7 عوائق تواجه السيدات المطلقات في مصر
الأكثر مشاهدة
"وكأنها نهاية الحياة" فتجربة الانفصال عن شخص عقدت النية على أن تكمل حياتك إلى جانبه، وعشت أحلاما عن مشاركته لتفاصيل أيامك، تعد واحدة من التجارب القاسية نفسيا واجتماعيا وماديا، فكيف يمكن أن يبدو الوضع عندما تكون "امرأة" أي الطرف الذي يعاتبه الجميع.
في خلال العقد الأخير، ارتفعت نسب الطلاق والانفصال في معظم الدول العربية، فعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، جاءت النتائج لتعبر عن الوضع الذي وصلت له العلاقات الزوجية في مجتمعاتنا العربية، فتعتبر مصر على رأس دول الوطن العربي في معدلات الطلاق بنسبة تصل إلى 40%، بما يعني حدوث حالة طلاق كل 4 دقائق، فحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفعت حالات الطلاق من 198 ألف حالة سنويا في عام 2017، إلى أكثر من 211 ألف حالة في عام 2018.
وفي الدول العربية، شهدت الأردن حوالي 10 آلاف حالة طلاق في عام 2015، بينما أعلنت وزارة العدل الكويتية أن 60% من الزيجات في عام 2017 انتهت بالطلاق، وتعتبر المملكة العربية السعودية من اعلى دول الخليج في نسب الطلاق، ففي عام 2017، بلغت حالات الطلاق أكثر من 53 ألف، وتجاوزت حالات الطلاق في المغرب الـ 100 ألف حالة في عام 2016، ووصلت في لبنان إلى أكثر من 8 آلاف حالة طلاق في عام 2017.
تظل الإحصائيات مجرد أرقام، لا تعبر عن ما تعيشه آسر تفككت وعائلات انهارت على عتبات الأحلام التي لم تر النور، فحالات الطلاق انتشرت بين شابات تباينت أعمارهن بين الـ 25 والـ 30، ليعشن أحلى سنوات عمرهن في محاكم الأسرة تحاولن نزع حقوقهن المسلوبة، أو في عيادات المصحات النفسية تتعافين من مرارة الانهزام والحسرة.
تحديات المرأة المطلقة
أن تعيش امرأة مطلقة في مجتمعاتنا العربية، تحاول جاهدة أن تتخطى تجربتها وتلملم شتات نفسها، أيا كانت أسباب هذا الطلاق، سواء بسبب فقدان القدرة على التواصل بين الطرفين أو خيانة أحدهم للآخر، أو المشكلات المادية أو حتى نتيجة تدخل الأهل، تبقى النتيجة النهائية واحدة، أنها تواجه وحدها مجتمعا بأكمله بضغوطه وتوقعاته.
ومن أهم التحديات والعقبات التي تمنع أي سيدة عربية تعرضت لتجربة الطلاق من أن تعيش حياتها بشكل طبيعي، أو تستعيد ثقتها بنفسها، مجموعة من المشكلات التي تزيد من الواقع الذي تعيشه مرارة وألم.. ومن ضمن هذه العوائق، نرصد لكم بعضها:
1- القوانين
ما زالت السيدات العربيات تواجه مأساة صياغة القوانين بما ينصفها أو يسترد له حقا من حقوقها، فغالبا ما تاتي قوانين الأحوال الشخصية متغافلة عن كثير من المتطلبات التي تحتاجها السيدة المطلقة، من حيث النفقة وحضانة الأطفال والرؤية، فغالبا ما تعيش السيدة سنوات في رفع الدعاوى والقضايا بالمحاكم من أجل الحصول على بضعة جنيهات كنفقة شهرية، أو حتى يمكنهن الحصول على ولاية تعليمية ليلحقن أبنائهن بالمدارس.
2- إيجاد سكن
هل جربتِ أن تواجهين رفض صاحب العمارة أن يؤجر لكِ شقة ببنايته؟ هذا ما تتعرض له المطلقات، فأغلب أصحاب العمارات لا يرغبون أن يمنحوا شققهم للإيجار لسيدة مطلقة، معتبرين الأمر مصدر إزعاج، "مش عاوزين مشاكل وكلام" ليوفر على نفسه حمايتها من جيران قد يعترضون طريقها، أو يعتبرها هي نفسها "وصمة" قد تأتي بأي تصرف مسيء قد يسيء لعمارته المقدسة.
3- نظرة المجتمع
لا يكفي أن تمرين بتجربة زواج يُكتب لها الفشل، لكن يبدو أنها ستظل تلاحقك السنوات الباقية من حياتك، وكأنكِ ارتكبتِ جُرما لا يمكن اغتفاره، فتجدين المجتمع يقف أمامك، إذا خرجت تبحثين عن عمل، فيبدأون الحديث عن أنك تحاولين الحصول على "عريس" مرة ثانية، وإذا قررتِ ان تعيشين وحدك، فأنت ترغبين أن تعيشين دون رابط وتفعلين ما يحلو لكِ أو كما يقال "تمشي على حل شعرك".
الصورة التي ينظر بها المجتمع إلى السيدة المطلقة تجعلها تعاني لثاني مرة، فهو يعتبرها كائن يجب تجنبه والخوف من التواجد بقربه، فقد تجدين صديقات لكِ ينسحبون من حولك أو معارف وأقرباء ينصحون بناتهمن بعدم الاختلاط بكِ، ويعطون لطلاقك حجم أكبر مما يحتمل، فيوصمونكِ به.
4- فرصة زواج ثانية
"هتتجوز مطلقة"، يطلقون عليها صفة أكثر سوءا في الطبقات الشعبية "مستعملة"، فيصبح زواجها لمرة وتعرضها للطلاق يقلل من فرصتها في الحصول على زوج مناسب مرة ثانية، ويبدو الأمر وكانها صارت كائنا أقل لا يستحق الحقوق الطبيعية التي يتمتع بها آخرون، في حين يمكن للرجل المطلق ان يتزوج دون عوائق أو ضغوط، ولا يعيبه أنه لم يتمكن من الحفاظ على زيجة سابقة، ليتحول الأمر من تجربة اجتماعية لم تكلل بالنجاح إلى ما يشبه الخسارة النهائية، التي يجبرها المجتمع ألا تتخلص منها.
5- العمل
البحث عم عمل مناسب كفتاة أو سيدة هو أمر صعب بشكل عام، ولكنه يزداد تعقيدا عندما تكونين مطلقة، ففي أغلب حالات الطلاق تكون السيدة قد تم إجبارها على التخلي عن عملها خلال سنوات الزواج، وتكتشف مدى خطأ هذا القرار بعد الانفصال، فتبدأ في رحلة للبحث عن عمل لتواجه أصحاب العمل الذين قد يرفضون توظيفها، أو يعتبرون طلاقها ضعف، فيستخدمون كل صور التحرش في أماكن العمل، ويجعلون من رغبتها في الحصول على وظيفة واستقرار مادي تتحول إلى جحيم.
6- ضغوط الأهل
أن تعودين مرة أخرى إلى منزل أهلك، شعور لا يمكن تحمله والتعامل معه بسلاسة كما كنتِ من قبل، فتواجدك معهم يعني مواجهة جمل مثل "أنتي مطلقة مش هينفع تحرجي لوحدك" أو "مش هينفع تعيشي لوحدك"، وتكثر مع عودتك بلقب "مطلقة" الممنوعات، التي تجعلك وكأنك محاصرة، غير فرص وعروض الزواج مرة أخرى، والتي غالبا ما لا تناسبك.
7- الوضع المادي
كثير من الزيجات لم تعد تتم دون الإيفاء بشرط الزوج أن تبقى زوجته في المنزل دون عمل، كي يكون هو عائلها، ليأتي الطلاق، فتجد هي نفسها دون عائلة أو كيان قادر على أن يتحمل نفسه بعد أن فقدت فرصتها في الحصول على وظيفة، فتعود تبحث من جيد، وتواجه وضعا ماديا قاسيا، خاصة، مع تهرب كثير من الرجال من دفع نفقات زوجاتهم السابقة، ليمثل هذا تحديا يعوقها عن كثير من الفرص في التمتع بحياة أفضل.
العوائق والمشكلات التي تواجه المطلقة وتعاملها كالموصومة لا تنتهين وقد تختلف من تجربة لأخرى، ولكننا ركزنا على أهمها.. احكي لنا عن تجربتك في التعليقات.
اقرئي أيضا:
7 تحديات ما زالت تواجه كل فتاة وسيدة حول العالم
الكاتب
احكي
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا