن تكون معتدلة في استغلال إمكانياته واستعداده للعمل بأقصى جهده.
اقرئي أيضا: علامات لبيئة العمل السامة التي لا بد أن تتركها
مراحل الاحتراق الوظيفي
كيف من الممكن أن تعرف أنك قد أصبت بالاحتراق الوظيفي؟ ما هي العلامات والمراحل التي تدل أنك تعاني وأن بيئة العمل لا تحترم مساحتك الشخصية، وقد تفقدك صحتك أيضا؟ هذا أهم ما سنشير له، حتى تتمكن من تحديد مشكلتك، وتعمل على التخلص منها وحلها.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الاحتراق الوظيفي يمر بثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: وخلال هذه المرحلة يبدأ الشخص في ملاحظة وجود ضغط كبير من جهة أو صاحب العمل، مما يؤثر على أدائه لعمله، وذلك كنتيجة عدم التوازن بين متطلبات العمل وقدرة الفرد.
- المرحلة الثانية: يبدأ الشخص في الشعور بالتعب والتوتر والقلق الدائمين، كنتيجة أو رد فعل لانعدام هذا التوازن، مما يصيبه بالإجهاد كونه يحاول الوفاء بالتزاماته.
- المرحلة الثالثة: يبدأ سلوك الموظف في التغير بشكل واضح، فيحدث أن يعامل المحيطين به من الزملاء والمديرين بفتور وانعدام الرغبة في التواصل، مع عدم القدرة على التركيز، وفقدان الهمة، وتبدا مشاعر البلادة والإهمال في السيطرة عليه.
وخلال هذه المراحل التي تختصر كثير من التفاصيل المتعلقة بالمشاعر والمشكلات والمعاناة التي يمر بها الموظف، هناك مجموعة من العلامات التي قد تظهر عليه ويبدأ المحيطون به في ملاحظتها، ومن أهمها:
الإنهاك
يشعر الموظف أنه منهك ومجهد نفسيا وبدنيا وعاطفيا، وغير قادر على أداء حتى الأعمال اليومية البسيطة، ويكافح من أجل النهوض كل يوم للعمل، وكأنه فقد طاقته للأبد.
اقرئي أيضا: أكثر من 10 علامات للمدير الناجح تجعلك تحب مديرك
انعدام الدافع
تفقد كل الأشياء معناها عنده، ولم يعد هناك ما يحفزه أو يجدد نشاطه للعمل، لا الأفكار الجديدة تحمسه أو تساعده، هو حرفيا يجر نفسه يوميا للحضور إلى مقر عمله مجبرا.
المشاعر السلبية
تسيطر على الشخص الذي يعاني الاحتراق الوظيفي المشاعر السلبية، فتجده دوما يشعر بالإحباط وخيبة الأمل، ويرى أن كل ما كان يقوم به لم يعد يُجدي، وكأن غشاوة من الغبار تعوق رؤيته الصحيحة لكل ما حوله، فيحاصره الفشل والعجز وانعدام الثقة بالنفس، والشعور بالوحدة.
فقدان التركيز
عدم القدرة على التعرف على المشكلة التي يعاني منها الموظف، يأتي من أعراضها التي تسبب له فقدان القدرة على التركيز والتفكير بصورة منظمة، وتشتت الانتباه.
عدم الرضا
الشخص الذي يشعر أنه يفقد السيطرة على قدراته، وتنعدم رغبته في العمل، وتظهر علامات فشله امامه كل يوم، بالتاكيد، لن يشعر بالراض عن حياته، سواء المهنية أو الشخصية، فيفقد الثقة في نفسه وفي قدرته على التعامل مع الأمر وحله.
العزلة
ستكون العزلة والابتعاد عن التعامل مع الآخرين هو الحل المثالي، فسيبدأ الموظف بأخذ إجازات مرضية لا يفعل خلالها أي شيء، فقط يتجنب الاحتكاك بالناس، حتى لا يفقد السيطرة على أعصابه.
أعراض جسدية
لا يتوقف الأمر عند المشاعر والتأثيرات النفسية، ولكن بالطبع يصل تأثير الاحتراق الوظيفي إلى ظهور أعراض جسدية من الصداع المتكرر وألم العضلات، إلى عدم القدرة على النوم بشكل جيد، والإصابة بالأرق، مع حدوث تغير في الشهية، إما بالزيادة بصورة مفرطة، أو انعدامها تماما، مما قد يؤدي إلى افصابة بكثير من الأمراض منها السمنة وامراض القلب.
اقرئي أيضا: فن التعامل مع الزملاء المزعجين دون أن تفقد أعصابك
التخلص من الاحتراق الوظيفي
في لحظة، يبدو الأمر وكأن الإصابة بالاحتراق الوظيفي باتت واقعا لا فكاك منه، ولكن هذا غير صحيح، فتلك واحدة من الحالات النفسية التي يمر بها الشخص، ويمكنه التخلص منها بطلب المساعدة واتباع علاج فعال يناسبه، إما بمساعدة مختص وطبيب نفسي يوجهك نحو التخلص من معاناتك، أو من خلال الأصدقاء والأشخاص الذين يهتمون لأمرك.
وكبداية، هناك مجموعة من الامور التي يمكنك فعلها، حتى تبدا في التخلص من مشاعر الاحتراق الوظيفي السلبية، وتستعيد طاقتك:
- في البداية، ابتعد عن الأشخاص السلبيين، الذين يثبطون من عزيمتك، ويبثون سمومهم فقط، دون اعتناء بمشاعر مَنْ حولهم، ويعتقدون أن أحاديثهم عن عدم الجدوى ما هي إلا حكمة ووعي.
- محاولة بناء صداقات جديدة، تقوم معهم بانشطة مختلفة لتخرج بها من حالة الإنهاك التي مرتت بها، وأن يكونوا قادرين على العطاء وتفهم مشاعرك.
- ابحث عن الدعم، ولا تعتبر ذلك تقليل منك أو عبء على المحيطين بك، تحدث إلى من تعرف أنهم قادرين على الإنصات وتفهم حالتك النفسية، ويمكنهم تقديم المساعدة لتخطيها.
- إذا قررت أخد إجازة من العمل، فيجب أن تستغلها بالطريقة التي تعيد إليك حيويتك ونشاطك الذهني والبدني، فحاول الاسترخاء قدر الإمكان، ومن الممكن أن تسافر إلى أحد المناطق الهادئة، لتحصل على طاقة جديدة ومختلفة.
- تجربة أنشطة مختلفة عن العمل، فيمكنك التطوع أو محاولة تعلم مهارة جديدة او استعادة مهارات كنت قد أهملتها، يبدو الأمر صعبا، لكن إذا اجبرت نفسك عليه، قد يعود بنتائج إيجابية.
- وضع قواعد وجحدود جديدة للعمل، فلا تضغط على نفسك، واحرص على ألا تجور ساعات العمل على حقك في ممارسة حياتك الشخصية والاستمتاع بها، فاعمل على تحقيق التوازن.
- افصل نفسك عن التكنولوجيا ومتابعة الأخبار، وتفرغ لنفسك يوميا بأداء تمرين بدني أو ذهني يغير من حالتك المزاجية.
- الاهتمام بساعات نومك، والحرص على تناول طعام صحي.
ومن المهم، أن تعلم أن الاحتراق الوظيفي يأتي نتيجة إهمالك لصحتك النفسية والبدنية، فاحرص عليها مهما بدا المقابل مغريا.
اقرئي أيضا:
صفات الشخص المهووس بالسيطرة وكيف تتعاملين معه
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا