العنف المنزلي يزداد والنساء في عزلة مضاعفة بسبب كورونا
الأكثر مشاهدة
في الفترة التي أجبرتنا الظروف أن نبقى في منازلنا، نبتعد عن الاختلاط بالآخرين حتى لا يصيبنا مكروه، نواجه تحديات الحفاظ على صحتنا الجسدية والنفسية، ومخاطر احتمالية الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تواجه السيدات في مختلف أنحاء العالم تحديات مختلفة.
أشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في بيان لها صادر عن المديرة التنفيذية فومزيل ملامبو-نجوكا، في 20 مارس الماضي، إلى أن الآثار السلبية التي سيحدثها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لن تتوقف عند ما يتعلق بالصحة العامة ووقوع الوفيات، وقرارات العزل المنزلي، ولكنه تطرق إلى التأثيرات المتعلقة بأوضاع النساء الاجتماعية، وكان الخوف الأكبر هو "العنف الأسري".
تعرفي على: العنف ضد المرأة أشكاله واليوم الدولي للقضاء عليه
العنف المنزلي في زمن كورونا
أوضحت الأمم المتحدة للمرأة أن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، التي جاءت نتيجة العزل المنزلي والصحي لفترات طويلة مع مخاوف الأمن والصحة وظروف المعيشة، من الممكن أن تساهم في ارتفاع حالات العنف الأسري المنزلي والاستغلال الجنسي، فهناك 137 امرأة يتم قتلها يوميا على يد أحد أفراد أسرتها، وفي البلاد التي طبقت العزل الاجتماعي كانت حالات العنف المنزلي التي تم الإبلاغ عنها قد تزايدت 3 أضعاف.
وبالفعل، تمت ملاحظة زيادة حالات العنف المنزلي مع بدء أغلب بلاد العالم تطبيق العزل الاجتماعي، فرئيس الحكومة الأسترالية سكوت موريسن أعلن عن تخصيص 150 مليون دولار في إطار مبادرة وطنية لمواجهة العنف المنزلي، وجاء القرار بعد ماحظة تزايد عمليات البحث على محرك جوجل التي بحث عن مساعدة ودعم ضد العنف المنزلي، خلال الوقت الحالي لانتشار وباء كورونا.
تقول ليز توماس، المديرة التنفيذية لمنظمة الخدمات الاجتماعية في ملبورن بأسترااليا، خلال تصريحها لـ abc news، إنها تلقت شكاوى اتضحمن خلالها استخدام الرجال لفيروس كورونا كذريعة لتهديد وإكراه النساء، فبعضهم اخبر زوجته أنه مصاب بالفيروس، وبذلك يجبرها على الوجود معه داخل المنزل في فترة حجر صحي، واعتبرت ليز ذلك "أمر مروع".
وأشارت إلى الارتفاع حالات طلب المساعدة من الشرطة خلال الفترة الماضية، لتنجيها من العنف المنزلي الذي تتعرض له، من 120 حالة في الأسبوع إلى 209 حالة، ليبدو أن التنفيس عن الغضب والقلق من الحالة العامة التي سببها الفيروس والتي كان من ضمنها الاستغناء عن كثيرين وفقدانهم لوظائفهم، كانت ضحيتها السيدات.
وفي فرنسا، صرحت وزيرة الدولة الفرنسية للمساواة بين الجنسين مارلين شبايا أن نسب العنف المنزلي تزايدت بنسبة 32% منذ بدء الحجر في 17 مارس، وتوقعت أن هذه النسبة ستواجه ارتفاعا أكبر خلال الفترة المقبلة من الحجر، وهو ما استدعى قيام الحكومة الفرنسية بإطلاق حملة على موقعها الإلكتروني لتتمكن أي ضحية من الإبلاغ من خلاله، كما خصص وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاست خطا ساخنا للنساء المعنفات.
وكان نشطاء أوروبيون عبروا عن خوفهم من إصابة المجتمع في أعقاب وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) بجائحة العنف المنزلي، حيث يشعر الضحايا المعنفات مع قرارات العزل في المنازل المتبعة في جميع أنحاء العالم أنهم "معزولون عن طلب المساعدة أكثر من أي وقت مضى" حسبما تؤكد إحدى الناجيات من العنف المنزلي في بريطانيا، مؤكدة أن الخروج كان يمنح الضحايا متنفسا، وتضيف "الجميع موجودون معا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون مساحة للتنفس.. سيكون الأمر أصعب من المعتاد".
قال نذير أفضال، مستشار العنف المنزلي في حكومة ويلز ببريطانيا، في تصريح لبي بي سي، إنه رغم عدم وجود بيانات رسمية، التقديرات تشير إلى زيادة حالات العنف المنزلي في المملكة المتحدة، وصلت إلى 20% في أيرلندا الشمالية، 32% في باريس، و40% في نيو ساوث ويلز.
وفي فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت الأردنية إيمان الخطيب تحكي عن مأساة تعرضها للعنف المنزلي بعد أن قام شقيقها بطردها وابنها من المنزل، بعد ضربها وتعنيفها، وذلك خلال فترة الحجر الصحي الذي تعيشه الأردن، وأوضحت أنها حاولت التواصل مع الشرطة لكنها لم تتفاعل معها بسبب "أزمة كورونا".
أما عن الصين، البؤرة الأولى لانتشار فيروس كورونا المستجد، فأظهرت الملاحظات المحلية ارتفاع نسب الراغبين في الحصول على الطلاق، بعد أن تم فرض الحجر الصحي على البلاد، مما أظهر منذ فبراير الماضي أن العولة كانت نتيجتها غير موفقة للأزواج.
وفي مصر، لا توجد أرقام أو إحصائيات واضحة عن الأمر، حتى مع فرض حظر التجوال الليلي في 24 مارس الماضي، والذي سبقه الإعلان عن تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، ولكن يمكن لأي سيدة أو فتاة تتعرض إلى العنف المنزلي على يد أي من أفراد أسرتها أن تقوم بـ:
- الاتصال الفوري بالنجدة رقم 122.
- تقديم الشكاوى للمجلس القومي للمرأة من خلال المقابلة الشخصية بفروع المركز في المحافظات أو الاتصال على رقم 15115، وهو المكتب الذي يتواص مع قسم مكافحة العنف ضد المرأة في المجلس القومي لحقوق الإنسان.
- الحصول على مكان للإيواء بدور المعنفات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.
وكانت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، قد اقترحت في بيان سابق لها، أن تهتم الحكومات بما يحدث داخل المنزل طوال فترة العزل المنزلي، وأن تولي انتباهها بأن تكون الخطوط الساخنة التي تقدم خدمات الدعم وتلقي شكاوى العنف تعمل على مدار الساعة.
هل تعرضت خلال فترة العزل المنزلي الحالية للعنف من قبل أي من أفراد أسرتك؟
اقرئي أيضا:
بسبب فيروس كورونا.. الكل متضرر والنساء في المقدمة
الكاتب
هدير حسن
الجمعة ٠٣ أبريل ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا