الأمان الوظيفي وأهميته للعاملين وأصحاب الشركات كذلك
الأكثر مشاهدة
عندما كنا أطفالا، لاحظنا كيف كان يقضي والدينا أو أقاربنا من كبار السن أعمارا طويلا في وظائفهم متمتعين بشعور الأمان الوظيفي، الذي قد تعتقد أن خبراتك قادرة على أن تسلحك وأن تضمن لك نفس الشعور، هذا صحيح، ولكن في بعض الأحيان قد يحدث ما يهدد أمانك الوظيفي، ويجعل الخوف هو المسيطر دائما، فتبيت وتصبح ولديك هاجس فقدان وظيفتك، مما يعني أن تعيش أياما صعبة في العمل تؤثر على إنتاجيتك وعلاقتك بزملائك، وحتى حياتك الاجتماعية.
ما هو الأمان الوظيفي؟
يبدو التعبير موضحا وشارحا لنفسه، فالأمان الوظيفي يعني أن تشعر أنك غير قلق على عملك، تؤديه وأنت تعلم أنك لن تخسره في ليلة وضحاها بسبب أزمات اقتصادية أو عقد انتهت مدته، أو أي أمر طارئ لم يكن في الحسبان، ويعتبر الأمان الوظيفي هو زيادة احتمالية أن يحتفظ الفرد بوظيفته، فهو غير مُعرض لأن يكون في مصاف العاطلين عن العمل، أو أن إمكانية حدوث ذلك ضعيفة، وهو حالة نفسية تأتي من الشعور بالاستقرار الوظيفي.
بالتأكيد، الشعور بالأمن الوظيفي يتوقف على مجموعة كبيرة من العوامل، سواء المتعلقة بالشركة أو المكان الذي تعمل به، أو طبيعة العمل والمجال الذي تمتهنه، ومن الممكن أن يكون سلوك الموظف والعامل نفسه له دور في شعوره بالأمان والاستقرار في وظيفته، فهو ليس خائفا من خسارتها دون مقدمات مسبقة.
تعرفي على: أنواع الشركات والتعريف القانوني لكل شركة
أهمية الأمان الوظيفي
نظرا لأننا نعيش عصر "العقود المؤقتة"، حيث بات كثيرون أن وجودهم في شركاتهم ومؤسساتهم مرهون بعدة أشهر قد تطول مدة بقائهم بعضها، ومن الممكن أن يخسرون وظائفهم قبل انتهائها، فأصبح الشعور بالأمان الوظيفي واختباره رفاهية، فأغلب العاملين من جميع أنحاء العالم يعيشون التوتر والقلق يوميا بسبب الخوف من تحولهم إلى عاطلين.
وزادت في السنوات الأخيرة مقولات نُسبت إلى رواد أعمال اعتبرت أن المكوث في شركتك وعملك خمس سنوات وأكثر هو فشل وانعدام للطموح، فأثر ذلك على رؤية كثيرين لوظائفهم وأعمالهم، رغم استمرار محاولات الجميع للحظي بفرصة عمل في القطاع الحكومي، الذي يعني العمل به استقرار وشعور حقيقي بالأمان الوظيفي.
السؤال الحقيقي هو "ما الذي يجعل الأمان الوظيفي مهما؟" قد يعتقد أصحاب الشركات أن الأمر لا يمكنه أن يؤثر على العمل، وأن فقدان موظف لشعور أو حالة نفسية معينة لن يغير من حقيقة أنه يتوجب عليه أداء عمله، ومن الممكن أن يصل ببعضهم الأمر إلى الاعتقاد أن أي موظف يمكن استبداله بآخر، طالما لن يكون قادر على تأدية وظيفته، وهنا يأتي الخطر في ظل وجود مفهوم اقتصادي رأسمال يتجه دوما لعمالة رخيصة، قد تكون غير مدربة، متوقعا أن ذلك أكثر ذكاءا، وغير مدركا للعواقب.
وتلك مجموعة من الأمور التي توضح لماذا يبدو شعور الموظفين والعامكلين بالأمان الوظيفي أكثر أهمية:
تقديم عمل أفضل
أن يشعر العامل أن وظيفته مستقرة وقادرة على أن توفر له احتياجاته، يعني ذلك أنه سيسعى وراء إتقان مهامه، والعمل على أن يحقق أهدافه المهنية، متخلصا من القلق الدائم والتوتر والخوف من فقدان عمله دون مبررات أو مقدمات مسبقة، على العكس، سيكون الفرد لديه قدر كبير من الهدوء والثقة اللذين يؤثران على النتيجة النهائية للعمل، والقدرة على الإنتاجية بصورة أكبر، ولذلك أن يشعر الموظفون أن عملهم يتم تقديره، يعد هذا حافزا يجعلهم يسعون نحو التميز والمنافسة في تقديم الأفضل، وهو ما لا يمكن للخوف أن يفعله.
أرباح أعلى
الاعتقاد بأن "رحيل موظف سيأتي بعشرة غيره"، بعيدا عن كونه انتهازي وغير مقدر للآخرين، فهو أيضا مكلف، ففي بعض الإحصائيات الأوروبية بدا أن استبدال موظف واحد له خبرة وقدرة على أداء عمله من الممكن أن يكلف 30 ألف يورو، وهذا يعني أرباح أقل أو تكلفة اقتصادية أكبر للشركة أو المؤسسة، في حين يبدو الحفاظ على هذا الموظف أكثر ضمانة لاستمرار الربح، فالعمالة الرخيصة يمكنها أن تكبد الشركات خسائر فادحة، كونها غير مدربة ولا تملك الخبرة، فوقوعها في الخطأ مستمر، مما يعني تكبد المزيد من الخسائر.
تغيير الموظفيين بصورة مستمرة يعمل أيضا على فقدان روح العمل بينهم، على عكس الموظفين الذين لديهم تاريخ وظيفي ولديهم القدرة على التناغم معا، والتفكير بشكل مبتكر يعمل على تحسين الإنتاجية، ويعزز تواجدهم معا وصداقاتهم لبعض على زيادة الشعور بالانتماء لمقر عملهم، وسعيهم للتفاني من أجله.
اقرئي أيضا: 7 طرق للتحفيز عندما تفقد حماسك لتستعيد نشاطك
تحسين سمعة مكان العمل
كم مرة تجد أن نفس الشركة تعلن عن نفس المنصب أو المسملى الوظيفي لأكثر من مرة خلال فترة قصيرة، قد لا تتعدى الستة أشهر، وهو ما يشير إلى أن هناك مشكلة قد تجعل كثيرون يترددون في الإقبال على العمل بالشركة أو المؤسسة، كونهم باتوا يتوقعون أن يكون مصيرهم كمَنْ سبقوهم.
ولهذا، أن تملك الشركة سمعة حسنة متعلقة بتقديرها لموظفيها، وقدرتها على أن تجعلهم يشعرون بالاستقرار والأمامن الوظيفي، ويجعلها مكان عمل جاذب لأصحاب أفضل المواهب، كما يرسخ لصورة جيدة لأصحاب الشركة في المجال الذي تعمل به، ويجعلها مصدر ثقة.
بالتأكيد، لا يعني ما ذكرناه أن يتحمل أصحاب الشركات الموظفين الذين لا يملكون أي مهارة، أو أصحاب الأداء الضعيف والوجود السلبي من أجل منحهم الأمان الوظيفي، ولكن عليهم أن يكونوا أصحاب بال طويل، ويتخذون القرار السليم في الوقت المناسب، وان يكون لديهم سمعة حسنة ورغبة في الاحتفاظ بالموظف الجيد، كما يجب أن يتحلوا بشخصية قوية ويعملون لمصلحة شركاتهم مع مراعاة وتقدير العاملين معهم.
اقرئي أيضا:
كيف تقيس إنتاجيتك في العمل ونصائح لزيادتها
الكاتب
احكي
الإثنين ٢٠ أبريل ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا