مهارات التفكير الناقد لرؤية جديدة بزاوية مختلفة
الأكثر مشاهدة
النقد هو كلمة تحتمل السلب والإيجاب، وتشمل كل شىء، فيُمكنك أن تنقد طعام ما، أو فيلم أو حتى الحالة العامة السائدة حولك. فالنقد أو التفكير الناقد هو نوع من أنواع التفكير يقوم على التحليل والملاحظة والخروج بوجهة نظر مُعينة تجاه شىء ما. ولكن لماذا قد نحتاج مهارات التفكير الناقد؟ حتى إذا كُنا أشخاص عاديون لا نعمل في مجال النقد بشكل احترافي؟ الحقيقة أن التفكير الناقد يجعلك ترى الأمور بشكل أوضح، وتستطيع أن تُقيم أي وضع أو أن تخرك بنتائج تفيدك في عملك أو حياتك الشخصية. فكل منا يحتاج أن يكون ناقد في تفكيره ولو بشكل جزئي. فإليك المزيد عن التفكير الناقد ومهاراته...
ما هو التفكير الناقد
التفكير الناقد في تعريفه البسيط هو تحليل الحقائق أو المعلومات التي نعرفها لأحكام أو نتائج. أما في تعريفه العميق فالتفكير الناقد هو عملية فكرية منضبطة من تصور أو تطبيق أو تحليل أو تجميع وتقييم المعلومات المُجمعة من الملاحظة أو الخبرة أو التفكير والاستنتاج أو التواصل كدليل إرشاد يُمكننا من خلاله التصديق في شىء أو اتخاذ اجراء معين. ولا يرتبط هذا النوع من التفكير بمجال واحد، فهو حالة فكرية يحتاجها كل فرد، بل وقد يكون يقوم بها بشكل تلقائي. فأغلبيتنا نقوم بتحليل الكثير من المعلومات يومياً لنصل من خلالها لنتيجة أو تصديق نستطيع من خلاله التعامل مع الآخرين. وفي بعض الأحيان قد يكون التفكير الناقد وسيلة أو حل لمشكلة ما. فهو أسلوب وطريقة عامة في التفكير.
خصائص التفكير الناقد
سواء على الصعيد الفردي أو الشخصي أو الصعيد المهني والعمل، فالتفكير النقدي له بعض القواعد أو الخصائص التي تُميزه عن غيره من أنواع التفكير، ومنها...
1- تفكير عقلاني
التفكير الناقد يعتمد على حقائق، على تجميع معلومات صحيحة وحقيقية، فهو لا يصل مباشرةً إلى مرحلة الاستنتاج بدون المرور على المعلومات ثُم تحليلها ثُم الوصول لنتيجة. وهذه الميزة هى ما تمنحه المصداقية.
2- تفكير مستقل
من ينتهج التفكير الناقد هو شخص في الغالب لا يتأثر كثيرا بآراء الآخرين، ببساطة لأنه يتبع منهج تفكير يمتاز بالتحليل الصادق للأمور من خلال بعض الحقائق والمعلومات. لذلك فهذا النوع من التفكير مستقل وله خصوصيته.
اقرئي أيضا: كيف تطور الوعي الذاتي في مكان عملك وما أهمية ذلك
3- تفكير منظم
التفكير الناقد يعتمد على خطوات منظمة تبدأ بتجميع المعلومات وملاحظة الأشياء مرورا بتحليلها لتتوصل لنتيجة أو فكرة أو حتى تصرف مُعين. فمن يُفكر بهذه الطريقة لا يتخطى خطوة واحدة من هذه العملية.
4- تفكير شامل
لا يهمل التفكير الناقد أي جانب من جوانب القضية أو المشكلة، فهو يعتمد على تحليل كل البيانات ليصل لنتيجة صحيحة. لذلك فالتفكير الناقد لا يتحيز لمعلومة على الأخرى.
5- تفكير منطقي
لا يعترف التفكير الناقد بالأحاسيس أو المعلومات الوهمية، فهو تفكير منطقي جدا يعتمد على معلومات وحقائق يقبلها العقل. وبالتالي يبدأ ببناء استنتاجاته عليها.
6- تفكير يُحفز على البحث
لأن التفكير الناقد لا يقبل بالنتائج الوهمية أو الخيالية، فهو يُحفز الإنسان دائما على البحث عن الحقيقة وأصل المعلومات، مما يجعل استنتاجاته والأفكار التي يصل إليها على قدر كبير من الصدق، ويجعله متفهم بشكل أعمق لما يدور حوله.
7- تفكير إبداعي
نعم، التفكير الناقد قد يكون جزء من التفكير الإبداعي وطريقة للعصف الذهني أيضا، فالتفكير المنظم الذي يعتمد على تحليل أدق التفاصيل يستطيع أن يقودك لحلول ابداعية مبتكرة أو حتى الوصول لنتائج غير تقليدية.
اقرئي أيضا: مهارات التفاوض التي يجب أن تمتلكها لمسيرة مهنية ناجحة
صفات المفكر الناقد
صحيح أن منهج التفكير الناقد هو منهج يُمكن التدرب عليه للوصول لنتيجة مُرضية، ولكن هناك بعض الصفات التي قد يتمتع بها الشخص تجعله مُفكر نقدي مُميز ومنها...
- مستمع جيد: الشخص الذي يُفكر بطريقة التفكير الناقد هو في الأساس لديه القدرة على الاستماع ولديه مهارات الانصات. فهو لا يهمه فقط الوصول لنقطة مُعينة في أي نقاش، ولكن أن يكون مستمع متفاعل مع الآخرين. فمن خلال ذلك يستطيع أن يجمع معلومات يبني عليها نتائج.
- متواضع: من أهم صفات المفكر القائد أن يكون متواضع، فهذه الصفة تجعله يُقيم نفسه والآخرين بشكل جيد. فهو يعرف مواطن ضعفه ويعلم جيداً مواطن قوته أيضاً. وبالتالي يستطيع أن يُقيم الأمور بشكل أفضل، كما أنه يكون منفتح على تقبل آراء الآخرين.
- القدرة على الإستنباط: ربما تكون هذه الصفة من أبرز الصفات التي يتحلى بها المفكر الناقد، فهى أساس التفكير النقدي. لأن المعلومات قد لا تُقدم لنا على طبق من ذهب، فأحيانا كثير يجب تحليل هذه المعلومات وقراءة ما بين السطور بشكل يجعل الرؤية أوضح. والقدرة على الاستنتاج والاستنباط تختلف عن الافتراض، فالافتراض عادةً ينقصه بعض المعلومات.
- التفكير التحليلي: التحليل هو أساس التفكير الناقد، فمن خلاله يستطيع الشخص أن يفرز ما لديه من معلومات ويُقسمها حسب أهميتها ليعرف الروابط والعلاقة بين هذه المعلومات فيستطيع استخدامها في الوصول لنتائج.
- القدرة على المُلاحظة: تلك الصفة نكتسبها منذ الطفولة، القدرة على ملاحظة ما يدور حولنا، والتي تتضمن قدرتنا على تسجيل التفاصيل، وتجميع البيانات من خلال حواسنا. تلك الملاحظات تقودنا لفهم أعمق وأفضل للعالم من حولنا.
- الفضول: حب المعرفة والرغبة في البحث هو ما يقود الشخص للتفكير الناقد. فالمفكر الناقد لا يأخذ بالمسلمات، يظل يبحث ويفكر لماذا تجري الأمور هكذا. ومع الوقت يتحول الفضول الطفولي لفضول أكثر نضجا، يدفعنا للبحث في أشياء مهمة.
- الحيادية: يُحاول المفكر الناقد إبعاد مشاعره وأي عواطف بعيداً عن حكمه على الأمور، فهو يخضع للتفكير المنطقي والمعلومات التي بين يديه، ويحاول أن يلتزم بهذه العناصر فقط، لتكون النتيجة التي يصل إليها حيادية وصادقة.
- متفتح يقبل كل الآراء: لا يُحاول المفكر الناقد أن يكون طرفا من أي مشكلة أو وضع مُعين، على العكس تماماً فهو متفتح ويقبل كل الآراء، ويستمع لها ليكون وجهة نظر تخضع لمعايير مُعينة.
اقرئي أيضا: أهم مهارات التواصل التي لا بديل عنها لتنجح في عملك
خطوات التفكير الناقد
تمر عملية التفكير الناقد بعدة خطوات نستطيع من خلالها تكوين فكرة أو وجهة نظر مُحددة، وأهم هذه الخطوات:
1- المعرفة وتجميع المعلومات
تبدأ عملية التفكير الناقد بمعرفة ماهية المشكلة أو الوصع الحالي، وهذه المعرفة تساعدنا على تجميع المعلومات اللازمة وتقدير ما إذا كانت هذه المشكلة تحتاج بالفعل للانتقال للخطوة التالية أم لا. ففكرة الحصول على البيانات والمعلومات هى بداية وضوح الرؤية.
2- الفهم والاستيعاب
الخطوة الثانية هى العمل على قراءة وفهم واستيعاب المعلومات التي جمعناها. فمن خلال هذه الخطوة نستطيع فهم المشكلة بعمق، وكيف نتعامل مع الحقائق التي حصلنا عليها. مما يقودنا للخطوات القادمة والتي تُساعدنا على الوصول لنتيجة.
3- التطبيق
هذه الخطوة تُعتبر تكملة للخطوة السابقة، فمن خلال الربط بين المعلومات والوضع الحالي والمشكلة التي علينا حلها، يكون الأمر أسهل للوصول للحل.
اقرئي أيضا: مهارات الإقناع وكيفية التأثير في الآخرين
4- التحليل
بمجرد تجميع المعلومات والربط بينها وبين المشكلة الرئيسية، نبدأ بتحليل الموقف، من خلال تحديد نقاط القوة والضعف، والتحديات التي واجهناها لحل المشكلة. يتم تحديد الأولويات لللأسباب الرئيسية للمشكلة، وكيف يُمكن وضعها في الحلول.
5- التآلف
تبدأ هذه المرحلة عندما يتم تحليل المشكلة بشكل شامل، والأخذ في الاعتبار بكل المعلومات المتاحة، يتم اتخاذ القرار لكيفية حل هذه المشكلة والخطوات المبدأية للبدء في تنفيذ هذا الحل. وإذا كان هناك مجموعة من الحلول يجب أن يتم تقييمهم وترتيبهم حسب الأولولية لإيجاد الأنسب.
6- اتخاذ القرار
الخطوة النهائية هى خطوة التنفيذ أو تطبيق الحلول الناتجة عن التفكير الناقد. فكل هذه الخطوات السابقة يجب أن تُنرجم لفعل نستطيع تقييمه.
التفكير الناقد مجال واسع وكبير، ولكن النقاط السابقة هى أكثر الأشياء التي تُميز هذا المنهج في التفكير. وكما ذكرنا هو لا يحتاج لمجال أو شخص مُعين، ولكنه طريقة في التفكير يُمكن أن يتبناها أي شخص لحل مشكلاته والوصول لحلول إبداعية بطريقة سريعة.
اقرئي أيضا: مهارات التفكير لحياة مهنية وشخصية أفضل
لغة الجسد أهميتها في العمل واستخدامها لاكتشاف الآخرين
أهمية مهارات الانصات لعلاقاتك الاجتماعية والمهنية
مصدر الصورة الرئيسية
الكاتب
دينا خليل
الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا