مهارات التدريس التي يجب أن يتحلى بها المعلمون
الأكثر مشاهدة
كم مرة صادفنا على مدار مسيرتنا التعليمية معلم أو محاضر، وكان تركيزنا لا ينصب على ما يقوله، ونندهش كيف أنه يفتقر إلى أدنى مهارات التدريس، واستطاع أن يعتلي منصة، من المفترض أن يقوم من خلالها بتوصيل المعلومة إلى من يرغبون في تلقيها، لتكون النتيجة فقدان للتواصل، وضياع للوقت.
امتلاك القدرة على توصيل معلومة جديدة لطرف آخر بطريقة سلسة ودون تعقيدات، هو واحد من المهارات التي يمكن لأي شخص اكتسابها، كما أن القدرة على متابعة منهج دراسي ما مع طالب أو مجموعة من المتلقين يحتاج إلى صفات يجب تنميتها والعمل على تطويرها، فالتدريس أو التعليم مهنة شاقة، وليست كما يعتقد كثيرون أنها مبنية على التلقين فقط.
احتياج المدرس أو المعلم إلى مهارات بعينها تعينه على توصيل المعلومة، وتحقيق فهم أفضل، يأتي من ضرورة أن يكون المتعلمون أو الطلاب قادرين على الاستفادة من هذه المعلومات بشكل عملي، فغالبا ما يعد أكثر أساليب الدراسة مللا وإضاعة للوقت، هو ما تكون نتيجته صفر، وكأنه ما كان، فيخرج المتعلمون غير مدركين أهمية ما تلقونه، وكيف يمكنهم الاستفادة منه.
مهارات التدريس الأساسية للمعلم
وإذا كنت/ي معلم/ة، أو تقومون بتقديم محاضرات تدريس في مجالات لديكم خبرة واسعة بها، فلا يكفي أن تكونون على إطلاع ومعرفة بالمجال الخاص بكم، ولكن يجب أن تمتلكون أيضا مهارة نقل هذه المعلومة، ومنح المتعلمين فرص الاستفادة بها، مع التعرف على أهم مهارات التدريس التي تمكنكم من التعامل مع الطلاب والمنهج وبيئة التدريس نفسها.
ومن بين كثير من المهارات، سنقوم بالتركيز على مهارات التدريس التي لاحظنا أنها الأكثر احتياجا، حتى يتمكن المعلم من أدواته، ويكون قادر على تحقيق التواصل بينه والطلاب، والتمكن من خلق روح متعاونة تجمعه بهم، وقد تكون هذه المهارات ملائمة للمدربين أيضا.
وتعد أهم مهارات التدريس:
مهارة التواصل
يعتبر التعليم، حسب تعريفه، هو شكل من أشكال التواصل، وهو ما يعني أن المعلم أو المدرس يجب أن يكون لديه مهارات تواصل جيدة مع الطلاب، سواء المتعلقة بالمهارات الكتابية أو لغة الجسد، أو مهارات الإنصات، ومهارات استخدام الكلمات التي تناسب طبيعة الطلاب، وتؤدي إلى وصول المعنى بطريقة أكثر سهولة، ويختلف أسلوب التواصل المناسب بشكل أساسي على العمر والثقافة ومدى قدرة الطلاب على التعلم، مما يعني ضرورة أن يكون المعلم معتمد في أسلوبه على الوضوح والمهنية والدقة.
وتشمل مهارات التواصل، لغة الجسد، والوضوح والتعاون، والإنصات، ووضع الحدود والقواعد، وتكوين شبكة من العلاقات مع المتعلمين، وأولياء أمورهم في حالة الطلاب صغار السن، وخلق تواصل مجتمعي معهم.
مهارة التفكير النقدي
مهمة المعلم لا تقتصر على توصيل المعلومة، والاكتفاء بهذا الدور، ففي الغالب يكون مطالب منه أن يكون قادر على حل مشكلات متنوعة، والتعامل مع مواقف مختلفة، لا تتعلق فقط بالتدريس نفسه، فقد يتم اللجوء إليه لحل خلاف بين الطلاب، أو إجابة على أسئلة تبدو بعيدة عن المنهج الذي يتم تدريسه، والتعامل مع المنهج نفسه وتخطيطه وتطويره بشكل دائم، وهو ما يعنر ضرورة أن يتحلى بالتفكير النقدي.
انغماس المعلم أيضا في مجموعة من المهام، بخلاف التدريس، فهو مطالب بحضور الاجتماعات، وتخطيط الدروس، والتعامل فاعلية، يوضح أهمية وضرورة تمتعه بالتفكير النقدي، فيجب أن يكون قادر على تنظيم الوقت، وخلق بيئة تعليمية مريحة وإيجابية، والقدرة على إنتاج أفكار جديدة، وتوفير خدمات للطلاب، وإدارة سلوكهم، مع تطوير خطة الدروس وتقييمها.
مهارة التنظيم
كون التعليم مهنة تتطلب كثير من المهام، وقيام المعلم بالتعامل مع الطلاب وأولياء الأمور، وكذلك متابعة جدوله اليومي، والتعليقات المتعلقة بالمحتوى التدريسي الذي يقدمه، يعني أنه يجب أن يكون منظم، ولديه القدرة على إدارة الوقت والتعامل بدقة مع مهامه المتعددة، واحترام الوقت، مع الاستعانة بما يساعده على تدبير أداء كل المطلوب دون أن يخل بالتوازن في تحقيق أي منهم.
الشغف والإبداع
دون أن يكون المعلم شغوف ومحب لمهنته، ولقدرته على توصيل المعلومة، لن يكون لديه الرغبة في تطوير مهاراته، أو الاجتهاد والسعي من أجل التواصل مع الطلاب، وخلق طرق إبداعية لتوصيل المعلومة لهم، وسيكتفي بإجراء أمور روتينية بلا روح، ولكن أهم مهارات التدريس التي يجب أنتتوفر المعلم أو مقدم اي مادة تعليمية أن يكون شغوف بها، وراغب في الإبداع من أجل النبوغ والتفوق فيها، ويحب التعلم المستمر.
مهارة الصبر
تعتبر واحدة من أهم مهارات التدريس، أن يتحلى المعلم بالصبر، وأن يكون قادر على التحكم العاطفي في ردود أفعاله، فيقدر على الفصل في أي نزاع بين الطلاب في صفه، وتوجيههم، وتلقي منهم السلبيات، وإعادة المنهج وتفاصليه للجميع بصبر وتؤودة للتاكد من استيعابهم له، مع تقديم الدعم والتفهم المستمر والاحترام.
مهارات تقنية
من المهم، أن يكون المعلم قادر على استخدام الأدوات المتعلقة بالمجال الذي يقوم بتدريسه، وأن يكون صاحب خبرة به، فيكون لديه القدرة دوما على التطوير المستمر، واستخدام تقنيات التكنولوجيا من الكمبيوتر والهواتف الذكية، وإجراء تقييمات دورية لنفسه وللمنهج الذي يقدمه، والاستماع إلى الطلاب ورغباتهم وتعليقاته، مع القدرة على تحسين بيئة الدراسة، والاهتمام بالتدريب المستمر.
ركزنا على أهم مهارات التدريس التي على المعلم أو المحاضر أن يكون ملم به، غير أن هناك مهارات أخرى يجب مراعاتها كالحزم والذكاء العاطفي ومهارات القيادة، والعمل كفريق، والقدرة على العمل تحت ضغط.
اقرئي أيضا:
تكاليف الدراسة في ألمانيا ومصروفات المعيشة
الكاتب
هدير حسن
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا