8 أسباب تجعل النسوية ضرورة للمجتمع وليست رفاهية
الأكثر مشاهدة
النسوية أو الـ Feminism لا تعني كراهية الرجال كما يعتقد البعض، فهذا المصطلح تعريفه العام أنه نظرية اجتماعية وحركات سياسية وفلسفات أخلاقية هدفها النهائي هو القضاء على أشكال القهر والتمييز المتصل بالنوع الاجتماعي، وأن يصبح كل أفراد المجتمع متساوون وينعمون بنفس الحقوق والحريات.. لكن هذا الهدف لم يمنع الفكر/الحركة النسوية من التعرض للهجوم الدائم، وتصوير متبعيها في بعض الأحيان على أنهم مجموعة من الأشخاص العنيفين فكريًا والمتطرفين بإيمانهم النسوي، وخصوصًا في مجتمعنا العربي، الذي ما زال جزء كبير منه مصدومًا باكتشافه أن المرأة كائن مستقل بذاته ويمكنه الاعتراض والمطالبة بحقوقه، أو من يعتقدون أن النساء بالفعل يحصلن على حقوقهن كاملة ولا داعي لكل هذا الجدل، فقد أصبحت النساء وزيرات ولديهن الحق في التعليم والعمل والتصويت وصنع القرار.. لكن ذلك –للأسف- جزء مقتطع من الصورة.
ورغم أن مظلة النسوية واسعة وليس لها صيغة موحدة تجمع كل النسويين حول العالم، فهناك بعض الأسباب المهمة التي لا يختلف عليها أحد، والتي تجعل من وجود وانتشار النسوية أمرًا لا بد منه، وليس شيئًا زائدًا أو تكميليًا.. هذه 8 أسباب تبين أهمية وجود النسوية وضرورة انتشار الوعي بها عالميًا:
1-لانتشار جرائم الشرف
مصدر الصورة
هل سمعت عن عائلات تقتل أبنائها الذكور بعد اقترافهم لأي نوع من الأخطاء؟ الإجابة لا، لأن الإناث فقط هم من "يلوثون" شرف العائلة في نظر كثير من الثقافات حول العالم، وخصوصًا في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
وعلى الصعيد الدولي يتم ارتكاب جرائم قتل بحق حوالي 5 آلاف امرأة فيما يعرف بـ"جرائم الشرف"، وذلك ليس لغياب القوانين، لكن بسبب عدم تفعيلها مع نقص الوعي الثقافي والنظرة الدونية التي يحملها هؤلاء إلى النساء باعتبارهن سببًا لجلب العار، وليس بشرًا يخطئوا ويصيبوا.
ومن أبرز أنشطة النسوية حول العالم، الوقوف أمام جرائم الشرف، مثلما حدث مع قضية الشابة الفلسطينية التي قتلتها عائلتها "إسراء غريب" والتي أصبحت رمزًا وأيقونة وساهمت في رفع الوعي بالمشكلة وخطرها.
اقرئي أيضًا: 6 حكايات مفزعة عن إزهاق أرواح النساء بدعوى الشرف
2-لأن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث مازال موجود
مصدر الصورة
جريمة تتعرض لها مئات الملايين من النساء سنويًا والرقم يقدر بـ200 مليون امرأة، ويحدث ذلك بشكل متزايد في الثقافة الإفريقية، وللأسف تعد مصر من أعلى الدول التي تمارس فيها عادة تشويه الأعضاء التناسلية المعروفة بـ"ختان الإناث"، وطبقًا لبعض الإحصائيات فإن عدد اللاتي تعرضن للختان في مصر يصل إلى حوالي 27 مليون أنثى.. وذلك رغم تشديد عقوبة الختان في القانون المصري، وإصدار فتاوى تحرمه من المؤسسات الدينية، إلا أن العادة مستمرة بضراوة في المناطق الأكثر فقرًا وجهلًا، لأن من يمارسونها يعتقدون بأن الختان يحافظ على فتياتهن من الانحراف الأخلاقي، ويرتبط ذلك بالنظرة الدونية للمرأة في تلك الثقافات وأنها سببًا لجلب العار كما أسلفنا في النقطة السابقة.
تعمل النسوية على رفع الوعي بهذه الجريمة الخطيرة، بالتصدي المباشر لها، وبتصحيح المفاهيم حول حقوق المرأة كإنسان مستقل كامل الأهلية.
اقرئي أيضًا: الختان يفسد العلاقات الزوجية.. قصص مأسوية عن الجريمة الشائعة
3-لأن زواج القاصرات واقع كابوسي
مصدر الصورة
تقول الاحصائيات العالمية أن هناك يوميًا 40 ألف فتاة تتزوج قبل بلوغها سن 18 عامًا، و36% منهن أقل من 15 عامًا، مما يسلب منهن طفولتهن، ويمنعهن من إكمال تعليمهن، ويعرضهن لمزيد من المضاعفات الصحية الخطيرة بسبب عدم قدرتهن على تحمل عبء الزواج الجسدي والجنسي، وعدد لا يستهان به منهن يفقدن حياتهن أثناء الولادة.
اقرئي أيضًا: 5 قصص عن الاغتصاب الزوجي.. الجريمة المسكوت عنها
4-لتفشي جريمة الاغتصاب.. بأنواعه
مصدر الصورة
الاغتصاب جريمة متفشية في كل المجتمعات العالمية على السواء. وللأسف، لا يوجد احصائيات دقيقة عنه لأنه لا يتم الإبلاغ عن كثير من حالات الاغتصاب، بسبب الخوف من النظرة المجتمعية، أو لالحاق الأذي بالضحية من قبل ذويها، أو بسبب وجود قوانين تسمح بالعفو عن المغتصب إذا تزوج من ضحيته.. فإذا كانت المجتمعات مازالت تأتي على الضحية وتوصمها، فإن الفكر النسوي في هذه الحالة ضرورة لإنصافها.
اقرئي أيضًا: أشكال العنف ضد المرأة في اليوم الدولي للقضاء عليه
5-لأن التحرش في أماكن العمل موجود.. في كل مكان
مصدر الصورة
لا يزال التحرش الجنسي في مكان العمل يمثل إلى -حد كبير- قضية عدم المساواة بين الرجل والمرأة.
ففي الاتحاد الأوروبي ، تتعرض حوالي نصف القوة العاملة النسائية للمضايقة الجنسية، سواء لفظيًا أو جسديًا. وفي جنوب شرق آسيا الأرقام أقرب إلى 30-40 ٪، وفي أمريكا، تعرضت ما يزيد عن 80٪ من طالبات المدارس من 12 إلى 16 عامًا للتحرش الجنسي.
إذن فهي مشكلة عالمية واسعة النطاق، بغض النظر عن المنطقة أو الثقافة، وبما أن الاحصائيات تقول أن نصف النساء العاملات في الاتحاد الأوروبي تعرضن للمضايقة بسبب جنسهن، فمن المؤكد أن الحركات النسوية لا يبالغن في حراكهن.
اقرئي أيضًا: التحرش في أماكن العمل جريمة مسكوت عنها
6-لأن الدعارة القسرية تجارة مزدهرة
مصدر الصورة
هل تعتقد أنه لا وجود للعبودية في العالم الحديث؟ أنت مخطئ كليًا للأسف، لأنه يتم بيع أكثر من 20 مليون امرأة ورجل وطفل من أجل تجارة الجنس كل عام دون موافقتهم، و98٪ منهم من الإناث.
ويُنظر إلى الفتيات، خاصة الفقيرات منهن، على أنهن وسيلة للربح في البلدان التي تعد فيها تجارة الجنس صناعة مزدهرة، وكثيرات منهن يتم سلب حريتهن واحتجازهن بالقوة في أماكن بعيدة من أجل استغلالهن جنسيًا.. هذه الصناعة لها قوة عالمية كبيرة رغم عدم شرعيتها، ولا بد من مواجهتها بالوعي وجماعات الضغط من أجل وضع وتفعيل القوانين المضادة لها.
اقرئي أيضًا: حكايات عن وصم الدورة الشهرية وتعنيف النساء بسببها
7-لوجود صورة مثالية للمرأة
مصدر الصورة
العالم الذي نعيش فيه استهلاكي من المقام الأول، كل شيء = سلعة، حتى البشر.. ومن ضمن قيم التسليع المنتشرة في حياتنا المعاصرة جعل النساء يلهثن وراء صورة مثالية لشكلهن، يفرضها الإعلام والسينما والدعايات، هذه الصورة جعلت من الجمال شيء له مقاييس لا تتحقق إلا من خلال المعايير التي تضعها الشركات الكبرى، من الطول والوزن ولون البشرة وشكل الشعر وغيرها.. مع إهمال تام لدور المرأة الفعلي في المجتمع، فهي في نظرهم كائن خلق ليقابل معايير الجمال ويستخدم لتحريك عجلة الاقتصاد وانعاش عمليات الشراء وفقط، وهذا نوع من التحيز الجنسي.
اقرئي أيضًا: مقاييس الجمال تفسد على البنات حياتهن وتفقدهن الثقة في أنفسهن
8-لأن فجوة الأجور بين الجنسين كبيرة
مصدر الصورة
تعمل النساء في نفس الوظائف مثل نظرائهم الرجال، ويحصلن على أجر أقل مقابل ذلك، ليس لأي شيء سوى أنهن نساء، ويحدث ذلك على كل المستويات من أبسط الوظائف، حتى أكبرها مثل هوليود التي تتقاضى الممثلات بها أجرًا أقل كثيرًا من الممثلين. ووفق تقرير الأجور العالمية 2018- 2019، الصادر عن منظمة العمل الدولية، كانت المرأة في جميع أنحاء العالم تتقاضي أجر يقل عن الرجل بنسبة 20%، هذه الفجوة تعد مثالًا واضحًا على الظلم الاجتماعي التي تتعرض له المرأة في العالم اليوم.
هذه ليست الأسباب الوحيدة التي تجعل من النسوية ضرورة في عالمنا اليوم، ومن أجل المستقبل.. لكنها بعض من أهم الأسباب التي تدفعنا لمزيد من الحراك ورفع الوعي بقضايا النساء محليًا وإقليميًا وعالميًا.. اخبرونا في التعليقات عن الأسباب التي تجعل النسوية ضرورة من وجهة نظركم؟
اقرئي أيضًا:
حراك النساء في لبنان تختزله النكات وتعليقات التحرش
الكاتب
ندى بديوي
الجمعة ٠٣ يناير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا