10 دول أثبتت أن المساواة بين الجنسين واقع يمكن تحقيقه
الأكثر مشاهدة
بالنسبة للبعض يعد موضوع المساواة بين الجنسين مزحة يمكن استخدامها للتندر والسخرية، فعندما تطالب الزوجة أن يعاملها زوجها ككائن مثله، أو ترغب الابنة في أن يحترم الأهل طلباتها كأخيها، يأتي الرد ساخرا "عاوزة تبقى زي الولاد، وتربي شنبك.. عاوزة جوزك هو اللي يخلف بدالك.. هو أنتي من جمعية حقوق الستات والمرأة المتوحشة"، غافلين عن الحقيقة والواقع الذي ترصده الأرقام والإحصائيات في حالات عدم المساواة بين النساء والرجال.
عدم المساواة بين الجنسين، لا تتعلق بعدم القبول بالطبيعة الفسيولوجية لكل منهما، والمطالبات بضرورة أن يكون للنساء نفس الحقوق الممنوحة للرجال، يأتي من التكلفة الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن يُحدثها الفارق بينهما، فالنساء أكثر عرضة للعنف، والتسرب من التعليم على سبيل المثال، غير أن هناك قوانين محلية تعمل على تضخيم تأثير التمييز ضد المرأة، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان دورها في المجتمع، بفعل المجتمع نفسه.
تعرفي على: التربية الجنسية للأطفال بين العيب والضرورة
مفهوم المساواة بين الجنسين
وفق تعريف اليونيسيف للمساواة بين الجنسين فإنها تعني "أن النساء والرجال والفتيان والفتيات يتمتعون بنفس الحقوق والموارد والفرص والحماية، ولا يشترط أن يكون الفتيان والفتيات والرجال والنساء أن يتم معاملتهم بالمثل بشكل متطابق"، في حين أن المساواة بين الجنسين تهتم بصورة أكبر أن يكون للرجال والنساء نفس الحقوق والفرص في جميع القطاعات في المجتمع، وكذلك المشاركة الاقتصادية والسياسية واتخاذ القرارات، مع إمكانية اتخاذ التدابير التي تراعي تطلعات واحتياجات النساء والرجال.
والهدف من المساواة بين الجنسين هو تحسين وضع المرأة في المجتمع، والعمل على منحها فرص متساوية مع الرجل في مجالات مختلفة، وتمكينها للحصول على تعليم ورعاية صحية وعمل لائق، وتواجد في المناصب القيادية السياسية والاقتصادية، ومع مرور الوقت بات التعامل مع قضية المساواة بين الجنسين أمر لا مفر منه، وفي عام 2017، وضعت الأمم المتحدة قضية المساواة بين الجنسين ضمن أهداف التنمية المستدامة الـ 17، وجاءات لتحتل المرتبة الخامسة من بين الأهداف التي تسعى الدول إلى تحقيقها بحلول عام 2030.
ووضع المساواة كهدف يجب أن تعمل الحكومات على تحقيقه، ضمن أهداف التنمية المستدامة، من شأنه أن يساهم بصورة كبيرة في تنمية الدول اقتصاديا، من خلال ضمان الكل رجال ونساء من حصولهم على فرص متساوية في توزيع السلطة والعمل والتعليم، غير أنه يحد من نشوب الصراعات ويساهم في إحلال السلام والرخاء والاستدامة في العالم.
اقرئي أيضا: فجوة الأجور بين الجنسين أزمة تهدد عمل المرأة
حق المساواة وعدم التمييز
ومن خلال رصد مجموعة من الحقائق التي توضح مدى تأثير عدم المساواة بين الجنسين على الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، تتضح أهمية تطبيقها، ليس فقط كحق من حقوق الإنسان، ولكن كنواة يقوم عليها بناء الدول بشكل سليم، فتشير الأرقام إلى أن هناك واحدة من بين كل 5 فتاة وسيدة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما تتعرض للعنف البدني أو الجنسي، وما يزيد وضعها سوءا عدم وجود قوانين تحمي حقها.
العنف تجاه المرأة، والتمييز ضدها، وعدم وجود قوانين مفعلة تصون عدم تعرضها للأذى، جميعها نتيجة إهمال تمكين المرأة، وعدم مساواتها بالرجل، فهناك 750 مليون فتاة وسيدة حول العالم تزوجن قبل أن يبلغن 18 عاما، كما خضعت 200 مليون فتاة وسيدة في ما يقرب من 30 دولة تعرضت للختان (تشويه الأعضاء التناسلية)، ووفق القانون، في 18 دولة، يمكن للزوج أن يمنع زوجته من العمل، كما أن الفتيات والسيدات لا يتمتعن بحقهن في التساوي في الميراث في 39 دولة.
وتعتبر النساء عرضة للعنف دون رادع في ما يقرب من 49 دولة، حيث تفتقر هذه الدول إلى وجود قوانين تحمي المرأة من العنف المنزلي، وعلى الصعيد السياسي، فإن تمثيل السيدات في البرلمانات الوطنية حول العالم، بلغ 23.7%، كما أنهن لا يمثلن أكثر من 30% من مقاعد البرلمان الوطني، سوى في 46 دولة فقط.
وتستهدف الأمم المتحدة بحلول عام 2030 أن تكون الدول قد قضت على جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات حول العالم، وكذلك ما يتعلق بوقف الاتجار والاستغلال الجنسي، وممارسات الزواج المبكر وتشويه الأعضاء التناسلية، مع ضرورة ضمان الحصول على رعاية صحية جنسية وإنجابية، وإجراءات الإصلاح الاقتصادي لمنح المرأة حقوقا متساوية في الممتلكات والميراث والموارد الطبيعية، كما تنوي العمل على ضرورة اعتماد سياسات تشريعية تعزز من المساواة بين الجنسين، وتعزيز تمكين المرأة.
ورغم أن التقرير الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام (2019)، فيما يتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين، يشير إلى أن هذه المساواة بمفهومها المتعارف هليه بين جميع الدول، يحتاج إلى 100 سنة ليتم تحقيقه، هناك دول اقتربت من تحقيق المساواة بين الجنسين، وتعتبر من أفضل الدول التي يمكن للنساء أن تعيش بها.
وكان التقرير، الذي يحمل اسم "تقرير الفجوة بيم الجنسين 2020) قد حلل 153 دولة في تقدمها نحو المساواة بين الجنسين، بالتركيز على أربعة محاور هي المشاركة الاقتصادية، والتحصيل التعليمي، والصحة والاستمرارية، والتمكين السياسي، وجاءت آيسلندا كافضل دولة في العالم تساوي بين الجنسين، وذلك للعام الحادي عشر على التوالي، تلتها النرويج وفنلندا والسويد، وكانت الإمارات العربية المتحدة كأفضل الدول العربية في تحقيق مساواة بين الجنسين.
وهناك 10 دول في العالم استطاعت أن تقترب من تحقيق المساواة المنشودة بين الجنسين، وأثبتت أنها يمكن أن تكون واقعية وأن المطالبات بها ليست خيالية، غير أن مراعاة هذه الدول لآليات المساواة جعلتها من بين أفضل الدول في العالم، ومن أكثرها أمانا ورفاهية، ويأتي ترتيب هذه الدول:
- آيسلندا
- النرويج
- فنلندا
- السويد
- نيكارجوا
- نيوزيلندا
- إيرلندا
- إسبانيا
- رواندا
- ألمانيا
وبتناول الأسباب التي جعلت هذه السؤال تتمكن من إحراز تقدم ملحوظ وملموس من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، فيمكن تلخيصها في عدد من النقاط:
- سعي آيسلندا إلى زيادة التمثيل السياسي للمرأة، من خلال توليها المناصب القيادية، كما أنها تمنح السيدات فرص عالية الجودة في التعليم والتوظيف.
- واستطاعت إسبانيا أن تُحدث نقلة كبيرة فيما يتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسي، من خلال اتخاذ مجموعة من القرارات والتدابير التي جعلتها تنتقل من المركز الـ 21 في عام 2018 إلى أن تكون من بين أفضل عشر دول.
- عملت إسبانيا على زيادة عدد النساء في البرلمان، وكذلك في تولي المناصب القيادية والوزارات في الحكومة المركزية، للدرجة التي جعلت حكومتها تحصل على لقب أفضل حكومة مركزية في التمثيل النسائي عام 2018.
- وتمكنت إسبانيا أيضا من تقليل الفجوة في الأجور بين الجنسين لأكثر من 3.4%.
- وفي فنلندا ارتفعت نسبة السيدات في البرلمان إلى 47%، كما أن حكومتها تقودها سان مارين أصغر رئيسة وزراء في العالم في الوقت الحالي.
إمكانية تحقيق المساواة بين الجنسين في البلاد العربية، وكثير من بلاد العالم، ما زالت في حاجة إلى قرارات واضحة وآليات يتم تنفيذها بشكل فعلي وحقيقي، خاصة، في ظل نزاعات وحروب تكون النساء هي الحلقة الأضعف فيها والأكثر تأثيرا وتضررا.
اقرئي أيضا:
العنف ضد المرأة وأشكاله واليوم الدولي للقضاء عليه
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا