التعافي من مقابلة عمل سيئة والاستعداد لما يليها

هل يمكن التخيل أنك قد تحتاج إلى التعافي من مقابلة عمل سيئة؟ الحقيقة تؤكدها كاثرين بروكس، المدير التنفيذي لمكتب التطوير المهني والشخصي بجامعة Wake Forest، التي أوضحت أن مقابلات العمل السيئ يمكنها أن تتسبب في "الشعور بالإحباط والخجل، والبدء في الإحساس بالدونية، ويمكنها أن تصل حتى الاكتئاب".

في العادة، نحب دوما أن نظهر كأشخاص جيدين أمام أنفسنا، ويجعلنا الشعور بالنجاح نستمر ونتمكن من التمسك بالأمل، ولكن عندما نجد أننا وقعنا في موقف يُظهر أننا فشلنا ولم نتمكن من الصمود، نشعر معه أن حياتنا بلا معنى ونبدأ في الاستهانة بأنفسنا، ويعد المرور بتجربة مقابلة عمل غير موقفة، من بين أسوأ المواقف الحياتية على الإطلاق.

مقابلة عمل سيئة

متى يمكن أن تصبج مقابلة العمل سيئة؟ بالتأكيد، عندما تكون على اعتقاد بأنها فرصتك الوحيدة، بمعنى أنك تبحث عن عمل وترى في الحصول على هذه الوظيفة هو أملك كي تكون قادرا على العيش، وفور ان ترى أنك خسرت هذه الفرصة تبدأ في لوم نفسك، وغالبا ما تكون أسباب المرور بمقابلة سيئة:

عدم الاستعداد الكافي للمقابلة، فبدوت شخص غير مؤهل.
قول أشياء كان يجب عليك عدم ذكرها، كالحديث عن الراتب، أو الاسترسال دون هدف وعدم التوقف للاستماع.
إظهار التوتر بصورة مبالغ بها، فالطبيعي أن تكون قلق من إجراء مقابلة عمل تحدد مصيرك، لكن أن يكون ذلك واضحا في ردود فعلك، ويؤثر على التحكم في انفعالاتك، فهذا سيء.
ارتداء ملابس غير لائقة لطبيعة الوظيفة المتقدم عليها.
الوصول متاخرا لموعد مقابلة العمل، وهو من أكثر الأمور التي تترك انطباعا سيئا.
الحديث بصورة مستمرة عن نفسك، بما يوحي بالفردية والنرجسية، وعدم التطرق إلى ما تنوي إضافته للشركة.
وقد يكون السبب هو طريقة غير لائقة ممن يجري معك المقابلة.

وهناك أكثر من أمر يمكنه أن يؤي إلى المرور بمقابلة عمل سيئة، مما يجعلك دوما تشعر بالندم والرغبة في العودة بالزمن مرة اخرى، لتصحيح ما قمت به، ولتكون على استعداد أكبر، ولكن هذا، للأسف، لا يحدث.

اقرئي أيضا: أهم مواقع العمل من المنزل الموثوق بها

التعافي بعد مقابلة عمل سيئة

لا فائدة من أن تشعر بالندم، وتبدأ في تأنيب نفسك، والتقليل من شأنك، فرغم سوء التجربة، يمكنك أن تبدأ في العمل على تلافيها والتعامل مع الواقع، دون مزيد من "الدراما"، ويمكنك التعافي من التجربة رغم مراراتها، وتحاول أن تصلح ما تم إفساده.

وتلك مجموعة من الخطوات والنصائح، التي تجعلك تتخطى الأمر، وتتعامل بطريقة أفضل، نقدمها لكم كما عرضها موقع Forbes:

التفكير في التجربة

لا تغرق في المشاعر السلبية، ولكن حاول أن تفكر في التجربة التي مررت بها، وتحللها وتعمل على التفرقة بين الأمور التي سارت بشكل جيد خلال مقابلة العمل، والتي اعتقدت أنك أبليت فيها بطريقة حسنة، والمواقف الأخرى التي ترى أنها تسببت في خسارتك للوظيفة.

التعلم

بعد أن اكتشفت أين الخطأ الذي تعتقد أنه جعلك تخسر وظيفتك، تعلم منه، واعطي نفسك وعدا ألا تكرر التجربة بشكل سيء مرة أخرى، وركز على تطوير مهاراتك، واطلب حتى مساعدة لمحيطين بك. لكن لا تتوقف عن إجراء مقابلات العمل والمحاولة المستمرة.

سامح نفسك

اللوم المستمر وتأنيب نفسك، في الغالب، لن يصل بك إلى شيء سوى مزيد من الإحساس بالعجز والدونية، بالتأكيد، من المهم أن تبدأ في مراجعة ما قمت به، وأن تشعر لفترة بعدم الراحة، لكن المهم ألا يطول ذلك كثيرا، وألا يثنيك عن تخطي هذه الفترة والبدء في تحسين الأمور، وجعلها تعمل لصالحك.

رسالة شكر

بعد أن تصفي ذهنك، وتتعرف على الأخطاء التي وقعت بها، وسواء جاءك الرد من الشركة بالرفض أو لا، عليك أن تبدأ في صياغة رسالة متابعة وشكر للشركة والموظفين الذين اجروا لكم مقابلة العمل، وتحاول أن توضح من خلالها بعض النقاط التي كنت قد اكتشفت أنك لم تعبر عنها بطريقة لائقة، وتعمل على الإشارة إلى سوء فهمك لبعض الأسئلة، مع إجاباتك عنها، وتبرز نقاط قوتك، وما يمكنك إضافته للشركة باسلوب عرض ذكي، ولكن مع ضرورة ألا تُظهر نفسك وكأنك تعتذر، فالمهم أن تحتفظ بصورتك طيبة وتحافظ على كرامتك.

الاستعداد لما هو قادم

من الممكن في النهاية أن تجد أنك حصلت على الوظيفة، وقد تكون تجربة ومرّت، المهمأن تتخطاها وتعمل على بذل الجهد من أجل تطوير نفسك والتعامل بشكل أكثر احترافية ومهنية في المرات المقبلة، ولا تتعامل مع حدث أو تجربة سيئة على أن الحياة توقفت عندها.