9 طرق للاستمرار في دعم المساواة بين الجنسين رغم العزل
الأكثر مشاهدة
العيش في ظل جائحة تمكنت من ابتلاع أحلامنا وطموحاتنا في الحظي بمستقبل أفضل، جعلت الأولويات تتغير سواء على المستوى الفردي والشخصي، وحتى المحلي والعالمي، وباتت القضايا الكبرى هي الاقتصاد والدواء والغذاء، لتنحسر أمامها القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والسعي نحو رفاهيته وأمانه، وخاصة، قضايا المرأة ومساواتها بالرجل التي تواجه إغفالا واضحا.
بعد أشهر قليلة من ظهوره واستفحاله في كل مدن العالم، استطاع فيروس كورونا (كوفيد-19) أن يلتهم حياة أكثر من 137 ألف شخص حول العالم (حتى تاريخ كتابة هذا التقرير)، ويصيب أكثر من مليوني آخرين، كما لم يكن رحيما بأوضاع الاقتصاد والصحة، فلقد أدت قرارات التباعد الاجتماعي وظروف الحجر الصحي والعزل، وإجراءات كل دولة لمنع انتشار الوباء، إلى توقف كثير من الصناعات وإنهاك حتى الاقتصاديات الكبرى وشلّ حركتها.
لم يتوقف تأثيره عند أوضاع مالية أدى إلى تدهورها، ولكنه كان صدمة عنيفة للمجتمع، وظهرت أسوأ آثاره السلبية في ارتفاع بلاغات العنف المنزلي في مختلف البلاد حول العالم، وهو ماحذرت منه هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فوصلت شكاوى في فرنسا وإيرلندا ولبنان وفرنسا وإنجلترا تطلب النجاة من التعنيف، الذي يُرجح أنه نتيجة ضغوط مجتمعية أكبر متعلقة بالخوف وانعدام الثقة والأمان، لتبقى كثير من الفتيات والنساء "معزولات مع من يقومون بتعنيفهن دون مفر".
تعرفي على: 10 معوقات أمام نجاح السيدات في المجتمعات العربية
المساواة بين الجنسين
في ظل هذه الأوضاع من الممكن أن يبدو للبعض الحديث عن قضايا النساء غير مناسب، على اعتبار أن هناك أولويات مقدمة على حقوق المرأة، وفي حين يبدو هذا الحديث متخاذل وغير منطقي، ترجح بعض الدراسات، وكذلك كثير من المنظمات إلى أنه يمكن استغلال وباء كورونا (كوفيد-19) من أجل ترسيخ قضايا المساواة بين الجنسين والتخلص من العنف ضد المرأة.
في دراسة صادرة عن المملكة المتحدة تشير إلى أن النساء كن أكثر عرضة لإغلاق القطاعات التي يعملون بها بنسبة 30%، كونهن يعملن بنسبة أكبر في الضيافة وكعمال تجزئة، كما تشير ورقة بحثة صادرة عن المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في الولايات المتحدة إلى أن أضرار الفيروس كان تأثيرها أكبر على عمل النساء.
اعتبرت الورقة البحثية الأمريكية أنه رغم سوء الوضع وتداعيات الأزمة، يمكن أن يكون الوباء فرصة لتغيير المعايير الجنسانية (كما حدث في الحرب العالمية الثانية)، وتؤدي على المدى البعيد إلى مجتمع وأماكن عمل أكثر مساواة، معتبرة أن الأطفال ورعايتهم قد يكون السبب الأول، الذي يغير من أنماط دور الرجل في المنزل، والعمل على الموزانة في تحمل مسئولية البيت.
نتيجة التأثير الصادم الذي أحدثه فيروس كورونا في المجتمعات حول العالم، بالشكل الذي أدى إلى تغير شكل الحياة اليومية، والأثر الذي تركه في حياة النساء، رأت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أنه ما زال بالمكان دعم المساواة بين الجنسين في أثناء تواجدنا في منازلنا، من خلال 9 طرق، هي:
1. مشاركة الرعاية المنزلية
الرعاية المنزلية هي عمل غير مدفوع الأجر، وفي أغلب المجتمعات يتم معاملة النساء على أنه من البديهي قيامهن به، فيصبح عبئا تؤديه المرأة 3 مرات أكثر من الرجل، ومع إجراءات الإغلاق والتواجد في المنزل، تصبح مسئوليات الرعاية المنزلية اكبر، وتقع جميعها على النساء، بينما يمكن مشاركتها مع كل فرد في المنزل، ويتم تقسيم مهام التنظيف والطبخ وشراء مستلزمات المنزل، ورعاية الأطفال وكبار السن، وغيرها من الأمور المنزلية بين الجميع.
2. معرفة الوباء
إذا كان لدى فرد في الأسرة معرفة مؤكدة، واطلاع دائم على مصادر المعلومات المتعلقة بكوفيد-19، فهذا يعني احتمالية أكبر للوقاية من الوباء، ولكن يجب ألا يكون هناك تهرب من المسئولية بالاكتفاء بمعرفة هذا الفرد، حتى لا يتضرر باقي أفراد الأسرة، فانتشار المعرفة الموثقة والأكيدة شكل من أشكال المساواة في النوع الاجتماعي، في دليل واضح على مشاركة وتحمل المسئولية بين الجميع.
3. مشاركة قصص النساء
خلال الأوقات العادية، كان وجود الرجال هو المسيطر على وسائل الإعلام، ويهيمن على القصص الإنسانية من مختلف بلاد العالم، في إهمال أو تجاهل معتمد وغير متعمد لما يخص النساء، ويبدو أنه مع انتشار أخبار جائحة كورونا ستتضاعف هذه الهيمنة، لذلك يعد القراءة عن النساء وقصصهن، ومشاهدة الأفلام المتعلقة بقضاياهن وكذلك الاستماع إلى حلقات البودكاست، مع الاحتفاء ومشاركة إنجازاتهن سيعمل على تعويض غياب وجودهن إعلاميا بالقدر الكافي، ويبرز الأدوار التي يقمن بها.
4. الحديث مع عائلتك
رغم أن وجودنا في منازلنا في هذه الفترة يعتبر نوع من الضغط والقلق والتوتر، يمكن اعتباره فرصة للحديث والنقاش حول امور لم يكن انشغال وقتنا يسمح لنا بالتطرق إليها، فيمكن استغلال تواجد مختلف أفراد الأسرة من الكبار والأطفال، وفتح حديث معهم ونقاش حول المساواة بين الجنسين، ورؤيتهم للأمر، مع التأكيد على أنها فرصة لتقريب وجهات النظر، وتوضيح أمور مختلفة عن النسوية، وألا تكون مجال لصراع أو خلق لمشكلات، وسيكون الأمر أكثر سهولة بالتأكيد مع الأطفال وقدرات استيعابهم.
5. نشاط مستمر على الإنترنت
لا تعتبر أن وجودك في المنزل، قد يحول دون مشارتك في أي من الأنشطة المتعلقة بقضايا المرأة، أو يقيد من تواصلك مع أشخاص أكثر، على العكس، يمكنك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وحساباتك الخاصة أن تدعمين المساواة بين الجنسين بإثارة القضايا المتعلقة بها، ونشر الفيديوهات والصور التي توضح أهمية وضعها ضمن أولوياتنا، وارتباط الأمر بفيروس كورونا الذي يواجهه العالم.
6. التبرع
أشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 70% من العاملين في القطاع الصحي والاجتماعي على مستوى العالم من النساء، مما يجعلهم في الخطوط الأمامية للتعامل مع الوباء، كما أن هناك أسر كانت تعتمد على دخل النساء العاملات في الاقتصاد غير الرسمي في كثير من دول إفريقيا، فقدوا هذا الدخل وواجهوا اضطرابات معيشية، غر أن "كوفيد-19" وتأثيراته على الصحة الأوضاع لاجتماعية يزيد من فرص العنف والاستغلال الجنسي.
وتقترح الهيئة ان يقوم الأشخاص الناشطون والمهتمون بقضايا المساواة بين الجنسين على التبرع للهيئة نقسها، حتى تتمكن من دعم النساء في جميع أنحاءالعالم، ويمكنكم التبرع والتواصل مع منظمات وهيئات أهلية تثقون في قدرتها على اتواصل مع السيدات وتلبية احتياجاتهن.
7. التثقيف الذاتي
من الممكن استغلال الوقت المتاح من خلال التواجد في المنزل، والعمل على خوض تجربة التعلم عبر الإنترنت، فيمكنكم الالتحاق بالدورات التدريبية المتاحة المتعلقة باهتماماتكم، كما يكمن الثقيف حول موضوع المساواة بين الجنسين بصورة أكبر، والتعمق في قضاياه أكثر من خلال الالتحاق بواحدة من الدورات المجانية التي تتيحها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والتعرف على تاريخ حركات حقوق المرأة والتطلعات المستقبلية، بخلاف إمكانية زيارة المعارض العالمية، والاستمتاع بالأنشطة والحفلات الموسيقية المتاحة أونلاين.
8. دعم المحيطين
يمكنكم رغم الحظر والابتعاد الاجتماعي، العمل على دعم الأشحاص المحيطين بكم، سواء أسرتكم من خلال السعي لتخفيف حدة القلق والتوتر وطمأنة الجميع، والعمل المشاركة في أعمال منزلية وحث باقي أفراد الأسرة على القيم بأدوارهن، كما يمكنكم دعم الأصدقاء بالتواصل الدائم، ودعم الجيران من خلال الاطمئنان ونشر الروح الإيجابية، ومحاولة المشاركة في فعاليات محلية تتبع الإجراءات الوقائية.
9. اعتني بصحتك العقلية
في كثير من الأوقات، قد ينتابك القلق والذعر والإرهاق من الأعباء المنزلية، وتشعرين أنك تحتاجين إلى قليل من الراحة، لذلك احرصي على الاعتناء بصحتك العقلية والنفسية، وقومي بالابتعاد عن مصادر القلق وأهمها الأخبار، وحاولي البحث عن أنشطة يمكنها أن تشعرك بالسعادة والهدوء.
يمكن بالفعل من خلال هذه الأشطة أن نساهم في وضع معايير جديدة للمساواة بين الجنسين، ونعمل على رؤيتها تتحقق على المستوى القريب أو البعيد.
اقرئي أيضا:
وصم كورونا. ذعر يمنع دفن الموتى والإفصاح عن الإصابة
الكاتب
احكي
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا